رواية مظلومه

موقع أيام نيوز


فى مكان هادئ
دادة قوليلى بقى يا نيرمين  سيف  كان بيعمل ايه فى الجنينة
نيرمين  وعينيها تهرب من عيون دادة فاطمة مش عارفة
دادة عليا انا
نيرمين  صدقينى معرفش
دادة بلاش كده طب قالك ايه لما كنتوا بره
نيرمين  وهى مرتبكة مقالش حاجة
دادة كده يا نيرمين  تخبى عليا
نيرمين  صدقينى يا دادة

دادة انتى وهو فاكرينى مش عارفة حاجة
انا بقى عارفة وفاهمة كل حاجة
نيرمين  وبدا عليها الارتباك اكثر فاهمة ايه
دادة سيف  بيحبك يا نيرمين 
دق قلب نيرمين  بقوة واحمر وجهها وكادت ان تطير من روعة هذه الجملة ولكنها فى نفس الوقت لا تصدق وبدا عليها الاندهاش وهى تنظر لدادة فاطمة
دادة مالك تنحتى كده ليه ايوة بيحبك وانتى كمان بتحبيه
نيرمين  انا
دادة ايوة انتى ولعلمك بقى انا متأكدة ان سيف  نفسه يقولك بس متردد
بدا على نيرمين  الخجل ولم تعرف بماذا ترد
دادة انا قلتلك ده لانى شايفة كل واحد فيكو بيحاول يخبى على التانى ومصرين تعذبوا نفسكوا مش عارفة ليه
نيرمين  انتى بس متهيألك يا دادة انتى جيبتى الكلام ده منين
دادة انا عارفة سيف  كويس اوى وبقرا كل اللى بيفكر فيه
وانتى باين عليكى حبك ليه مهما تحاولى تخبى
صدقينى يا نيرمين  انا حاسة ان سيف  بيحبك واتمنى انك تحافظى على الحب ده انا بقولك الكلام ده علشان مضيعهوش من ايدك
بينما كانت تلك المحادثة تدور بين دادة فاطمة ونيرمين  كان سيف  جالسا فى مكتبه مترددا هل يذهب الى نيرمين  ليخبرها عن حبه لها ام ينتظر حتى يتأكد من شعورها نحوه
لقد احتار كثيرا
مد سيف  يده واخرج الورقة التى رسمها واخذ يتأمل فيها وهو يفكر
ثم سمع صوت سيارة عمر  فاخفى الورقة بين الملفات
استاذن عمر  للدخول على سيف  فأذن له
عمر  هاى سيف  ازيك
سيف  اهلا عمر  تعالى
عمر  مالك يا كينج ايه اللى حصلك مجيتش النهاردة ليه
سيف  مافيش كنت تعبان شوية
عمر  كنت تعبان ولا مشغول مترسى على بر
سيف  ايه ياعمر  انت هتحقق معايا ولا ايه
عمر  لا ابدا انا بس عايز اطمن عليك
سيف  هاا فين الاوراق اللى انت عايزنى امضيها
اعطى عمر  الملفات لسيف  اتفضل
قام سيف  باعتماد الاوراق ثم اعطاها لعمر  قائلا فى حاجة تانية عايزنى امضيها
عمر  لا خلاص كده
سيف  انا اتصلت بفايز بيه وحدت معاه معاد تانى علشان نخلص شغلنا معاه
عمر  بس ياريت المرة دى تحضر متغيبش زى المرة اللى فاتت
غير سيف  مجرى الحديث قائلا ايه مستنى ايه انا مش مضيت الاوراق
عمر  الله الله انت بتزحلقنى يا سيف 
ايه مش هتعزمنى على الغدا ولا ايه
سيف  مقصدش خالص اللى انت بتقوله ده بس اكيد فيه شغل وراك لازم يخلص ولا ايه
عمر  متخافش الشغل اللى ورايا ينفع يتأجل مش مستعجل يعنى
فشل سيف  ان يقنع عمر  بالذهاب كما فشل فى ايجاد حجة تمنعه من البقاء
اما نيرمين  فبعد كلامها مع دادة فاطمة عادت لتساعد زينب ورقية وهى فى غاية السعادة والفرحة مما سمعته من دادة فاطمة وامتلات بالحيوية والنشاط ولم تعلم نيرمين  بوصول عمر التى كانت تتجنب ان تتواجد معه فى مكان واحد لانها لا ترتاح لنظراته وايحاءاته 
قامت نيرمين  باعداد السفرة وتنظيمها على اكمل وجه ثم قامت بمساعدتهم فى رص الاطباق بطريقة جميلة ومنظمة ثم وقفت تنتظر قدوم سيف  وهى تتحدث مع دادة فاطمة عن كيفية وضع الفوط بطريقة انيقة حتى تعطى مظهرا جذابا ثم سالتها انا حاسة ان فيه اطباق ومعالق زيادة يا دادة هو فيه حد تانى هياكل معانا ولا ايه
