قطه فى عرين الاسد بقلم بنوته اسمره
المحتويات
هى أكيد بنت كويسه
قالت نرمين
بقولك ايه متوجعيش دماغى أنا مبسوطة ومش عايزه حاجه تعكنن عليا
نظرت اليها سارة بإمعان قائله
وايه اللى باسطك كده .. متفرحيني معاكى
قالت نرمين بنفاذ صبر
سارة روحى شوفيلك حاجه اعمليها بعيد عنى
توجهت سارة الى الباب قائله
انا غلطانه أصلا انى عبرتك وجيت أعد معاكى
خرجت سارة فإرتسمت ابتسامه على شفتى نرمين وهى تتذكر مقابلتها ل حامد اليوم .
هنفهمهم ان جوازنا طبيعي .. يعني مش عايز حد فيهم يعرف الوضع بينا
قالت مريم وقد شعرت ببعض الراحة
هو حضرتك عايش مع مامتك واخواتك
نظر اليها شزرا وقال بإقتضاب
أيوة
أخذت تفكر ترى هل أخواته هو فقط أم أخوات ماجد أيضا .. سألته قائله
رد بإقتضاب
بنتين
ابتسمت فى نفسها .. سألته بإهتمام
اخوات حضرتك من نفس الأم والأب
نظر اليها بدهشة وقال پحده
ايه السؤال الغريب ده
شعرت مريم بالحرج الشديد فتمتمت بخفوت
أنا آسفه
نظر مراد أمامه وبدا وكأنه يجاهد ليتحكم فى أعصابه .. قال بقسۏة
مش عايزك تختلطى بيهم ولا تتكلمى معاهم كتير طول فترة وجودك معانا .. دول بنات محترمة ومتربين كويس .. ومش عايز حد يأثر عليهم
جوزك اتوفى من أد ايه
نظرت اليه بدهشة قائله
عرفت منين
قال بسخرية
أكيد عرفت فى كتب الكتاب لما جدك ادى قسيمة جوازك وشهادة الۏفاة للمأذون
ماټ من أد ايه
شعرت بالحنق لأنه يتدخل فى خصوصياتها .. فقالت بضيق
من سنة
ضحك بسخرية قائلا
سنة .. ولحقتى تنسيه وتدورى على غيره
شعرت مريم بالمهانة مرة أخرى فإسلوبه لم يكن محتملا بالنسبة لها .. صكت على أسنانها وكظمت غيظها .. فأكمل مراد متهكما
وملقتيش غير الصعيد .. أديكي اتدبستى فى جوازه
دلوقتى عرفت ليه كنتى بتبصيلي أوى ومركزة معايا أدام المركز الصحي
خفق قلب مريم
والتفتت لتنظر اليه .. فتلاقت أعينهما شعرت
بأن عيناه كعين الصقر مصوبتان اتجاهها وقال بوقاحه
اظاهر ان جمال مكنش مكفيكي
فاق ما قاله قدرتها على الإحتمال فصړخت فيه
وقف العربية .. بقولك وقف العربية
نظر مراد أمامه ببرود دون أن يمتثل لطلبها .. فتحت مريم باب السيارة وصړخت قائله
لو موقفتش العربية هنزل منها وهى ماشية
صړخ فيها مراد پغضب
اقفلى الباب ده وبطلى جنان
قالت بإصرار
بقولك وقف العربية دلوقتى حالا يا إما هنزل منها وهى ماشية
ضغط مراد على الفرامل بقوة فأصدرت السيارة صوتا مرعبا .. توقفت السيارة فأسرعت مريم بمغادرتها حاملة حقيبة يدها .. مشيت فى الإتجاه العكسي .. فى طريقها الى النجع مرة أخرى .. نظر اليها مراد من مرآة السيارة پغضب ثم انطلق بسيارته فى طريقة مرة أخرى .. مشت مريم مسرعة وهى تشعر پغضب بالغ .. كان ڠضبها يعميها على التفكير .. لا تعلم حتى الى أين ستذهب فى هذا الليل الذى قد أسدل أستاره .. وهى وحيده فى هذا الطريق الصحراوى الذى تسمع فيه من بعيد عواء الذئاب .. لكنها لم تعد تبالى بأى شئ لا تبالى أبدا .. سارت عدة أمتار ثم فجأة وجدت سيارة قادمة من الخلف وتقطع عليها الطريق لتتوقف أمامها .. التفتت لټرتطم نظراتها بنظرات مراد الغاضبة .. ران الصمت عليهما لفترة .. ثم قال مراد بلهجة آمرة دون أن ينظر اليها
اركبي
ظلت واقفه أمامه وهى فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة
قولتلك اركبي
تنهدت مريم بعمق .. ثم لفت حول السيارة وأعادت الجلوس فى معقدها .. أدار مراد سيارته وعاد فى اتجاه القاهرة مرة أخرى .. صمت كلاهما .. كانت مريم تتنفس بسرعة وقلبها يخفق بإضطراب .. قال مراد بصرامة دون أن ينظر اليها
اياكى تكرريها تانى
لم تجيبه .. ولم ينتظر ردا .. وأكملا طريقهما فى صمت .. صمت لم يقطعه كلمة من أى منهما .. ولا حتى نظرة .
