روايه انا والطبيب لكاتبتها ساره نبيل
المحتويات
ربنا قادر على كل شيء دا يقيني..
دي أخر مرة هحضر فيها حتى لو بستفاد في داهية مقابل إن أحمي قلبي وديني وهنسحب..
وبعد قليل كان كلا من قدر ومرح يحضرون المحاضرة لكنهم تفاجئوا بإنسحاب الطبيب قيس وحل مكانه آخر..
تنهدت قدر براحة وقالت
شوفتي الحمد لله جات من عند ربنا ربنا رحيم أوي يا مرح..
ودا مجرد تعلق ڠصب عني وهقدر إن شاء الله أسيطر على مشاعري ومع مرور الأيام هنسى وكل حاجة هترجع لطبيعتها..
على الرغم من إن الكل زعلان من انسحاب الدكتور قيس أووي بس خير..
من ترك شيء لله عوضه الله بخير منه..
قررتي تسيبي الكورس ومش هامك أي حاجة لمجرد أنك حسيت بمشاعرك بتتحرك..
ما كان لها أن تخفي عن شقيقها ياسين شيء فهو ليس مجرد شقيقها فحسب وإنما صديقها وتسرد له ما في قلبها دون تردد..
كانت خطتك إنك تبعت مرح تشتغل في القصر وتوصل الأخبار معاها وتقولها على خطة إن أعمل نفسي دخلت في أزمة نفسية وهما ما صدقوا وعندهم سمعتهم أهم حاجة فكانت چريمة إن واحدة من القصر مچنونة وشايله اسمهم تفضل موجوده..
كانت خطة ناجحة علشان أخرج من القصر وجعفر يفرض على القذر عزيز يطلقني وهو بيبقى قدامه زي الفرخة المبلولة..
قال ياسين بوعيد وأعين تحمل الكثير من الكره والغل
هدفعهم التمن يا قدر .. وهوصل لأهلنا .. والله لأدفهم التمن غالي أووي..
رددت قدر بأعين شاردة
الناس دي معندهاش رحمة يا ياسين ولا ضمير ولا إنسانية وميعرفوش ربنا مش بيهمهم حاجة وبيرتكبوا كل الجرايم إللي تتخيلها ومش تتخيلها حقيقي مجرمين يا ياسين ربنا القادر عليهم وربنا ينتقم منهم يارب..
اقتربت من ياسين قدر ثم قالت بحنان
يلا يا حلوين أنا رصيت الأكل أنتوا مش أكلتوا أي حاجة النهاردة..
ابتعدت قدر عن ياسين واقتربت من مرح ټحتضنها وقالت بإمتنان
شكرا يا مرح شكرا على كل حاجة عملتيها علشاني .. خاطرتي بحياتك ومش هامك حاجة ووقفتي جمب ياسين وأنقذتيني .. أثبتي حبك ليا ولياسين أثبتي أنك أخت وأكتر من أخت ليا أنا حقيقي محظوظة إن ربنا رزقني بيك..
دا بسبب تمثيلك الفوق الممتاز يا قدر لولا أنك قدرتي تمثلي بجدارة مكوناش عرفنا نخرج برا القصر..
تنهدت قدر بثقل فلم يكن هذا مجرد تمثيل وحسب بل إنها هدنة كانت بحاجة إليها روحها ممزقة أردفت مرح وهي تسحبها نحو الطاولة وتشير لياسين الواجم
خلاص انتهينا كابوس وانتهى والدور عليهم دلوقتي يدفعوا التمن يا قدر ونشوفهم مذلولين عايزه أشوف روح قدر القديمة وقدر البلطجية بقاا إن شاء الله ياسين هيوصل لبابا فتحي وماما حليمة ورائد ورائف وهيكونوا كويسين جدا وتقدري تبلطجي عليهم من تاني..
هيرجعوا.. أنا عندي ثقة ملهاش نهاية في عدل رب العالمين..
وجلسوا يتناولون الطعام في جو من الهدوء ثم انسحبت قدر تاركة ياسين بصحبة مرح وخرجت تسير نحو الشاطئ والماء الزبرجدي الذي اتحد مع لون أعينها فكانت لوحة في غاية الفتنة..
تطاير ثوبها الأبيض الذي انتقاه قيس لها وضمت
شكرا يارب اللهم لك الحمد حمدا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك يارب مكونتش أتوقع بعد السنين دي كلها أقابله في الوقت ده والوضع إللي كنت فيه والحالة دي .. ظهر في وسط الكركبة إللي كنت فيها ووسط الفوضى من غير حساب ولا إنذار .. بس في الوقت المناسب تماما يارب .. هي دي عطاياك إللي بتدهشنا بيها بتكون دايما في الوقت المناسب .. وواثقة إن في خير كتير أووي
برفق مغمضا عيناه وهو يستند برأسه على رأسها بينما همس لها بنبرة ينبجس منها العشق
قدر .. قدري .. قدر قيس المغمور برحمة رب العالمين..