وقبل ان تخبرها دادة فاطمة كان سيف  وعمر  فى طريقهما للسفرة عندما رآها سيف  تغير وجهه وتضايق انها ستجلس على الطاولة التى سيجلس عليها عمر  
والحقيقة ان نيرمين  تفاجأت بقدومهم فارتبكت ولم تعرف كيف تتصرف اتتركهم وتذهب لغرفتها ام تجلس معهم 
ارتباكها هذاجعل من غير اللائق ان تتركهم وتذهب غرفتها لانهم قد جلسوا بالفعل
دادة واقفة ليه يا نيرمين  اقعدى
عمر  اكيد مكسوفة منى لو كده انا ممكن اقوم عادى
دادة اقعدى يا نيرمين  عمر  مش غريب ثم نظرت الى عمر  واكملت ده زى اخوكى مش كده ولا ايه ياعمر 
عمر  هاهطبعا طبعا
جلست نيرمين  وهى فى غاية الحرج ولم تتمنى ان تجلس معه على طاولة واحدة
كان سيف  يكتم غيظه وهو يراقب نظرات عمر  لنيرمين  وايضا كان يراقب رد فعل نيرمين 
التى بدا عليها الخجل وكانت لا ترفع بصرها من الطبق الذى امامها
لم تكمل نيرمين  تناول طعامها فلم تتناول شيئا وقامت قبلهم جميعا
دادة مكلتيش ليه يا نيرمين 
نيرمين  شبعت يا دادة معلش مش هقدر آكل اكتر من كده
عمر  الظاهر انها لسة بتتكسف منى ثم نظر الى سيف  بلؤمه المعروف وقال المفروض تعتبرنى زى سيف  ولا ايه يا دادة
دادة وهى لاتفهم مايرمى اليه عمر  هى بس طبعها خجول شوية
عندما انتهوا من تناول الطعام وجلس عمر  مع سيف  يتناولان القهوة
عمر  على فكرة ياسيف  نسيت اقولك ان عمتك اتصلت بيا واشتكتلى منك كتير
سيف  متعجبا اشتكتلك منى اناليه
عمر  علشان مبتسالش عليها خالص قالتلى بقاله كتير مابيسالش عليا ولا كإنه له عمة المفروض يطمن عليها
سيف  وهو بتنهد معلش الواحد دماغه مشغولة هبقى اتصل بيها واصالحها
عمر  بخبث الله يكون فى عونك انت هتلاقيها منين ولا منين
ثم قام بالتلميح لسيف  قائلا وسلمى  كمان زعلانة منك جدا 
سيف  ودى زعلانة ليه هى كمان
عمر  انا مش عارف ليه يا اخى انت مطنشها اوى كده مع انها متفرقش حاجة عن ناس تانية
سيف  قصدك مين بناس تانية
عمر  مقصدش حاجة انا قصدى ان سلمى  مهتمية بيك من زمان ودايما بتسال عليك حتى لما بتيجى مع عمتك بحس انها بتحاول تقرب منك وانت ولا انت هنا وانا مش شايف فيها عيب ليه مش بتفكر ترتبط بيها
سيف  احنا هنرجع للكلام ده تانى يا عمر  ماخلصنا منه بقى
عمر  عايز بس افهم انت ليه مش مديها اهتمام
سيف  ببساطة شديدة اوى مغرورة وشايفة نفسها وطايشة كمان
مش دى اللى الواحد يحملها مسؤلية بيت وتقدر تشيل اسمى وانا مطمن عرفت بقى
عمر  محاولا اقناعه يا سلام عليك يا سيف  بكره تعقل ياسيدى 
سيف  لو سمحت يا عمر  قفل على الموضوع ده ومتكلمنيش فيه تانى
نيرمين  جالسة فى حجرتها مستلقية على سريرها وهى تفكر فى ما قالته دادة فاطمةكلما تذكرت هذه الكلمة التى وقعت على قلبها كنسيم الربيع فى حرارة الصيف القاسېة ابتهجت وزادت سعادتها 
نسيت نيرمين  انها غدا ستقابل شخصا ما قد يكون له علاقة قرابة لها وان هذا سيؤثر بالتأكيد على استمرار اقامتها فى القصر
وكل ما كان يشغل تفكيرها هو كلام دادة فاطمة وتمنت ان يكون كلامها هذا صحيحا تأملت نيرمين  فى التغيير الذى طرأ على معاملة سيف  لها كيف تحولت تلك المعاملة من القسۏة الى ماهو عليه الآن
وبينما هى تفكر كذلك تذكرت ان خالد سياتى غدا وان شيئا ما لا تعرفه ينتظرها فتحولت تلك السعادة الى قلق شديد
ولتتخلص من ذلك القلق الذى غطى على سعادتها اغمضت عينيها وهى تسترجع جملةسيف  بيحبك يا نيرمين ونامت على تلك الكلمة التى ظلت تتردد فى عقلها لتذهب فى نوم عميق بكل طمأنينة وتفاؤل بما سيجرى غدا
