رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
دي زيارة عادية أف منك
انتهت من إعداد الشاي بالنعناع المفضل لوالدها وحملت الصينية وغادرت المنزل تهبط الدرج بعجالة وعندما وصلت إلى الحديقة استمعت لأصوات ضحكاتهم المجلجلة
عبثت ملامحها ووضع الصينية أمامها وهي تهتف بضجر
الشاي
التقط والدها كفها ودعاها للجلوس جانبه بالمقعد الشاغر
أقعدي جنبي هنا يا حبيبتي
التقط فاروق كوب الشاي خاصته والآخر أعطاه لسراج وقال لها
تعالى يا سراج يا بني افرجك على الشجر اللي انا زارعه بنفسي
نهض سراج جانبه وهتف فاروق وهو ينظر لابنته ببسمة رقيقة
أومت برأسها وعيناها تتطلع لخطوات والدتها المبتعدة فاجئها سليم بسؤاله
عاملة ايه دلوقتي أحسن
تطلعت له بدهشة وعقلها يتسال ما مقصده من ذلك السوال
لاحت ابتسامة طفيفة أعلى ثغره ومال عليها قائلا
ما تستغربيش والدك حكالي كل حاجة
لمعت فكرة بعقلها فهتفت پغضب قائلة
ضحك سليم وقال بثقة
هنشوف كل حاجة بعد الجو از
أنت لسه مصر
جدا
ولو رفضت
قالتها بحزن عميق
أجابها بثقة
هتوافقي عشان عيلتك عندك اهم من نفسك صح ولا انا غلطان
دارت وج هها لتنظر لوالدها ووجدته يتحدث مع سراج بكل ألفة وود ثم عادت تنظر لسليم بعينان تتلألأ بالدموع
شعر بغصة داخل ص دره عندما لمح الدموع المتحجرة داخل مقلتيها العشبية وهمس بصوت خاڤت
هنفذلك إللى انتي عايزاه
وجدها تهمس كالحمل الوديع
سبني أعمل العمرة مع بابا الأول وبعدين نتج وز
تنهد بعمق وقال
وعدت باباكي اول عمرة هتكون معايا
نظرت له بسخرية وردت
أه ويا ترا هتوب بقا عن شغلك في السلاح ولا في ولا ناوي تخدع ربنا وتكذب عليه بس مش هتقدر عشان ربنا الوحيد اللي كاشفك وعارف انك متنكر ورا قناع بس هيجي يوم والقناع ده هيسقط عن وشك والدنيا كلها هتعرف حقيقتك
ثم نهضت وتدلفت لداخل وظل سليم ينظر للفراغ بعينان متسعة ويحدث نفسه بأسى
أخفى بسره الغرام وخاف عليك أن تقعي بحبه
انتبهي قبل أن يهوي بقلبك حبه المعذبي
فدرب الحب محملا بالمأسي والخذلان
واحذري الغرام فإنتي فاتنة في وادي النسيان
أنتي غامضة وأهوى عشقك الذي يوقد قلبي عڈاب ولوعة
أريدك بكل جوارحي فلم يعد لقلبي سطوا
بعدما زاد الاشتياق ألما
يا وردة بتول والاشواك محاطة بك
أعلم بأن الشوك المعذب لاوراقك
وأنت الناعمة الساحرة الجذابة النقية
وأنا العاشق لك سرا
واحذري غرامي لانه مر علقما
لم استطع الرحيل فقد فات الوقت
الفصل الخامس والعشرون
صعدت حياة إلى المنزل وجدت الجدة تتحدث مع والدتها ويبدو بأن الحديث هام لابد وانها تريد اقناعها بالموافقة على سليم فمن وج ه نظر الجميع بأنه الشاب المناسب سارت بخطوات بطيئة لكي لا يشعرون بها ثم ولجت لغرفتها لتتفاجئ بشقيقتها تركض إليها قائلة بفرحة
مبروك يا يويو سمعت تيتا سناء بتقول لماما أن سليم بيحب حياة وعايز يتجوزها وأن جاي يطلب إيدك
ثم اردفت بحماس
ها قوليلي كان بيقولك أية اعترفيانا كنت
واقفة في الفراندة اراقب الجو
تركت شقيقتها تثرثر ورفضت أن تتحدث
عادة فريدة تقف في الشرفة وتراقب ما يحدث بالحديقة وعيناها تتطلع للذي سرق لب قلبها منذ الوهلة الأولى
بالحديقة عاد فاروق يجلس بجانب سليم مرحبا به بعدما غادرت حياة المكان وظن والدها بأنها خجلت من رغبة سليم بالزو اج منها شعر داخله بالقبول فتذكر عندما أستلمت عملها بالشركة وظلت تحاكيه عن مديرها الشاب الوقور الجاد بعمله ورغم عجزه إلا أنه يحمل مسؤليات كثيرة على عاتقه
قال فاروق بود
بص يا بني أنا شوفت المۏت بعنيه وكنت شايل هم دلال والبنات من بعدي خصوصا بعد ما أخويا إللي من لحمي ودمي تخلي عني بعد رفض حياة الارتباط بابن عمها وحياة اتاذت جامد من مرات عمها والحجة سناء شافت دة بنفسها وحكتلك عن اللي حصل انا هكلم كاب ما يملكش من الدنيا غير تلات بنات نفسه يطمن عليهم قبل ما ربنا يسترد أمانته وانا قلبي انشرحلك وهامنك أمانة واتمنى تكون قدها
ابتلع ريقه بتوتر ثم قال
اوعدك ياعمي هكون قد الأمانة
بس اتمنى من حضرتك الزو اج يتم في الميعاد اللي حددته وان شاء الله هنفذ أمنية حياة في العمرة بس هيكون وانا واقف على رجليه ومعاها
ريت فاروق على كتفه وقال
اكيد يا بني عمليتك دلوقتي اهم عشان اي تأخير خطړ عليك وأن شاء الله العمرة هتتعمل بأوانها وكلها ارادة الله ربنا يقدم لكم الخير هتكلم مع حياة وهرد عليك بكرة بمشيئة الله
بعدما غادروا منزل فاروق قرر سليم المكوث اليوم بالمنصورة وعندما يأتي الغد ورد والد حياة بالقبول سيهاتف شقيقه بإحضار والدته وزو جته ويات اليه لتتم المقابلة بين العائلتين والتعارف والتحدث بكل ما يخص الزفاف
وافقه سراج الرأي وبالفعل بحث عن فندق بالمدينة ليظل به اليوم
بينما جلس فاروق مع
متابعة القراءة