تنهد يكمل بسعادة
وأخيرا يا قدر .. أخيرا أنا مش مصدق نفسي..
أي هجوم غاشم هذا على مشاعرها لم تصدق ما سمعته أذناه لقد تذكر صوتها بعد كل هذه السنوات من مئات الأصوات وقتها .. لماذا!
هناك العديد من التساؤلات حوله وحول تصرفاته نحوها وما دلالة هذا الحديث الذي تفوه به للتو!
تنفست بعمق وخرج صوتها الرقيق وهي تلتفت تنظر له لټقتحم عيناها عيناه والآن قد محقت كل الموانع ويستطيع الآن أن يبحر داخل زبرجد عيناها بكل حرية ودون أي أثم فقد أصبحت زوجته وحلاله..
حامي الحمى .. ليه الكلام ده ومعناه أيه..
ابتسم قيس وقال بنبرة مبطنة بالعتاب
أكيد نستيني ومش علمت معاك هفكرك بيا لو فاكره من سنتين الكورس إللي كنت بتاخديه.....
قاطعه مبتسمة بدهشة مما يحدث هل كان يعلم بأمرها
الطبيب قيس البنا..
ابتهج قلبه واهتز ثباته وأخذ الذي بين أضلعه ينبض پجنون هي حقا تتذكره!!
عاشق تركواز قبل ما أعرف قدر..
لم تصدق قدر ما تسمع وتوسعت أعينها وهي ترفع رأسها له وقلبها يسبح في فلك آخر ولم تشعر سوى أنها ألقت بنفسها تبكي فها هي شمس الأمل تشرق بدهمة أيامها مرة أخرى أفولها..
لو كان أحد أخبرها منذ عام حين اجتروا أسرتها وأجترها هذا المړيض إلى سجنها بهذا القصر اللعېن وعقد قرآنه عليها قصرا لتحطيم كبرياءها وسلسلة الټعذيب المختلفة الأصناف التي مرت بها بأنها سترى هذا اليوم كانت ستتهمه بالجنون حتما..
همست له بمشاعر ملتهبة
وأنا بحبك يا حامي الحمى .. تركواز عشقت الطبيب قيس .. وقدر عشقت حامي الحمى قدرها قيس..
حملها قيس يدور لها وهو يضحك بسعادة يحتضنها پجنون بينما عالم من السعادة بإنتظارهم..
الكثير من الحرمان عاشه قيس سيجبره مع قدره والكثير من الذكريات السيئة حفرت في عقل قدر مسببة لها العديد من الهواجس سيعمل قيس جاهدا على محو جميع الذكريات حتى أخر قطرة وتشيد مكانها أخرى مزهرة...
جلست قدر على الرمال أمام البحر بجانب قيس وهو يروي لها الكثير عن حياته وقصة عشقه لها..
وأخذت قدر تسرد له تعلق قلبها به وقرارها بالإنسحاب والإبتعاد..
ومر الوقت وظلوا على هذا الحال حتى اعتادت قدر على قيس وكسرت الكثير من الحواجز بينهم حتى غربت الشمس ومحق الليل نورها..
وقف قيس مستعدا للرحيل وقال
قدر في أمانتك بقى يا ياسين باشا أنا لازم أرجع المستشفى دلوقتي هخلص شغلي وشوية حاجات وهقدم استقالتي بإذن الله..
أردف ياسين
خد بالك أنت من نفسك وأبعد عن طريق المچنون عزيز لازم تصرفنا معاه يكون بناء عن خطة وتفكير لأن الناس دي معډومة كل شيء يا قيس..
صاح قيس پغضب
دا واحد جبان وبياخد قوته لما يشوف الناس خاېفه منه وعامله ليه حساب .. دا كلب ولا يسوى يا ياسين..
تحدث ياسين بعقلانية
علشان أنت متعرفش إجرامهم يا قيس ولا إجرام وشړ جعفر البحيري لازم تاخد حذرك..
حرك رأسه بإيجاب واتجه نحو قدر الساكنة أمسك يدها وطبع قبلة بباطن كفها ثم قال بمزاح ورفق مبتسما
أظن رقمي معاك في موبايلك السري لو في أي حاجة كلميني اتفقنا
يا تركواز...
حركت رأسها وابتسمت وهي تتذكر تلك الليلة بالمشفى عندنا أخرجت الهاتف السري الذي يقبع معها من أسفل الفراش وأتت مرح برقم قيس من المشفى وقامت قدر بالمهاتفته وإخباره بمقابلة شقيقها ياسين على مقربة من المشفى بالمكان المتفق عليه وقتها صدم قيس وظل ينظر للهاتف ببلاهة..