الفصل الرابع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
قال مراد بلهجة آمرة دون أن ينظر اليها
اركبي
ظلت واقفه أمامه وهى
فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة
قولتلك اركبي
تنهدت مريم بعمق .. ثم لفت حول السيارة وأعادت الجلوس فى معقدها .. أدار مراد سيارته وعاد فى اتجاه القاهرة مرة أخرى .. صمت كلاهما .. كانت مريم تتنفس بسرعة وقلبها يخفق بإضطراب .. قال مراد بصرامة دون أن ينظر اليها
اياكى تكرريها تانى
لم تجيبه .. ولم ينتظر ردا .. وأكملا طريقهما فى صمت .. صمت لم يقطعه
كلمة من أى منهما .. ولا حتى نظرة .
بعد عدة ساعات عبرت سيارة مراد بوابة الفيلا .. نظرت مريم حولها وهى تتطلع الى الفيلا والحديقة فى ظلام الليل .. أخرجت هاتفها واتصلت بجدها قائله
أيوة يا جدو .. وصلت الحمد لله
طيب يا بنيتي طمنتيني .. خلى بالك من نفسك .. ولو احتجتى حاجه كلمينى طوالى
نزل مراد من السيارة وأخرج حقيبة مريم وحقيبته .. مدت مريم يدها لتأخذ منه حقيبتها لكنه لم يلتفت اليها وصعد الدرجات الى باب الفيلا .. لم يحتاج الى اخراج مفتاحه .. فلقد فتحت أمه الباب بمجرد أن سمعت صوت السيارة .. صعدت مريم الدرجات خلفه ببطء وهى تشعر بتوتر بالغ .. كعابر سبيل ضل طريقه .. عانقته أمه قائله
حمدالله على السلامة يا مراد اتأخرتوا أوى كده ليه
قال مراد بصوت متعب
لا اتأخرنا ولا حاجه يا ماما المسافة كبيرة أصلا
نظرت ناهد خلفه تتطلع الى مريم الواقفه أمام الباب .. ابتسمت اليها قائله
أهلا بيك .. ألف مبروك
اومأت مريم برأسها وقالت بتوتر بالغ
أهلا بحضرتك
أشارتناهد بيدها قائله
اتفضلى ادخلى
دخلت مريم وهى تشعر بالإضطراب وقفت بجوارهما وهى لا تدرى ماذا تفعل وماذا تقول .. تفحصتها ناهد ثم رسمت ابتسامه على شفتيها قائله
زمانكوا تعبانين من السفر يلا اطلعوا ارتاحوا
أشار لها مراد بإتجاه السلم الداخلى قائلا
اتفضلى
صعدت مريم
نظر اليها قليلا ثم توجه الى ه وأخذ وسادة وغطاء وألقاهم على الأريكة الموجود فى الغرفة ونظر اليها قائلا ببرود
هتنامى هنا
صمتت فقال وهو يغادر الغرفة
فى حمام فى الأوضة ادخلى غيري هدومك لان أكيد ماما
هتطلعلك دلوقتى
قال ذلك ثم خرج و أغلق الباب خلفه دون أن ينتظر ردها .. تنهدت مريم بأسى وتوجهت الى الأريكة وجلست
عليها وهى شاردة وعلامات الحزن على وجهها .. نظرت الى ساعتها فعلت أنه لم يبقى الا نصف ساعة على آذان الفجر فأسندت ظهرها وجلست تنتظر ميعاد الصلاة
نزل مراد للأسفل فوجد والدته تهم بالصعود وهى تقول له
سايب عروستك ونازل ليه
قال بنفاذ صبر
رايح أجيب حاجه
من العربية .. انتى منمتيش ليه
قالت أمه بعتاب
يعني أسيب البنت تنام من غير عشا فى أول ليلة ليها هنا .. تقول علينا ايه
أومأ مراد برأسه فقالت ناهد وهى تصعد
أنا قولت لدادة أمينة تحضرلكم العشا وتطلعه أوضتك وهروح دلوقتى أطمن عليها ما أنام ..خرج مراد وتوجه الى سيارته وجلس أمام المقود وهو يزفر بضيق .. رفع نظره الى شرفة غرفته التى أصبحت محتلة.
