كاليندا بقلم ولاء رفعت
المحتويات
يذهب إلي المحامي فهذا علي سبيل الاحتياط و ربما ولج الشك بداخل قلبه بعد كلام شقيقه.
و بداخل غرفة مكتب قديم و أثاثه الخشبي المهترئ و نافذة خشبية تآكل مقبضها الحديدي من الصدأ يجلس خلف المكتب هذا المدعو رأفت متولي كما مدون علي القطعة الرخامية المتآكلة يمسك بين يديه ملف ورقي يتطلع علي أوراقه باهتمام زائف
قائلا
_ يا أستاذ محمد صورة البلاغ اللي قدمته في المدعي عليه پتهمة الاعتداء علي الآنسة شمس بنت حضرتك ملهوش أي لازمة من غير أي دليل يثبت أن حمزة حماد السفوري أعتدي علي بنتك.
رمقه الأخر بامتعاض ثم سأله
ابتسم بسماجة وهو يجفف قطرات عرقه بمحرمته المنسوجة من القطن فقال
_ لاء طبعا ما أقصدش كده لاسمح الله يعني اللي فهمته من كلام بنتك في المحضر إنها معاها دليل قوي يدين إبن حماد السفوري.
نظرت شمس بتردد إلي والدها الجالس مقابلها فأومأ لها بنظرة طمأنينة قائلا
_ معانا الدليل اللي يوديه هو وعيلته في ستين داهية.
و مع آخر حرف تفوه به محمد بكل طيبة و عفوية قابلها هذا الذئب الدنيء بابتسامة انتصار و زفر بأريحية فميزان العدل الذي يزين الجدار خلفه لا يمت لأعماله بصلة ضميره في سبات عميق لن يستيقظ منه بل هو قد باعه بثمن بخس لكل ظالم متجبر يعث في الأرض فسادا ويأتي له لكي يدافع عنه ويخرجه من أي کاړثة أقترفها حيث يقوم باستغلال كل ثغرات القانون بكل الطرق الملتوية.
_ أتفضل ساعدتك ده الموبايل بتاع المچرم اللي ربنا ياخده كان معاه في وقت اللي حصل.
أمسك به الآخر وأخذ يحدق به يقول
_ هو ده اللي صور عليه اللي عمله فيكي
انتابتها حالة من القشعريرة من سؤاله الذي يدل علي حماقته بدأت عبراتها بالتجمع في مقلتيها فأجابت بصوت محشرج
_ أيوه هو لما فوقت من الإغماء اللي كنت فيه قعدت أدور علي موبايلي ملقتهوش لاقيت موبايله واقع جمبى.
أنحني بجذعه جانبا ليلتقط حقيبته الجلدية ووضع الهاتف بداخلها ثم نظر إليهما وبدأ بالنفاق يتحدث
و بعد مغادرتهما المكتب كشړ هذا الضبع عن أنيابه الكريهة أمسك بهاتفه وقام بالاتصال علي رقم طالما يتمني أن يصل إلي صاحبه بشتي الطرق حتي يحظى علي سخائه الذي يفضي به علي كل من يقدمون إليه الخدمات الهامة ولا أهم من تلك الفرصة الذهبية ولابد من استغلالها.
_ ألو حماد بيه
_ أيوه مين معايا
تحمحم وبزهو وفخر أجاب
_ أنا رأفت متولي المحامي اللي ماسك قضية شمس محمد نصار رفعها أبوها ضد ابنك.
_ إهدي كده يا باشا وروق أعصابك يعني أنا لو ضدك إيه اللي هيخليني أتصل بيك عشان أحدد معاك ميعاد نتقابل ده غير معايا حاجات تهمك أوي ممكن بسببها يروح المحروس ابنك في ستين مليون داهية ومهما عملت القضية لبساه.
_ وإيه طلباتك بقي يا حضرة الأڤوكاتو
تهللت أساريره وقال
_ كده بقي جبت من الآخر والمفيد طلباتي دي مش عايزة مكالمة في تليفون أنا أجي لك لحد عندك أشرب فنجان القهوة وتسلمني وأسلمك.
الفصل التاسع
ينتظر رأفت المحامي أمام مكتب المساعد ينظر في ساعة هاتفه بزفاذ صبر حتي صدح رنين جرس التنبيه فنهض ذلك المساعد قائلا بابتسامة زائفة
_ أتفضل يا متر حماد بيه في انتظارك.
نهض هذا الخائڼ والسعادة تنبلج علي ملامحه يعلم ما سيغتنمه من تلك الفرصة الذهبية علي يقين بأن حماد السفوري علي استعداد دفع مبالغ طائلة من أجل نجله المتهور وألا يمكث في السچن لثانية واحدة.
طرق الباب ثم قام بفتحه وأرتسم علي ثغره ابتسامة سمجة قائلا
_ مساء الخير يا حماد بيه.
أشار إليه الآخر بالدخول
_ أتفضل يا متر.
جلس علي الكرسي أمام مكتبه وقال
_ أنا عارف وقت حضرتك ضيق فمش هطول عليك كتير.
تنهد الأخر فأخبره
_ يبقي أحسن أتفضل هات اللي عندك.
تبدلت الابتسامة من السماجة إلي
المكر والدهاء
_ اللي عندي يساوي قيمة ولي عهدك أو نقدر نقول حريته وسمعته وسمعة عيلة السفوري.
رجع الأخر بظهره إلي المسند الخلفي وقال
_ مش لما أشوف اللي معاك يستحق ولا تكون اشتغاله وأبقي زي اللي بصطاد سمك في ميه.
وضع الأخر حقيبته أمامه علي الطاولة الصغيرة وقام بفتحها وأخرج منها هاتف مغلف بكيس بلاستيكي ذو
متابعة القراءة