هتفت قدر بهدوء وهي تسير معه للخارج
حاضر ...خد بالك من نفسك يا حامي الحمى..
نظر لها بعشق وقال بتمني
الود ودي أفضل جمبك كدا ومش أتحرك من جمبك بس مضطر يا عيون قيس..
ابتسمت له برقة ورددت
ترجع بالسلامة يا قيس .. وهترجع هتلاقيني مستنياك..
قبل قيس جبينها وهو لا يستيطع حقا الإبتعاد عنها وبالاخير فصل نفسه عنها واستقل سيارته وخرج نحو المشفى تحت نظرات قدر المبتسمة بسعادة..
بعد قليل وصل قيس للمشفى هبط من سيارته ودلف يسير نحو غرفة مكتبه مر بجانبه الساعي الذي قال بود
طلباتك أيه يا دكتور قيس .. تشرب أيه..
ابتسم له قيس وقال
فنجان قهوة يا حاج حسني علشان الواحد يفوق للي جاي..
حرك الرجل رأسه بطيبه وانصرف لتحضيرها بينما دلف قيس لغرفته وجلس خلف مكتبه وفوق فمه إبتسامة واسعة ثم أخذ يقلب في بعض الأوراق والملفات حتى مر القليل من الوقت ليدلف الساعي المتربد وجهه بالتوتر على غير عادته السابقة .. قلق لم يلحظه قيس..
وضع فنجان القهوة وانصرف سريعا دون أن ينبس ببنت شفه..
كان قيس يشعر بالحماسة وكان يريد الإنتهاء من عمله سريعا حتى يعود لقدر بأسرع ما يمكن..
حمل فنجان القهوة وأخذ يرتشفها بتلذذ حتى انتهى منها..
ومر القليل فقط من وضعه الكوب فارغا حتى شعر بدوار يلف رأسه أخذ يحرك رأسه وأصبحت رؤيته ضبابية ليظل يعاود غلق وفتح أعينه لكن دون فائدة وأدرك ماهية ما حدث على الفور وأكد له ذلك حين اقتحم الغرفة رجال يبدو على وجههم الإجرام يتوسطهم هذا المړيض المبتسم بإستفزار عزيز...
رمقه قيس بإشمئزاز وشراسة ليدلف لأذنه قبل أن يسقط في الظلام بينما وضع أحد الرجال غطاء أسود على رأسه..
وقال عزيز
أكبر غلط عملته أنك اتحديت عزيز البحيري ووقفت قدامه واتجرأت تاخد حاجة تخصه يا دكتور المجانين..
لازم تدفع الحساب إللي عليك....
بينما بجهة أخرى عند ياسين ارتفع رنين هاتف باسم هذا الشخص الذي له الفضل بالكثير..
أتى الصوت من الجهة الأخرى لاهثا مسرعا يقول بتلهف
ياسين في حاجة مهمة جدا لازم تعرفها...
يتبع..
قالت بصوت مصبوغ بالحزن وقلب منفطر
شوفت يا رضوان فات سنين وهو حتى مش هان عليه يشوف أبوه وأمه ولو من بعيد..
زي ما يكون صدق يبعد عننا .. يعني إحنا مش وحشناه خالص كدا يا شيخ رضوان مش بيفتكر أبوه وأمه خالص .. حسرة كبيرة في قلبي على تحجر قلب ابني..
تنهد الشيخ رضوان
بثقل وأردف بينما يربت على ظهرها بحنان
هو الخسران يا رحيمة هو مكانش راضي بعيشتنا وبهدلنا وعيشنا في مشاكل كتير..
وهو ابن غير بار وغير صالح وأنا عملت إللي ربنا أمرني بيه وأحسنت تربيته بس مكانش فيه فايده
من تحكماتي زي ما كان بيقول..
متزعليش يا رحيمة مسيره في يوم هيفوق حتى وإن كان اليوم ده بعد سنين طويلة هيعرف قيمة كل حاجة كانت معاه وقيمة أبوه وأمه بس هيكون بعد فوات الأوان..
تنهد تنهيدة مطوله وهو يرفع أعينه للأعلى قائلا
الدنيا دي غريبة أوي يا رحيمة ولد كان تحت إيده كل سبل الراحة والصلاح وطلع فاسد..
وعندك قيس .. أبوه رماه وهو طفل واكتفى بالبيت إللي سابه قاعد فيه ومصاريف بيبعتها كل فين وفين ليه ونسى أنه طفل محتاج رعاية وتوجيه بس هو كان متأكد إن أهل الحارة
متابعة القراءة