فراش في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
المحتويات
قد نجحت إضجعت على كرسي مكتبها بإنتشاء وهي ترى مصطفى زميلها يتحاشى النظر اليها فرددت داخلهاوأخيرا هعرف أبقى بت كيادة ده طلع إحساس حلو قوي
في مكتب عاصم
جلس خلف مكتبه يراجع الموازنة الجديدة للشركة بحيرة وتعب وإرهاق قلب عيناه مجهدا وهو يستمع لصوتها المزعج يردد
واحد قهوة مانو لمديرنا الي مسيطنا ومسيطر
شششش أسكتي شويه أنتي ايه يا بنتي
جرى ايه مالك بس يا جميل اللامور مش ماشي حلو ولا ايه
جعد عاصم مابين حاجبيه وسال
لامور ايه
يعني الحب اللاڤ العشق
حب ايه وعشق ايه سبيني في حالي واطلعي برا يالا
لأ لا لا أنا كده اتوغوشت عليك مالك يا كبير حد علم عليك إنسحبت في دخلة المريوطية ولا أيه
خلااااص كفاية صدعت
أختفت الابتسامة من على وجهها وانمحى الحماس المعهود عنها فألتفت تغادر بصمت أنب نفسه على فعلته وقال ببعض اللين
أستني حقك عليا
عادت تنظر له فقال
عندنا مشكلة في الشغل الميزانية ولازم أقفلها النهاردة قبل ١٢بالليل ولحد دلوقتي مش لاقي حل
فسح كده شويه
نعم!
فسح إتاخر خليني أشوف يمكن أساعدك
ضحك ساخرا ثم قال
تساعديني بس يا ماما وروحي اعملي لي قهوة بدل الي بردت دي
سحبت نفس عميق تتفهم إهانته ثم تقدمت تضغط بأناملها تعيد ترتيب الأرقام في بعض الخانات وتعدل خانات أخرى وكلما فعلت خطوة وصححت نتيجة كانت عينا عاصم تتسع بإنبهار حتى أطمئن نسبيا وأفسح لها المجال كما طلبت وألتقط قهوته يرتشفها وهو يتابع ما تفعله حتى انتهت من موازنة قسم كامل بنتيجة صحيحة ثم رفعت رأسها له بفخر تسأل
طب ازاي!!! قوليلي أزاي!! المفروض انك بتاعت قهوة ونسكافيه
أنا خريجة تجارة أصلا ولحد قبل ما أجي شركتك بيوم كنت بشتغل في مكتب محاسبة
وايه الي يخليكي تشتغلي في البوفيه وأنتي أصلا شغاله شغلانه أحسن
لأن شغلانة البوفيه هنا مرتبها أحسن من شغلانة المحاسبه في شركة في شقه صغيره في وسط البلد ده كنت بدفع المرتب يادوب مواصلات وقطار
لأ بس أنتي شاطرة بجد
تشكر سلام بقا
همت لتتحرك فهتف بلهفه
خدي يابت استني
بت اما تبتك ما تلم نفسك
تعالي اقعدي هنا كملي الموازنة
مقابل
أنتي يا بنتي مافيش حاجة بتعمليها لوجه الله
بجهز قولت لك
ايه لسه ماجبتيش التلاجه أم حنافية!
أبتسمت ببلاهه وسعاده حقيقية ترد
لأ جبتها تحفه تحفة
بس محتاجة أجيب أير فرير
الي بيقلي من غير زيت ده مش كده
هو
سحب نفس عميق ينظر لها بيأس ثم قال
هديكي الي أنتي عايزاه بس تعالي نكمل
ماشي
سوما العربي
تقدمت أنجا تسير بمحازة الوزير الأعظم وهي تسأل بإستنكار
ماذا يعني حديثك
حديثي واضح سيدة أنجا ماذا جرى لكي لقد كنتي مثال للنباهه والفطنه ولا اعلم سبب إستنكارك وقد سمعتي الملك وهو يقر بنفسه منع عادات وئد الفتيات في كل القبائل وسن قوانين تحافظ على حقوق المرأة في جميع أنحاء المملكة
جزت على أسنانها بغيظ مردده
ظننت انه حديث مقترح أو مجرد حالة خاصه ستطبق على تلك الفتاة صاحبة الحاډث لم أكن أظن ان الأمر قد يصل لسن قوانين إنها تلك اللعنه التي حلت علينا منذ قدومها هي السبب هي السبب
توقف الوزير وقد تجعد ما بين حاجبيه وسأل بغرابة
أنا مستغرب وضعك جدا سيدة أنجا كنت أعتقد ان خبر مثل هذا قد يفرحك لأنه يخص جنسك الناعم
هزت أنجا رأسها بأسى ويأس ثم قالت
ليست تلك هي المعضلةالأمر أكبر من ذلك بكثير إنها کاړثة لن تفهمني لن تفهم
ومنذ متى وأنتي مفهومة سيدة أنجا أنتي لغز كبير صعب حله على كل لنا حديث طويل بعد عودتي مع الملك بعد عشرين يوما ان شاء الله
ولما كل هذه المدة
زيارات سياسية هامة الملك منذ شهور لم يذهب في جولة سياسية ويجب الترتيب لها جيدا
هزت رأسها بتفهم لكن بداخلها قلق كبير جدا لا تعلم سببه
وفي منتصف الليل غادرت طائرة الملك تحمله إلى أول دولة في جدول جلالته
سوما العربي
تأخر الوقت بهما كثيرا لدرجة أن عاصم قد غفى على كرسيه بينما وفاء مازالت تعمل على الحاسوب وقد أصابها الإجهاد وحينما لاحظت غفيان عاصم لكزته بقوه توقظه
إحنا هناااااااام!
