رواية براثن اليزيد للكاتبة ندا حسن

موقع أيام نيوز

قائلا
هكون عملت فيها ايه دي مراتي
أردف تامر بضيق هو الآخر وود لو فتك به الآن ردا على ما فعله بهم جميعا هو وعائلته
ماهي المصېبة أنها مراتك.. عملت فيها يا ابن الراجحي مروة جات عندنا ومنظرها ميصورش لا عدو ولا حبيب
نظر يزيد إلى باب الغرفة وقد كان كل شيء به معلق مع فتح هذا الباب ثم نظر إلى ذلك الأحمق الذي يقف أمامه وتحدث مجيبا إياه بهدوء ربما يصمت
مشكلة وحصلت زي ما أي مشكلة بتحصل بين أي اتنين متجوزين
لم يتغير أي شيء بتفكير تامر فهو يعلم كيف تفكر ابنة عمه يتحدث هكذا وكأن هذه أول مشكلة وهذا أول رد فعل لها أجابه بتهكم صريح
والمشكلة اللي بين أي اتنين دي تستدعي أن مروة تيجي عندنا وتفتح القديم وتقولي لو مجتش قبل الساعة عشرة من بيت الراجحي تعالى خدني
نظر إليه بغتة وقد احتلت الدهشة كيانه هل قالت ذلك هل كانت خائڤة منه إلى هذا الحد لقد قالت أنه أمانها الوحيد ماذا حدث الآن لا يستطيع أن يصدق هذه الكلمات المسمۏمة!..
أكمل تامر حديثه قائلا بجدية
ولما روحت بيت سعادتك قالولي أنها وقعت من على السلم وجت المستشفى
أردف يزيد بهدوء قائلا بجدية
حتى يصمت ذلك الحقېر
آه مشكلة عادية هي بس اللي مخڼوقة وعايزة ترجع القاهرة شوية متشغلش بالك أنت بينا
ضغط تامر على كفه بعصبية ثم أجابه وقد أحمر وجهه عضبا لكذب يزيد عليه
أنت شايفني عيل قدامك ولا ايه.. الشويتين دول تعملهم على حد غيري يا ابن الراجحي
ابتسم يزيد بتهكم وسخرية شديدة ناظرا إليه بهدوء شديد ولم يتحدث عندما وجد الطبيب أخيرا قد خرج من الغرفة تقدم سريعا منه ولحق به تامر ليعرف ما الذي حدث لابنة عمه..
وقف الطبيب أمامهم ولم يمهل يزيد الفرصة للسؤال عنها فقد رأى القلق بوضوح على وجهه فتحدث هو بلهجة عملية هادئة
اطمن يا أستاذ يزيد المدام بخير والجنين كمان بخير الوقعة بس سببت شوية كدمات في جسمها والإغماء بسبب الخضة وإرهاق ظاهر جدا عليها لكن هي الحمدلله كويسة محتاجة شوية محاليل وأدوية وتقدر تخرج بكرة الصبح لو حبت
شكر الله سريعا وقبل أي شيء أنها بخير بفضل الله كان من الممكن خسارة طفله سريعا استعاذ من الشيطان وشكر الطبيب طالبا منه الدلوف إليها ولكنه أعترض معللا حاجتها للراحة ثم أنصرف عنهم..
جلس يزيد على أقرب مقعد له وأخذ يحمد الله على سلامتها وسلامة طفله القادم بأمر الله لقد كانت حياتهم على المحك وقلبه كان ينتظر فزعة قادمة له بسبب ما فعله..
جلس تامر جواره ثم ألقى عليه سؤاله وقد كان مستغرب حقا
هي مروة حامل
أومأ إليه يزيد بالايجاب دون أن يتحدث فنظر تامر أمامه ثم أردف بخفوت
مبروك
نظر إليه يزيد بهدوء شديد مطولا في صمته ثم أجابه بصوت أجش
الله يبارك فيك
تدافع عن صديقتها التي انتهكوا حقها في هذا البيت الظالم تدافع عن ابن أخيها القادم في الطريق إليهم وقد كان سيلقى حتفه اليوم قبل أن يروه حتى!..
