كاليندا بقلم ولاء رفعت
المحتويات
محمد شقيقه وقال
_ جري إيه يا محمد جايب لي مراتك تعلي صوتها عليا في بيتي.
أجابت بنفس وتيرة ڠضبها المستطير
_ ده أنا هعلي و هافضحكم وهاخد بنتي وهاروح أشتكيكم في القسم.
صاحت شوقية
_ ما تهدي علي نفسك يا زينب الحق علينا كنا عايزين نستر بنتك بعد ما حطت راس أبوها وأعمامها في الطين.
كادت تجيب لكن قاطعها محمد وقال
_ بنتي ماغلطتش يا أم محمد بنتي مجني عليها و كل اللي بيتقال في حقها ده كڈب في كڈب وحسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي ظلمها سواء بقول أول فعل.
_ وأفترضنا إنه اللي حصلها ڠصب عنها زي ما بتقول كان لازم نشوف حل للمصېبة دي وأنا و أخواتك ملقناش حل غير إننا نخلي واحد يكتب عليها ويطلقها بعد كام يوم عشان نسكت أي كلب يتكلم وتبقي تقدر ترفع راسك قدام أي واحد يجي يطلبها منك وتقوله دي كانت متجوزه مش لا مؤاخذه...
_قطع لسان أي حد يجيب سيرة بنتي بكلمة بطالة و أنتم تقرروا علي أساس إيه أنا وأبوها لسه عايشين مموتناش بنتي أخوكم سابها عندكم أمانة وأنتم طلعتوا مش أهل للثقة ولا طلعتم أهل أصلا.
صاح محمود
_ سامع مراتك يا محمد عماله تغلط في أخواتك وأنت واقف وساكت لها.
رمقه الأخر بنظرة خذلان وخيبة وندم قائلا
_ أخواتي! يمكن الكلمة دي كانت قبل اللي تعملوه في بنتي لكن بعد اللي حصل أنسوا إن ليكم أخ اعتبروني مت ولولا أبوكم الله يرحمه كان زماني قدمت فيكم بلاغ.
تفوه بها محمود فأجاب شقيقه بنبرة جادة و يتخللها البرود
_ ده لو كنت أخوك كنت عملت حساب للكلمة دي من زمان من وقت ما مراتك أذت مراتي وقت ما كنت أنت عايزني أعيش تحت رحمتك وتمشيلي حياتي علي مزاجك ودلوقتي بكل جبروت وظلم جنيت علي بنتي وحكمت عليها من غير رحمة ولا شفقة.
صاح به الأخر
_ مش بنتك لوحدك اللي يمسها يمسنا يمس العيلة كلها.
_ وهي فين العيلة دي يا حاج محمود!
ألتفت الجميع إلي صاحب الجملة الأخيرة الساخرة فقالت شوقية بذهول
_ كريم
ولج من باب المنزل شاب في بداية الثلاثينات من عمره يشبه أخوته في الملامح لكن أكثر وسامة وشبابا وقف في مواجهتهم جميعا وقال
حدق محمود بتجهم نحوه و سأله
_ مين اللي قالك
أجاب الأخر
_ أومال مكنتش عايزني أعرف
عشان عارف إن أنا هعارضك وهارفض اللي عملتوا في بنت أخونا اللي كلنا عارفين تربيتها وأخلاقها و عقلك وتفكيرك العقيم بدل ما يخليك تفكر تعاقب الجاني وتاخد لها حقها من اللي عمل فيها كده رايح تظلمها أكتر وتجني عليها كأنها مذنبة.
_ والله وجه اليوم يا كريم اللي تعلي فيه صوتك و واقف بكل بجاحة راس براس في وش أخوك الكبير اللي وقف جمبك و كان بيعملك إنك ابنه مش أخوه وبس.
_أنا اللي عملت نفسي أنا اللي شقيت وسفيت التراب لحد ما خلصت بنا شقتي و أتغربت في محافظة تانية عشان أقدر أتجوز وأفتح بيت من غير ما أستني إحسانك وعطفك عليا بس ده مش موضوعنا دلوقت أنا كل اللي يهمني من الليلة دي كلها بنت أخويا اللي يعلم ربنا معزتها في قلبي وكأنها بنتي اللي مخلفتهاش أنا راجع وحالف إن مش هاسيب حقها.
سأله محمود بسخرية
_ إيه ناوي ټنتقم مني
أجاب بتهكم
_ أنت و يحيي و حجازي بالنسبة لي أخوات بالاسم ليس إلا لكن بالنسبة للاڼتقام مابقاش راجل لو ماخدتش حق شمس من ال... اللي عمل فيها كده هو وعيلته.
قالت زينب والبكاء والشجن يتخللا نبرتها
_ و دول حد يقدر عليهم يا كريم
أقترب منها ووقف أمامها وبكل ثقة قائلا
_ أنا أقدر وكله بالقانون يا مرات أخويا.
في سيارة كريم تجلس زينب برفقة ابنتها في المقاعد الخلفية و محمد يجلس بجوار شقيقه الذي يقود وينظر كل حين والآخر عبر المرآه علي وجه ابنته الشاحب ونظرتها المتبلدة لا حياة في عينيها وكأنها جسد خاوي.
أراد أن يقطع هذا الصمت القاټل فقال
_ أنا علي فكرة قبل ما أجي عرضت الموضوع علي محامي صاحبي قالي ما تقلقش إحنا لو قدمنا بلاغ و رفعنا القضية فبالتأكيد هيطلبوا تقرير الطب الشرعي وبيه نثبت .
ربت محمد عليه بشكر وعرفان قائلا
_ تسلملي يا أخويا بس أنا سابقتك قبل ما أعرف اللي حصل وكلت محامي معرفة تبع واحد صاحبي في الشغل حتي لما قابلته وشرحت له ظروفي وهياخد أتعابه بعد ما نكسب القضية.
_ وأنا مش عايزك تقلق من ناحية الفلوس اللي أنت هتطلبه تحت أمرك فيه شمس بنتي زي ما هي بنتك وحقك عليا علي اللي عملوه أخواتك أقسم لك لو كنت موجود مكنش حد فيهم أتجرأ يقربلها.
تدخلت زينب قائلة
_ عارفين والله يا كريم
متابعة القراءة