انتفض بهلع
ايه في ايه
أصحى يا نوغه مش كفاية بعملك شغلك والوقت إتاخر
ما قولت هدفعلك وكله بتمنه وايه نوغه دي لمي نفسك أنا المدير هنا
رفعت إحدى حاجبيها تقول
ده قبل ما تبوظ الموازنه وأنا أعدلها لك ولا بعدها
حمحم بحرج في الوقت الذي أرتفع فيه صوت هاتفها برقم والدتها فجاوبت
ألو يا ماما ألو مالك يا ماما ألو
انغلق الهاتف الاتصال وهي تهرول للخارج وعاصم يسألها
في أيه
ماما شكلها تعبانه قوي
طب أستني هاجي معاكي أوصلك الوقت إتاخر
في أحد الأستديوهات جلس محمود مقابل طارق يسأله
أنت هتنزله أمتى
دلوقتي
دلوقتي ايه احنا الساعه واحده بالليل مانخليها بكره
ده احسن وقت في الريتش والناس السهرانه وبعدين مالك ياعم كده جبت ورا ولا ايه
لأ ذيع ما خلاص بقا كل واحد بقا بيدور على مصلحته خلاص وطالما دايره مصالح مش هطلع أنا الوحيد الخسران
تعجبني هو ده الكلام
بخفه وسرعه ضغط طارق على زر التحميل وبعدها ضغط نشر
سوما العربي
ولجت وفاء مندفعه للداخل تصرخ مناديه على والدتها تحمل بيدها بخاخ للصدر قد إبتاعته لها وهي في طريق العودة و ولج خلفها عاصم بنفس السرعه واللهفة ليجدوا سيدة في منتصف الستين من عمرها ملقاه على الأرض في حالة سيئة تلتقط أنفاسها بصعوبه شديدة
لتسرع وفاء مقتربه منها ورفعتها بأحضانه تردد
ماما ماما أنا جيت اهو وجبت لك البخاخ
جثى عاصم بجوار تلك السيده يحاول مساعدة وفاء على إسنادها إلى ان نجحت وفتحت فمها تلتقط رزاز البخاخ ليدخل صدرها وتبدأ في إلتقاط أنفاسها رويدا رويدا وما ان إستفاقت حتى صفقت خد وفاء
الله!!
ساعة يابنت الجزمه عشان تجيبي لي الدوا
تدخل عاصم
ليه بس كده يا حاجه دي جايه جري عشانك
فصفقته هو الآخر على خده
الله!!
وأنت مين أنت كمان
أما أنتي ست قليلة الأدب صحيح
ثارت وفاء
الله الله أنت هتلبخ
مش شايفه دي ضړبتني بالقلم
تدخلت الأم
وأضربك بالبلغه كمان
هي حصلت ياست أنتي ماتخليش أتعصب
هتتعصب تعمل ايه مثلا ده مين ده يابت ااااه
قالتها وهي تمسكه من ياقة قميصه وتبدأ في مطوحته يمينا و يسارا
تكونش أنت الولا إلي غاويها ومخليها ترفض العرسان عشانك هو ده ياختي
فصړخت وفاء معترضه بشدة
نعم نعم وده مين ده اللي أبص له ليه كنت اتعميت
أتعميتي مين يا كلبة الفلوس إنتي ماتحسني ملافظك يا بيئة
كلم بنتي عدل يالااا
لا ماهي قلة الأدب مافيش أسهل منها
فضړبته وفاء بغيظ
لا بقولك ايه أتكلم مع أمي عدل
خلع عاصم جاكت بذلته وهو يردد بغل
لا ده انتو عيلة قليلة الأدب والأدب مش نافع معاكم
بعدها دخل في معركة غير معروفة النتيجة
سوما العربي
يتبع
الثالث والعشرين
وصلت طائرة الملك للندن ودلف لقصرفخم هناك خصص لهكانت زيارة رسمية نقلها التليفزيون وأذيعت على كل وسائل التواصل الإجتماعي ناقش خلالها الملك عدة مشاريع هامة جدا بين البلدين ومرت الساعات مقابلات تليها إجتماعات الملك لا يرغب في نيل قسط من الراحة وكأنه لا يريد الإختلاء بنفسه
نظر له سفيره بلندن قائلا
ألم يحن الوقت كي يأخذ الملك راحه ولو لبضع ساعات فجلالتك لم ترتاح منذ غادرنا المملكة حتى بالطائرة كنت تعمل طوال ساعات السفر
