روايه خيوط الغنكبوت بقلم سلمى الألفى
المحتويات
إلى الشرفة وفتحها برفق لكي لا يزعج أحد أفراد العائلة ووكز بساعدية على سور الشرفة وظل يتطلع حوله لتلك البلدة الهادئة
استنشق الهواء العليل يعبئ به ريئته واغمض عيناه وهو يفكر بصديقة الغامض الذي لم يعرفه بعد
بغرفة أمل
تركت فريدة الفراش برفق لكي لا تشعر بها شقيقتها بعد أن ذهبت في نوم عميق وغادرت الغرفة وهي تسير على أطراف أصابعها ثم وقفت على أعتاب الغرفة تتطلع حولها بريبة
تبحث بعينيها عن وجود ذلك الوسيم لفح وج هها نسمة الهواء لتعلم بأنه داخل شرفة منزلهم سارت إتجاه الشرفة ببطء
همست من خلفه
مش جايلك نوم
يخربيت كدة خضتيني
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بضيق
لية شوفت عفريت ثم أشارت إلي نفسها بثقة قائلة
ماشوفتش بنوتة كيوت و رقيقه زي قبل كده ولا ايه
لاحت ابتسامته وهو يردد بدهشة
كيوت ورقيقه ! ثم تهللت اساريره ورفع سبابته أمام وجهها وهتف بمرح
متاكدة هههه
تصنعت الحزن وهمس بخفة
شكرا يا بيه
ودارت ظهرها تريد المغادرة ام سك بكتفيها يمنعها المغادرة وقال معتذرا
أسف والله كنت بهزر معاكي ما تبقيش قفوشة يا فريدة
سرت قشعريرة بج سدها عندما قبض على كتفيها يمنعها الذهاب لاحت ابتسامتها سرعان ما أخفتها عندما تقدم منها ووقف أمامها يتطلع لملامحها الغاضبة منه
صدقيني بهزر معاك والله عارف إن جو البيت متكهرب بسبب تعب باباكي والمستشفى ماتزعليش بقا ده احنا قرايب
لم تقدر على كتم ضحكتها
قهقهة بصوتها الرقيق رفع سراج إحدى حاجبيه بدهشة من تلك الفتاة التي يتبدل حالها بين تارة وأخرى
تبادل معها الضحكات إلى أن صمتت فريدة وأنهمرت دموعها تعجب سراج في أمرها وهتف بتسأل
بټعيطي ليه يا بنتي دلوقتي ما كنتي بضحكي
رفعت أناملها تمحي دموعها وقالت بصوت خاڤت يبدو عليه الحزن
والانكسار
أول مرة بابا يبات برة البيت البيت وحش اوي من غيرة من يوم ما تعب واحنا كلنا جنبه في المستشفى وكنا ح سين بوجوده وسطنا رغم تعبه لكن وجوده مطمنا
هيقوم بالسلامة وهيرجع بيته وهيفضل وجوده يطمنكم العمر كله ربنا يبارك في عمره ما تقلقيش الدكتور طمني قال حالته مستقرة ويقدر يخرج ومش بعيد كمان تلاقي الصبح داخل عليكم البيت ومعاه حياة
هتفت برجاء
يارب احنا مالناش غيره وهو كل حياتنا
أبتسم بخفه وقال
واضح انكم كلكم متعلقين بوالدك أوي حياة كمان نفسيتها مش مظبوطة اعتقد بسبب بعدها عنكم واضح اوي انكم عيلة مترابطة
ابدلت دفته الحديث وهتفت بحماس
انا هعمل شاي بحليب تشرب معايا اصل الجو ده محتاج الشاي بحليب
أوما بخفة وقال
أشرب شاي
بعدما توجهت فريدة إلى المطبخ لإعداد الشاي بحليب هتف سراج وهو يهز رأسه قائلا
عيلة لذيذة والله
عودة إلى المشفى
جلست داخل الكافية الخاص بالمشفى تنتظر أعداد قهوتها
بينما لمحها ادم وهو يطلب من الشاب اعداد قهوتهكانت جالسة يبدو عليها الشرود التقط كوب القهوة خاصته وأخذ الآخر الخاص بحياة بعدما علم بمطلبها ثم سار اتجهاها ووقف أمامها يتنحنح قائلا
القهوة بتعتك تسمحيلي أقعد معاكي أشرب قهوتي أنا كمان
هتفت باقتضاب
أكيد أتفضل
جلس بالمقعد المقابل لها وبدء في أرتشاف القليل من قهوته ثم نظر لها بتسأل
يضايقك لو اتكلمنا شويا
هزت راسها نافية وقالت
هنتكلم في أية
يعني أنا عرفتك بنفسي وانتي ما عرفتنيش عن نفسك حتى اسمك ما عرفوش لحد دلوقتي
تنهدت بضيق وقالت
اسمي حياة فاروق الألفي وبشتغل مهندسة برمجة في شركة سليم السعدني
ثم همت واقفة وهاجمته بحدة قائلة
المعلومات دي كافية ولا ايه يا دكتور
وسارت غاضبة تصعد الدرج لحق بها يحاول الاعتذار فهو لم يقصد مضايقتها كان يود أن يفتح معها مجال للحديث بينهما
وأثناء اللحاق بها أتت إليه الممرضة تركض مناديا إياه
يا دكتور أدم يا دكتور
دار وجهه إليها لتردف الأخيرة قائلة
طلبينك في الطوارئ في حاډثة عربية والمصابين كتير
ركض الي حيث الطوارئ ليتابع عمله باهتمام بعدما قرر أن يعتذر منها وقتا لاحقا
أما عنها دلفت لغرفة والدتها بأنفاس لاهثة
وأغلقت الباب خلفها وظلت متسمرة خلفه تخشى أن يلحق بها الطبيب أو غيره فهي لم تعد لديها ثقة مطلقة بأحد كما أن سليم لن يتركها تنعم بلحظات أمان وسط عائلتها سيعمل طوال الوقت على تشتيتها وقد نجح في ذلك فهي رغم كونها بحصنها الأمن ولكن تشعر بالقلق والضياع كأنها تائهة مغيبة تريد أن تصرخ بأعلى طبقات صوتها ترفض ذلك الواقع المرير التي تعيشه
ظل سليم ساهرا بغرفة مكتبة يرسم خطته بأحكام وفجأة انتشله من تخطيطه الشيطاني صوت طرقات اعلى باب مكتبه
ثم دلف أسر وهو يقول
فاضي يا سليم نتكلم شويا
ولو مش فاضي أفضالك يا حبيبي تعالى اقعد
جلس أسر بالمقعد المقابل لشقيقه ثم زفر أنفاسه بهدوء وهتف بتسأل
ماما قالت ايه عن ميلانا ويا ترى متقبلة جو ازي ولا ايه
ما تقلقش ماما بس متفاجئ بس قولي ناوي تعمل أية مع نور
كلمتها ولا توصلت معاها
ناوي نقعد مع بعض ونتفق على
متابعة القراءة