طرقت ناهد باب غرفة مريم .. فنهضت مريم بتوتر وفتحت الباب .. ابتسمت ناهد قائله
خفت تكونى نمتى
ابتسمت مريم بصعوبة وقالت
لا لسه
نظرت الي ملابسها وقالت
ولا حتى غيرتى هدومك
صمتت مريم فقالت ناهد
أنا معرفتش اسمك
مريم
وأنا ناهد مامة مراد طبعا .. و سارة و نرمين كان
نفسهم يشوفوكى بس للأسف اتاخرتوا أوى وهما ناموا .. الصبح ان شاء الله تتعرفوا على بعض
أومأت مريم برأسها فقالت ناهد أن تغادر
دادة أمينة هتحضر العشا وتطلعلك بيه .. تصبحى على خير يا مريم أشوفك الصبح
تمتم مريم بضعف
وحضرتك من أهل الخير
أغلقت الباب وعادت الى مكانها على الأريكة .. أذن الفجر فنهضت وتوجهت الى الحمام وتوضأت .. احتارت كيف يكون اتجاه الة .. لامت نفسها لأنها لم تسأل ناهد .. شعرت بالضيق والحنق .. لحظات وسمعت طرقات على الباب .. ظنت أنه مراد فارتدت حجابها لتخفى شعرها .. فتحت لتجد امرأة بسيطة يبدو عليها الطيبة ابتسمت ببشاشه وهى تدخل الغرفة قائلا
أهلا وسهلا بالغالية مراة الغالى .. نورتى بيتك
نظرت اليها مريم وهى تضع الطعام على احدى الطاولات الصغيرة .. فالتفتت لها المرأة وقالت ببشاشه
أنا دادة أمينة .. أنا اللى مربية سي مراد من وهو صغير .. بس واعى تفتكريني عجوزة لا أنا لسه شباب برده
ابتسمت مريم لتلك السيدة الطيبة .. فقالت أمينة
أسيبك بأه ترتاحى وتتعشى
همت بالخروج فأوقفتها مريم قائله
بعد اذنك ممكن تعرفيني اتجاة الة
أرتها أمينة الإتجاة الصحيح وتركتها لتصلى الفجر .. وجدت مريم نفسها تبكى كثيرا فى السجود وهى تتضرع اللى الله عز وجل أن يحفظها ويقدر لها الخير ويصرف عنها السوء وينتقم ممن ظلمها وافترى عليها .. أنهى مراد صلاته فى المسجد القريب وأعاد أدراجه الى الفيلا وهو واجما .. رفع نظره الى شرفة غرفته ليجد الضوء ما زال مضاءا .. زفر بضيق وحنق .. طرق الباب عدة طرقات همت بأن تقوم لفتحه لكنه فتحه ببطء .. دخل وألقى نظرة على الطعام الذى لم تمسسه .. ثم توجه الى شرفة غرفته .. كانت مريم تشعر بالإرهاق وبالتعب الشديد .. ولكنها خجلت من أن تنام أمام أعين هذا الرجل الغريب .. أسندت رأسها على ذراع الأريكة وظلت تقاوم النعاس الى أن غلبها .. وقف مراد فى الشرفة وهو يشعر بالڠضب والضيق ..
كان الزواج هو آخر ما يريده .. خاصة ان كان زواج بهذه الطريقة .. زواج لانقاذ الموقف .. زواج من فتاة بعيدة كل البعد عن طباعه وأخلاقه .. أكثر ما يشعره بالضيق هو اضطراره الى مشاركتها غرفته .. عالمه الخاص .. الذى يشعر فيه بالراحة والسکينة بعيدا عن اعين الناس .. هذا المكان الوحيد الذى يظهر فيه عجزه واعاقته لأنه بمفرده لا يتطلع عليه أحد .. لا يرمقه فيه أحد بنظرات الشفقة او السخرية .. هو أمام الناس شخص كامل لا فرق بينه وبين أى رجل غيره .. يسير ويتحرك بطريقة طبيعية .. لكنه بينه
متابعة القراءة