تنهد راموس وهو يلقي التقارير الورقيه من يده ثم قال
أريد العمل حتى يغلبني النوم وأنا جالس
نظر السفير حوله ثم اقترب من الملك و دنا منه قائلا بصوت منخفض
ملكنا بحاجة لبعض الوقت من الراحه و المتعة
فهم عليه راموس ثم رد بحسم
لا أريد
اعتدل السفير في وقفته عند دخول وزير الخارجية فقال راموس
تعال يا شندهار هل من جديد
كل الأمور تسير وفق رغبات جلالتك يا مولاي لقد أبرمنا الاتفاقية ومن بعدها سنغادر إلى فرنسا ثم ألمانيا ومن بعدها إيطاليا ثم مصر والجزائر و
قاطعته أعين راموس الحمراء حين رفع رأسه بحدة فجأة ثم قال
أحذفها
تبادل وزير الخارجية النظرات مع السفير لا يفهمان سبب غضبه فسأل الوزير
ما هي
مصر
كيف!
افعل كما أمرتك
لكن كيف يا مولاي مصر دولة مهمة لا يمكننا فعل ذلك
شدد راموس على كلماته
أرسل لهم مندوب من الرئاسة أو وفد
هز السفير رأسه مستنكرا ونظر للوزير الذي قال
أقترح عليك التفكير في الأمر مجددا يا جلالة الملك مصر دوله قويه تعتبر أقوى دولة في منطقتهايحكمها رئيس قوي لن يقبل بفعلتنا وربما يتسبب ذلك في قطع العلاقات بين الدولتين وكما قلت لجلالتك مصر دولة مهمة جدا لدرجة أن كل دول المنطقة لديها قواعد عسكرية أمريكية إلا مصر
انتبه راموس يرفع رأسه ويطالع الوزيريعلم حجم تلك الجملة جيدا وما تعنيه خلفها فهو اعلم الناس بذلك
وفكر بالأمر هو يعلم أن كل ما قاله وزيره صحيحافتمكن منه الڠضب فلقد طغى جانبه الشخصي على كونه ملك وصار يتصرف گ المراهقين وكأنه صبي أرعن وتقلد حكم البلاد لدرجة صنع عداوة بينه وبين البلد التي تحمل جنسيتها فتاة رفضته
صمت ثواني وانحرف تفكيره لنقطة رفضته
ضاقت عيناه و زفر پغضب شديد وهو يلقي الأوراق من بين يديه
سوما العربي
جن جنون عاصم تلك السيدة مستفزة بأمتياز أنها نفس
المرأة التي قضمت لحم كتفه منذ ثانيه وقبلما تنتهي منها كانت تصرخ وتحسبن عليه داعيه الله أنها يسخطة بقدرته
لم يشعر عاصم بنفسه إلا وهو يقذفها بأحد الأطباق فقذفته على الفور بفازة خزفية قديمة الطراز ليسقط عاصم على الأرض فاقد النطق والحركة
دوى صوت صرصور الحقل في الشقه وبقت وفاء وامها تتبادلان الأنظار
سوما العربي
هيييييييييي
شهقت بفزع حتى أستقامت نص إستقامة على الفراش
أخذ الأمر منها وقت تعدى الدقيقتين حتى تستوعب الأصوات المألوفة للباعة المتجولين في الشوارع مع صوت مكينة قطع الأخشاب في ورشة صناعة الأثاث و صوت أولاد الجيران العالي وهم يلعبون كل تلك الجلبة التي لطالما أشتكت منها قديما أضحت أصوات مطمئنة لها تخرجها من كابوسها المتكرر تخبرها أنها بأمان وقد عادت للديار
بدأ تنفسها يهدأ شيئا فشيئا وهي تطلع حولها لأثاث غرفتها تغمض عينيها متذكرة الحرملك وسرائره ثم الغرفه التي خصصت لها فيما بعد
بللت شفتيها تسحب نفس عميق وقد أيقنت خطۏرة إيلاف النعم لقد حذر منها المولى عز وجل وهي لم تكن تدرك ربما كان عليها خوض تلك الرحلة
عند هذه النقطة من التفكير ارتخى جسدها على الفراش وعادت تتكئ بظهرها على الوسادة تنظر لكفها لتجد إبرة قنينة الترويةكانيولا
وجسدها كله متعب ومجهد لكنها مازالت بملابسها تلك
متابعة القراءة