اما سيف  فكان مسترخيا فى بانيو حمامه رافعا راسه لاعلى وهو يفكر فى ما يمر به من شعور جديد مضى وقت طويل كان مفتقدا فيه لهذا الشعور
لقد كان قلقا من مقابلة خالد غدا يا ترى هل سيمر ذلك اليوم بدون حدوث ما يعكر صفو الحياة الجديدة التى بدأ سيف  يعيشها
بعد ان انتهى من اخذ حمامه ارتدى منشفته ووقف امام المرآة ووضع بعض الطيب ذو الرائحة الرائعة ثم قام بتمشيط شعره
وهو يواجه ملامحه التى تفضح ما بقلبه من حب بدا على جميع ملامح وجهه ولاول مرة يرى سيف  البهجة تعلو ملامحه الهادئة التى ظلت زمنا عابسة غاضبة لا تضحك الا مجاملة
فى الصباح استيقظ سيف  باكرا قلقا وهو يفكر فى قدوم خالد وتمنى ان تكون تلك المقابلة لن تسفر عن جديد
مضت الساعات الاولى من اليوم وسيف  منتظر خالد فى غرفة مكتبه فى قلق
رن جرس الهاتف امسك سيف  الهاتف بسرعة انه خالد ايوة يا خالد انت فين
خالد انا جاى دلوقتى فى الطريق ربع ساعة واكون عندك
طلب سيف  من رقية اخبار نيرمن ان تجهز لمقابلة خالد لانه فى طريقه اليه
عندما علمت نيرمين  بذلك كاد قلبها ان يخرج من صدرها من شدة دقاته 
كانت قلقة جدا وتمنت لو تعلم بالشخص الذى تعرف على صورتها حتى يرتاح قلبها
تجهزت نيرمين  وارتدت اجمل الملابس وظهرت بمظهرها الانيق المعتاد
وظلت جالسة فى غرفتها تنتظر ان يطلب منها سيف  النزول
جاء خالد بصحبة الدكتور اسامة ومعه رجل كبير فى السن ودخلو غرفة المكتب واستقبلهم سيف  مرحبا بهم
نظر سيف  الى ذلك الرجل المسن وجدد الترحيب به
ثم مال على خالد وقال بصوت منخفض هو ده يا خالد اللى اتعرف على الصورة
خالد ايوة 
سيف  مقولتليش بقى يقربلها ايه
خالد اهدى يا سيف  هتعرف كل حاجة دلوقتى تقدر دلوقتى تبلغ الانسة نيرمين  اننا فى انتظارها
طلب سيف  من رقية ان تبلغ نيرمين  بوصول خالد ولتطلب منها الحضور
جاءت نيرمين  ووقفت على باب المكتب وقلبها يدق خوفا وقلقا
سيف  تعالى يا نيرمين 
دخلت نيرمين  وهى تنظر الى الارض خجلا وقلقا فى نفس الوقت
ثم نظرت الى سيف  كانها تساله ماذا افعل
سيف  بلطف استريحى يا نيرمين 
جلست نيرمين  فى ركنة وحدها تنتظر ما سيطلبوه منها
هنا قام دكتور اسامة ثم تقدم منها ببطء ثم قال انسة نيرمين  شايفة الشخص ده
نظرت نيرمين  الى ذلك الرجل المسن وعندما راته احست بشئ غريب انها تألف وجهه واحست بشئ من الحنان تجاهه
قال ذلك الرجل المسن بوجهه الطيب فاكرانى ولا لا يا بنتى 
نيرمين  وهى تتأمله وعقلها يحاول البحث عن وجه ذلك الرجل اين راته ولكنها فشلت فى تذكره
فهزت راسها بالنفى وهى ما زالت تبحث فى عقلها عن ذلك الرجل
دكتور اسامة معقول مش فاكرة خالص ان كنتى حتى شوفتيه قبل كده ولا لا
نيرمين  هزت راسها بالنفى وهى تضغط على عقلها لتتذكر ولكنها فشلت
دكتور اسامة فى حد يتوه عن والده برده
فتحت نيرمين  عينيها من المفجأة ثم نظرت الى سيف  الذى تفاجأ هو ايضا
نيرمين  وهو ده...........
دكتور اسامة ايوة هو ده والدك
تقدم الرجل المسن واقترب من نيرمين  ثم قال قومى يا بنتى تعالى 
كان
قلب نيرمين  يدق ولم تكن تعلم ماذا تفعل
وكان سيف  واقفا وقد اخفض بصره الى الارض ولم ينطق بكلمة
خالد هاا يا نيرمين  مش هتروحى مع والدك ولا ايه
رفع سيف  راسه من تلك الكلمة كانه يريد ان يعترض ولكنه لا يستطيع ان يفعل ذلك
نظرت نيرمين  الى سيف  وعيناها تبرقان من دموع قد حبستها انها لا تعلم اترتمى فى حضڼ والدها الذى اتى
 

تم نسخ الرابط