روايه خيوط الغنكبوت بقلم سلمى الألفى

موقع أيام نيوز

قد عاد من سفره
أقترب منه تعانقه بحنان
سراج أنت جيت أمته يا حبيبي حمدالله على سلامتك
ضم جدته بقوه وطبع قبلة على رأسها بحنان وقال بصوت حاني
واحشتيني يا سنسن
كفت حياة عن الصړاخ بعدما أستوعبت وجود سراج وشعرت بالخجل فهي الدخيلة على غرفته فبعد كوابيسها التى تصارعها يوميا أقترحت سناء عليها بالمكوث بغرفة سراج ريثما يعود لعل تلك الكوابيس تختفي وبعد إلحاح من سناء وثريا وافقتهما الرأي لأنها كانت بحاجة لنوم هادئ دون كوابيس مزعجة ومعاناة تهاجهمها أثناء نومها 
جذبت حفيدها ليغادر الغرفة لكي تترك ثريا برفقة حياة تهدئها 
تعالى يا سراج في أوضتي وأنا هفهمك كل حاجة
سار منساق خلف جدته وقبل أن يترك الغرفة ألقى نظرة أخيرة على حياة التى كانت ترتجف داخل أحض ان ثريا
دلف لغرفة جدته وهي تتبطئ ذراعه ثم أغلقت الباب وجلست على الفراش تسترد أنفاسها بهدوء وأشارت إليه لكي يجلس جانبها
أقعد يا حبيبي
جلس بجانب جدته وبدء في غلق ازرار قميصه وقال بتسأل
مين دي يا تيته وإيه جبها هنا
رفعت أناملها لكي تقرص أذنه وقالت بتوبيخ
ما هو يا عين تيته لو كنت بتتصل تطمن عليه وأنت مسافر كنت عرفت دي تبقى مين وإيه جابها هنا
حك أذنه التي تؤلمه وقال
ڠصب عني والله كنت دائما مع أسر في المستشفى ده غير فرق التوقيت يا تيته عشان كده ما كنتش بعرف اتصل بيكي والله
قالت بتسأل عن صحة أسر
طيب وأسر عامل ايه دلوقتي
سيبك من أسر دلوقتي وفهميني حياة هنا ليه
نظرت له بابتسامة ثم قالت
يعني تعرف إسمها
ايوة طبعا قابلتها في شركة سليم وأنا اللي عملت معاها الانترفيو والمفروض أنها تكون استلمت الشغل في الشركة بس بردو أنا ما فهمتش هي هنا بصفتها أيه 
دي تبق بنت خالتك دلال
رفع حاجبيه بدهشة وقال
هو أنا ليه خالة اسمها دلال ده من أمته فجأة كدة بقى عندي خالة يا سبحان الله
يا بني سبني أكمل كلامي بتقاطعني ليه أصبر على رزقك
قصت عليه القرابه التي تجمع بينها وبين والدة حياة وأنها ابنة شقيقها الراحل إذا حياة مثابة حفيدتها كما أن والدتها ووالدته مثابة الاشقاء
فهم سراج صلة القرابة وقصت عليه سناء ما تعاني به حياة منذ أن خطت بقدميها ذلك المنزل وهي الآن تحت رعايتها ريثما تأتي عائلتها وتمكث بالقاهرة من أجل عمل حياة 
لم ينكر بأنه أشفق على حالتها فكل ما تعاني به يوميا مرهق حقا لاعصابها 
هتف سراج بجدية مقترحا 
جدته
البنت دي شكلها أعصابها تعبانه وعشان كدة بتحلم بكوابيس كل يوم أية رأيك يا سنسن تعرضي عليها نوديها لدكتور نفسي تتابع معاه ونفهم منه حالتها ايه بالظبط
تنهدت بعمق وقالت 
والله يا سراج أنا ما عارفة أعمل ليها ايه يا بني حتى دلال مش هاين عليا أعرفها اللي بيحصل لبنتها 
مافيش داعي تعرف مدام قربوا ينزلوا القاهرة مافيش داعي يقلقوا بكرة يشوفوا بنفسهم ويمكن حياة حالتها النفسية تتظبط في وسط أهلها
ثم أردف قائلا
أنا دلوقتي وضعي ايه في البيت ده أنا محتاج أنام وارتاح مش قادر 
م سدت على ظهرة برفق وقالت
معلش يا حبيبي ريح جسمك هنا على سريري وأنا هقوم اشوف حياة واطمن عليها وهسيبك تنام وتصحى براحتك 
تركت له الغرفة وذهبت إلى غرفة سراج لكي تطمئن على حياة 
كان شاردا داخل غرفته وفجأة لمعة فكرة برأسه أراد تنفيذها 
لذلك هاتف شخصا متخصص بتلك الأعمال
لم يكترث للوقت ووضع الهاتف على أذنه ليهاتف ذلك الشخص 
الذي اجابه على الفور
قال سليم بكلمات مقتضبة
تقابلني بعد ساعة محتاجك في مهمة خاصة
ثم أغلق الهاتف ومدد بج سده أعلى الفراش وهو يحدق في سقف الغرفة بجمود 
الفصل الرابع عشر
لم يغمض لها جفن بعد وصول سراج شاردة الذهن وتحدث نفسها وهي تحدق بالفراغ
أعمل ايه دلوقتي طيب سراج يعرف باللي سليم بيعمله ولا سليم مغفل الكل أنا زي المتكتفه ومش عارفة أتصرف يارب ساعدني يارب 
ظلت على تلك الحالة إلى أن أشرقت شمس الصباح أفكار كثيرة تعصف بها تقلبها هنا وهناك كانت داخل صراع قوي مع النفس 
غادرت المنزل دون أن يشعر بها أحد ولا تعلم
أين تخطى بقدميها وقفت تطلع للمارة كأنها مغيبة بعالم اخر
سارت بخطوات واسعة أشبه للركض وكأنها تهرب من شئ ما يحاول الامساك بها
وجدت نفسها بشارع مظلم رغم أنها بوضح النهار ولكن الشارع ذلك لم تدخله الشمس دب الړعب باوصالها وخطت بقدمها داخله ولكن غرزت قدميها بسائل لازج أسفلها شعرت به ولم تراه أنحت بجذعها تلام س بكفيها ذلك السائل لتتلخط يديها بالډماء 
صړخت بهلع وظلت تردد
ډم ډم 
ربتت سناء على كتفها برفق وهي تحاول ايقاظها
حياة قومي يا حبيبتي عشان ماتتأخريش على شغلك 
فتحت عيناها بفذع ولسانها كان مازال يردد ډم
لم تستمع سناء لما قالته حياة نهضت من جانبها وهي تقول
يلا يا حبيبتي عشان تفطري قبل ما تروحي الشغل ومن بكرة سراج هيوصلك معاه بس انهاردة مش هيقدر يروح راجع من السفر تعبان 
كانت حياة بعالم اخر وقتها لم تنصت
تم نسخ الرابط