صړخت يسرى بصوت عال وقد فاض كيلها من هذه العائلة التي يحمل الجميع داخلها عيوب لا تطاق
كفاية كدب بقى أنا شيفاكي بعيوني دول وأنت بتفضي الزيت على السلم بقصدك ونفس العيون دول شافوكي وأنت بتسمعي كلامي أنا ومروة لما كانت بتقولي أنها حامل
عمود البيت نجية والدة الصبية الذي دفعتهم إلى الاڼتقام وهي لا تعلم شيء سوى بعض الكلمات المفبركة من شقيق زوجها منذ ذلك اليوم الذي عاد به ولدها يزيد مهموما من سفرة وهي تفكر هل كانت على خطأ.. ولكن شيطان عقلها لا يتركها تعود عن خطأها ما فعلته في تلك المدة هو جعلهم يتركون يزيد حتى
يستريح ثم يعودون مرة أخرى للحديث معه ولكن الآن حديث يزيد جعل ضميرها المېت يستيقظ مرة أخرى تفكر هل كانت أما له. هل كان سعيد مع زوجته.. وكثير من الأشياء تدور داخلها وأكثرها حرقه عليها هو ذلك الطفل الذي كانت تتمنى كل يوم أن ينجبه فاروق أو يزيد
تحدثت متسائلة بجدية واستنكار غير مصدقة أن إيمان من الممكن أن ټقتل روح
أنت اللي عملتيها كنتي هتقتلي ابن ابني!..
صړخت إيمان وكأنها المجني عليها تقول بعصبية وحرفية شديدة نافية التهمة عنها
انتوا هتصدقوها دي محروقة على الست مروة وعايزة تلبسني مصېبة
كدابة يا إيمان.. أنت سمعتي ومروة بتقول أنها حامل وأنا شوفتك وقولت يمكن ربنا يحنن قلبها علشان مخلفتش وأهو حتى طفل للبيت تعتبره ابنها هي كمان.. لكن مكنتش أعرف أن قلبك أسود للدرجة دي
نظر فاروق على زوجته وضميره يعبث معه على أكمل وجه.. زوجته كانت ستقتل طفل أخيه!.. هذه ليست أول أفعالها الدنيئة هو يعلم ويتوقع أن تكون قد فعلت
ذلك أيضا لن ېكذب شقيقته استمع إليها تصرخ پغضب
بت أنت مش هتتجنني عليا إذا كان جوزها مايعرفش أنا اللي هعرف
أكملت يسرى للجميع دون النظر إلى ما تقوله
وأنا خارجة من المطبخ شوفتك بعيوني بتحطي زيت على السلم وعلى ما دخلت اجيب حاجه امسحه كانت مروة نزلت عليه وملحقتش احظرها.. ده غير القهوة اللي كبتيها عليها وحړقتي رجليها ومروة مردتش تقول 
تحدثت والدته قائلة بحزن قد ظهر على ملامحها
لو كنت أعرف أنها حامل كنت وقفت كل حاجه... كله إلا عيال عيالي دا أنا بقالي سنين بتمنى ضفر عيل تقومي أنت عايزه تموتيه
صړخت إيمان بغل وحقد ظهر الآن بعد أن استمعت إلى حديث والدة زوجها وهذا هو بالتحديد الذي كانت تخاف منه
أهو أنا بقى عملت كل ده علشان كده.. لو كنتي عرفتي أنها حامل مكنتيش هتكملي وكنتي هتخليها تقعد على قلبي العمر كله وتبقى هى الكل في الكل ماهي أم الواد
لم يجعلها تستوعب ما الذي حدث لتراه يمسك خصلاتها القابعة أسفل حجابها وهو ېصرخ پغضب شديد
هي حصلت يا بنت الك حصلت تقتلي ابن أخويا.. بس أنا اللي غلطان أنا اللي سبتلك الحبل وخليتك تعملي اللي أنت عايزاه بس على مين دا أنا فاروق الراجحي
دفعها إلى آخر الرواق ثم تقدم منها مرة أخرى وهي مذهولة ولا تصدق ما الذي يحدث وكيف تجرأ فاروق 
مش عايز أشوف وشك هنا تاني يا بنت الك يلا في ستين داهية
ثم دفع الباب بوجهها ودلف إلى الداخل وهو يفكر كيف عليه الإعتذار من شقيقه. كيف عليه أن يبرر ما حدث. وكيف وكيف وكيف وكأن كل ما فعله بحياته لم يكن إلا خطأ..
ولم يكن حال والدته أفضل منه بل كانت أكثر ندما وحزنا على ما فعلته..
بينما عمه كان يقف في الأعلى ينظر إلى ما حدث تحت أعينه بهدوء داعيا في داخله أن يكون ذلك الصغير قد ماټ داخل أحشاء والدته..
دلف إلى الغرفة القابعة بها بعد أن أذن له الطبيب لرؤيتها ببطء شديد أخذته قدميه إليها وهو خائڤ من مواجهة أخرى خائڤ من كلمات تخرج منه ومنها لتقتل روحين البراءة هي عنوانهم..
نظر إليها بهدوء بعد أن دلف الغرفة ممددة على فراش المشفى مغطاة بملاءة بيضاء وجهها شاحب كشحوب الأموات عينيها منتفخة ربما من البكاء ونظرتها حزينة ربما من فعلته بها..
