روايه بقلم ايمان حجازى
المحتويات
أن يرحلوا وأخبروه أيضا بذلك الخبر ولم تقل سعاده عمرو عن البقيه
مر يومين علي الجميع وخلالهم غادر كل من طارق وامير بعدما ودعوا عمرو وكذلك عمار واللواء نزيه وعاد كل منهم الي وطنه الصغير الخاص به
وباليوم الثالث غادر أيضا عمرو بعدما خرج من المشفي وودع الجميع أيضا
وبخلال تلك الأيام انغرس عمار في عمله بكل طاقه وهو لا يفكر بأي شئ سوي عمله فقط يتحاشي الحديث أو الاقتراب من أحد فقط يعمل بكل جهده وهو لم يذق طعم النوم
كان ينهك نفسه بقوه كي لا يفكر بزينه والتي على الرغم منه كان يخونه قلبه ويريد رؤيتها ولكن دائما ما كان يطرد ذلك الشعور بداخله ولا يذهب لرؤيتها
أو ماذا سيفعل معها إن رآها بداخله ألم وچرح كبير مما فعلته معه ولا يعلم أيضا بما تفكر هي
أنهي عمله وكذلك تلك المداهمه وسلم ما جمعه لقائده وهو يقدم له التحيه العسكريه في صمت تام نظر له اللواء نزيه بإحباط بعدما نفذ صبره
وأخرتها يا عمار
أجابه عمار برسميه دون أن يلتفت إليه
خير يا فندم ! في مهمه تانيه
مفيش اهم منك إنت انت مش مبسوط ! مش حاسك كده ايه اللي اتغير فيك مالك
أبتسم عمار بتهكم شديد قبل أن يضيف برسميه
مبسوط هه ! المهم في شغل تاني ولا هفضل خدمه لأخر السنه مش هرتاح
ذهب عمار واخذ حماما باردا وبدل ملابسه قبل أن يصعد الي سريره ويريح جسده المنهك بشده ولكن هيهات لراحه الجسد إن لم يرتاح القلب
حاول عمار عمار جاهدا بأن يغمض عينيه ويلبي نداء جسده الصارخ من شده التعب ولكن قلبه كان حزينا مشتاقا غاضبا لم يذيق عينيه النوم وأخذ يفكر ب زينه وكيف اصبحت الآن وهو لم يراها منذ ثلاثه ايام
لم يكن يريد الراحه أو الاختلاء بنفسه كي لا يفكر بها كان يبعدها عن عقله بكل الطرق وما أن أصبح بمفرده حتي أدت كل الطرق إليها فقط
انتشله من تفكيره رنين هاتفه وما أن نظر إليه حتي وجدها بسنت تخبره بأن زينه يجب عليها أن تخرج من المشفي بعدما اكتمل علاجها ولكنها تبكي بشده ولم تستمع الي أحد من الأطباء
لم يفكر عمار ثانيه أخري وأسرع بأرتداء حذائه وذهب إليها بعدما انتصر قلبه بجداره ودون حتي ادني تفكير
وبداخل المشفي بعدما جهزت زينه وأرتدت ثيابها التي تركها لها عمار جلست في حزن وهي مازالت تسال بسنت عنه ولكن دوما كانت تخبرها بأنها لم تراه منذ يومين ولم يأتي لزيارتها مره اخري ولا تعرف ما السبب
وبعد بضعه دقائق وجدت زينه يدا ممدوده لها رفعت بصرها لأعلي قليلا وألتقت عينيهم في نظره عتاب وألم يحملها كل منهم للآخر ولكن لم تفكر زينه كثيرا حتي احتضنت يديه ونهضت معه وما أن توقفت أمامه حتي أغمض كل منهم عينيه وهو يضع جبهته علي جبه الأخر وكأنه يتنفس أنفاسه هو كانت زينه قلبها في اضطراب شديد وهو ينبض پعنف ما أن اقتربت منه وكذلك عمار الذي حاول جاهدا ان لا يضعف أمامها أو يشتاق لها قبل أن يفهم كل شئ ولكن خانه قلبه وجسده وكل مشاعره معا ولم يشعر بنفسه الا وهو يلف ذراعه حولها ويحاصرها كلها بداخله
عاتب نفسه وعاتبه قلبه علي حرمانه منها وألغي عقله تماما في تلك اللحظه
متابعة القراءة