روايه وصيه عمى بقلم ميمى عوالى
المحتويات
انا بس حسيت انى محتاجة اقعد مع نفسى شوية ويمكن عندكم حق كان لازم اديكم خبر قبلها عشان ماحدش يقلق عليا واوعدكم انى مااكررهاش تانى
ينهض أسامة وهو يقبل أمانة قائلا طب ياحبيبتى انا هسيبكم بقى عشان تناموا وهروح انا كمان عشان انام ...ياللا تصبحوا على خير
يجلس نوح فى نفس الموضع الذى كانت تجلس فيه أمانة وهو يلعن غبائه فهو يعلم جيدا أن الشرفة مشتركة بين الغرفتين كيف تاه عن باله أن مكالمته فى هذا المكان معرضة لان يسمعها اى من كان كيف وضع نفسه فى هذا المأزق وماهى طريقة الخروج منه
وظل على جلسته وهو غارق فى التفكير حتى تفاجئ بأحد الغفراء وهو ينادى عليه بفضول قائلا هو انت هتفضل قاعدة كده كتير ياباشمهندس احنا بقينا نص الليل والقاعدة كده غلط عليك
وعندما وصل إلى مبنى السكن وجد أن الجميع قد دخلوا إلى غرفهم ليتجه هو الآخر إلى غرفته ليجد أن أسامة قد استغرق فى النوم ليقوم بتغيير ملابسه ولكنه بدلا من الدخول بفراشه قام بالدلوف إلى الشرفة وإشعال سيجارته وهو ينقل عينيه بين سيجارته وبين باب شرفة أمانة والتى تجاور باب شرفته دون اى فواصل ليلعن غبائه للمرة التى لا يعلم عددها ثم عاد للغرفة وأندس فى فراشه وهو ينادى نعمة فى سريرته قائلا شكلها خربت يانعمة وانا اللى خربتها بايدى
فى اليوم التالى عندما هبط الجميع إلى الاستراحة لتناول افطارهم قبل بداية العمل لم تكن أمانة وسط الموجودين وعندما بحث عنها بعينيه وجد أسامة يربت على كتفه قائلا فطرت من بدرى وخدت النسكافيه بتاعها وراحت على موقع ج
نوح بتساؤل واشمعنى موقع ج يعنى
أسامة قالت إن حاتم طالب منها تصورله حاجات هناك وتبعتهاله
ليشعر نوح بشئ من الاحباط ولكنه اومئ برأسه واتجه هو الآخر للعمل
أسامة مش هتفطر
نوح دون أن يستدير له ماليش نفس
اتجه هو الآخر إلى المكان الذى علم بوجودها هناك ووجدها تقوم بمسح الموقع وتصويره بمساعدة أحد المهندسين
ليرد الجميع السلام لكن دون أن تتوقف أمانة عن عملها أو حتى تنظر إليه
نوح خلصتوا قياس واللا لسه
أمانة دون الالتفات له أيضا لسه فاضل ضلع
نوح طب سيبى محمود يخلصه هو وتعالى عشان عاوزك
أمانة بلا مبالاة مش هينفع قربنا خلاص نخلص عشان حاتم مستعجل على الحاجات دى
وما أن سمعها تتلفظ باسم حاتم مجردا دون اى القاب حتى شعر بالغيظ منها ومن نفسه فقال طب انا هساعدك عشان تخلصى بسرعة وما أن وصل إليها وهو يساعدها
فى ضبط زوايا الاتها حتى التفتت ايه قائلة انت كده مش هتتعطل
نوح لا
أمانة وهى تتركه وتتناول بعض اللوحات من الأرض طب تمام كمل انت بقى مع محمود وانا رايحة لنيللى هسلمها شوية حاجات
ظل الحال على ماهو عليه لمدة خمسة أيام كلما حاول نوح الاجتماع مع أمانة فى اى مكان أو الاختلاء بها للحديث معها إلا وكأنها تتفنن فى الطريقة التى تبتعد بها دون أن يلحظ أحد ولكن بالطبع كان إخوتها يراقبون ما يحدث فى صمت دون تعليق او تدخل حتى فاض الكيل بنوح على الرغم من أنه غير متأكد مما سيقوله لها ولكنه فى كل مرة ينسى ارتباكه ليحل محله الڠضب من فشله فى التحدث معها
حتى ذات يوم كان نوح يراقب أمانة وهى تشرح لاحد المهندسين العمل المراد تنفيذه فى أحد البنايات وعندما استدارت وهى تشير له على أحد الأركان حتى اختل توازنها ووجدت نفسها تترنح وهى تعد نفسها للسقوط لامحالة على بعض اسياخ المسلح لتجد نوح يجذبها بسرعة ليختل توازنه ليسقط بدلا منها لتجد أمانة أن قميص نوح قد تلوث بالډماء نتيجة اختراق أحد الاسياخ لاحد جانبيه
لتصرخ أمانة وهى تستدعى الموجودين بالمكان لحمل نوح الذى غاب عن الوعى لاسعافه
فى المشفى
تجلس أمانة بجوار فراش نوح الغائب عن الوعى بعد خروجه من غرفة العمليات وتقطيب جرحه وهى تمسك بالمصحف الشريف وتتلو آيات الذكر الحكيم فى خشوع وهى تمسك بيدها على رأس نوح وصوتها يتهدج من اثر البكاء
أسامة وبعدها لك يا أمانة ما الدكتور طمنا وقال إنه هيبقى كويس إن شاء الله
أمانة اټصاب بسببى يا اسامة انا السبب
أسامة ياحبيبتى ماتقوليش كده ده نصيبه بيكى من غيرك كان هيحصلله كده
أمانة بس ربنا جعلنى سبب فى ده الدكتور بيقول أن الكلى كانت هتتهتك لو لا قدر الله السيخ كان فرق سم واحد
أسامة والحمدلله إن السيخ مافرقش السم ده خلاص بقى ...ياللا قومى عشان تروحى تستريحى
متابعة القراءة