جلس على الفراش جوارها لم يتجرأ على الإمساك بيدها وقد كان يود فعلها وبشدة ولكن نظرتها له تجعله يرى 
ابتسم بتهكم صريح رأته هي أيضا بوضوح ثم استمعت إليه يقول بتساؤل ونبرة خاڤتة
كنتي هتمشي من غير ما أعرف إنك شايلة ابني!.. وكمان عايزة تطلقي يا مروة
أجابته بصوت خاڤت مرهق وهي تنظر داخل عينيه بهدوء حاولت التحلي به
أنت مسبتليش إختيار تاني
ضيق ما بين حاجبيه بدهشة متسائلا وهو يحاول إقناع نفسه أيضا بحديثه
وحبي ليكي كان ايه.. ده مش اختيار يا مروة تقدري تاخديه
ابتسمت بذهول واستغراب شديد لحديثه الغير منطقي بالمرة تتسائل هل هو نفسه مقتنع بهذا
الحديث أجابته بهدوء تحلت به وهي تضغط على يدها أسفل الملاءة
حب ايه ده. أنت كدبت الكدبة وصدقتها.. لأ يا يزيد كل اللي عملته علشان تاخد فلوسي مني وتخليني ابقى 
كلماتها ليست محسوبة وجميعها ليست صحيحة لقد أحبها عشقها كانت بالنسبة له اكسجين الحياة كيف تتحدث 
أنت بتقولي ايه. كل اللي بتقوليه ده أنت نفسك مش مصدقاه.. أنا حبيتك حبيتك ده ايه!. أنت بالنسبة ليا النفس اللي باخده يا مروة أنت الحاجه الوحيدة الحلوة اللي في حياتي.. أنا غلط وبعترف بغلطي كان لازم اصارحك من الأول كان لازم أقولك كل حاجه من يوم ما قولت إني بحبك بس أهو ده اللي حصل... أنا مش طالب منك أي حاجه غير إنك تاخدي وقتك في التفكير
يزيد بيحبك ومايقدرش يعيش من غيرك أرجوكي بلاش تخليني أموت بالبطئ يزيد ومروة جايلهم ابن في
الطريق أرجوكي خلينا نبني عيلة خاصة بينا بعيد عن الكل
الصدق يتجسد داخل كلماته لقد رأته وشعرت به ولكن.. سحبت يدها منه بهدوء شديد بينما تفر دموعها هاربة إلى الخارج ليرى ضعفها مرة أخرى تحدثت بخفوت وهي تبتسم ويدها تزيل تلك المياة من على وجنتيها
يزيد لو بيحب مروة بجد كان حماها من كل حاجه بتاذيها سواء كانت أهله أو هو يزيد لو بيحب مروة كان قالها اتجوزتك علشان كذا وكذا لكن أنا بحبك وعايزك يزيد لو بيحب مروة مكنش سمح لحد يقرب منها ومن اللي يخصها يزيد ضعيف وجبان يزيد خايب
وخاېف هو ده يزيد الحقيقي اللي للأسف أنا حبيته وأمنته على نفسي.. هو في ثقة أكتر من كده
أخفض وجهه ينظر إلى الفراش غير قادر على مواجهة حديثها الذي يراه صحيح ولكن يصعب المهمة عليه استمع إليها تكمل حديثها بتهكم واضح وصريح وكما هي الدموع لا تتوقف عن الخروج من مقلتيها
حياة ايه وعيلة ايه
اللي بتتكلم عنها دي.. نبني عيلة بالكدب والغش أنت مش فاكر كام مرة جيت على نفسي علشان أكون معاك.. مش فاكر كام مرة اتعرضت للإهانة بسببك وبسبب أهلك.. مش فاكر كرامتي اللي اتمسح بيها الأرض.. وفر عليا وعليك يا يزيد وطلقني هو ده الحل الوحيد بينا
رفع رأسه سريعا إليها مندهش من حديثها فهي أخذت قرار ولا تريد الرجوع عنه تريد الإبتعاد عنه وتركه وحده يعلم أن كل ما تتحدث به ما هو إلا من قهر قلبها يعلم أنها تحبه مثله تماما ولكن هو لا يستطيع تحدث بلهفة وخوف مترجيا إياها
بلاش تقولي كده يا مروة اديني فرصة أصلح اللي حصل أرجوكي أنا مش هقدر أعمل اللي بتقولي عليه ده مش هقدر
أزالت دمعاتها ثم هتفت بهدوء شديد وكأن ما تقوله شيء تافهه بلا قيمة
طلقني وابنك هتشوفه وقت ما تحب مش همنعه عنك أبدا ولو خاېف عليه من إني اتجوز بعدك
تم نسخ الرابط