الشيخ والمراهقه بقلم سارة علي

موقع أيام نيوز


وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها
بخير الحمد لله ....
ثم عادت وسألت صفية 
وانت كيف حالك خالتي ...!
اجابتها صفية وهي تربت على يدها
بخير...
تحدثت نورا هذه المرة قائلة
هل تحبين ان ترتاحي في جناحك قبل الغداء ...
بالتاكيد ...
نهضت نسرين مع نورا حيث ذهبتا الى الجناح الذي خصصته صفية لها ...
اما صفية فنهضت من مكانها واقتربت من فارس وجلست بجانبه ثم سألته بفضول 
ما رأيك بها ...!
فارس وهو يتذكرها بشعرها الأشقر القصير وعينيها الخضراوتين وملابسها الأنيقة 
جميلة ...
هل أعجبتك ...!
أمي بالله عليك ألا تملين من فتح نفس المواضيع ...!

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ردت الام 
تنهد فارس وقال 
ومن قال إني غير مرتاح في حياتي ..!
يا بني راحتك تكمن بوجود زوجة بجانبك ترعاك وتهتم بك ...
زفر فارس أنفاسه بضيق ثم ما لبث أن نهض من مكانه وطبع قبلة على جبينها وقال 
عندما أجد الزوجة المناسبة سأتزوجها على الفور ...
ثم تحرك بسرعة خارج المكان تاركا والدته تدعو له ان يرزقه الله بالزوجة الصالحة...
كان فارس يسير في حديقة منزله حينما وجد نسرين تقترب منه بخطوات واثقة وهي تبتسم بحبور...
مساء الخير ...
منحها فارس ابتسامة متكلفة وهو يجيبها 
مساء النور ...
تحدثت نسرين قائلة 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هل تنوين الاستقرار هنا ...!
اومأت برأسها وهي تجيب 
نعم .. لقد مللت من الغربة ... وأفكر جديا بالاستقرار هنا ...
هز فارس رأسه بتفهم ثم قال 
قرار جيد .... اذا هل تحبين أن تعملي معي في المصنع ...!
سيكون رائعا ....
لقد درست الهندسة الزراعية في أمريكا ... وأستطيع أن أفيدك كثيرا في عملك ....
جيد ...متى تريدين ان نبدأ العمل ....!
اجابته 
غدا اذا اردت ....
جيد ... متفقين اذا ...
اتفقنا ... 
قالتها نسرين وهي تمد يدها نحوه ليصافحها فارس بيده ثم أخذا يتحدثان في الامور الاخرى التي تخص العمل ...
نهاية الفصل 
الفصل الحادي عشر
بعد مرور عدة ايام ...
توقفت

لمار بسيارتها أمام أحدى المستشفيات الموجوده في القرية ... بدأت الذكريات السيئة تعود إليها ... قبل عدة أعوام حينما جاءت الى هذه المستشفى محمولة بين احضانه ... هنا فقدت جنينها وهنا كانت نهاية قصتها معه ....قصة هي اختارت نهايتها بنفسها ...
لا تريد ان تبكي الان... ولا تريد أن تضعف من جديد ...لقد وعدت نفسها بأنها ستكون قوية ... وسوف يظل الماضي طي النسيان ... لن تفكر به من جديد ...
هبطت من سيارتها واتجهت الى داخل المشفى ... اتجهت الى موظفة الاستعلامات وعرفتها عن نفسها ثم سألتها عن مكان عملها فأخبرتها به ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اتجهت مباشرة الى مكان عملها ... باشرت لمار عملها فورا ولم تفكر فيما ينتظرها هنا فهي اكتفت من التفكير والانشغال بنفس الموضوع...
مرحبا ... انا ابراهيم ...زميلك في العمل ... وماذا عنك ...!
تطلعت لمار الى يده الممدودة بحرج فهي لا تسلم باليد ليفهم ابراهيم هذا على الفور فسيحب يده ويبتسم بإحراج ...
منحته لمار إبتسامة متكلفة وقالت معرفة هي الاخرى عن نفسها 
انا لمار ....لقد جئت الى هنا بتكلفة من وزارة الصحة ... انا خريجة العام السابق ...
هذا رائع ...العمل هنا مريح كثيرا ...
تطلعت اليه لمار بنظرات غير مقتنعة ليهز رأسه ويؤكد ما قاله 
اطرقت لمار برأسها وقالت 
اتمنى هذا ...
عاد ابراهيم وسألها 
هل وجدت مكانا لتعيشين به هنا ...اذا اردت انا بإمكاني مساعدتك...
وجدت ...
أجابته لمار بإقتضاب ليتوقف ابراهيم عن ما قاله ثم يستأذن منها ويتحرك خارج الغرفة التي تعمل بها ..
كان فارس يتابع عمله في مكتبه الخاص في المصنع الذي يملكه ...
فوجئ بنسرين ټقتحم المكان وهي تحمل بيدها مجموعة ملفات ...
هل توجد بها مشكلة ...!
سألها فارس بنبرة قوية لتجيب نسرين 
كلا ولكن أريد التأكد من كل ما فيها لأباشر العمل...
اغلق فارس الملف الذي كان يعمل عليه ثم نهض من مكانه وقال 
سوف أراجعها بالتأكيد ...ولكن ليس الان ... لقد حان موعد الغداء والسيدة صفية لن ترحمنا اذا تأخرنا عليها ...
ابتسمت نسرين وقالت 
معك حق ...لا يجب ان نتأخر عليها ...
حمل فارس الملفات وقال مشيرا لها 
سوف أراجعها في المنزل ...
ثم سار متجها نحو سيارته تتبعه نسرين ....ركب الاثنان السيارة وبدأ فارس في قيادتها ...
اهلا سيد عادل ... كيف حالك ...!
اجابه عادل 
بخير ...انت كيف حالك ...! وما اخبار حفيدي ...!
جميعنا بخير...
تنحنح عادل ثم قال 
لمار تعمل الان في قريتك ....في مستشفى القرية ...
ماذا ...!
قالها فارس بعدم تصديق قبل ان يسأله پغضب 
ولما لم تخبرني من قبل ...!
رد عادل بسرعة 
انها وصلت صباح اليوم الى القرية...
زفر فارس أنفاسه بقوة ثم قال بغيظ 
جيد ... سأذهب لأراها وأطمئن عليها ...
كما تريد ..
ماذا حدث ...!
لدي عمل مهم ... سوف أوصلك الى المنزل واذهب اليه ...
ألن تتناول غدائك معنا ...!
اخذت لمار كوب الشاي منه ومنحته إبتسامة لطيفة ثم قالت 
أشكرك ...
بادلها ابراهيم ابتسامتها وأخذ يحاول فتح بعض المواضيع معها ... شعرت لمار بالحرج منه كونها سبق وعاملته بإقتضاب وضيق فبدأت تبادله أحاديثه ووجدت ان

صحبته لطيفة وليست سيئة عكس ما ظنت ...
تقدم فارس بخطواته الواثقة والڠضب يشع من عينيه نحويهما ...
رفعت لمار رأسها نحوه لتتفاجئ به أمامها ...
ارتجف جسدها بالكامل وهي تراه يقترب منها وهو يرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة ...
وجدته يقف أمامها ويمد يده نحوها قائلا 
كيف حالك لمار ...! الحمد لله على سلامتك ...
اخيرا خرجت تلك الكلمات المقتضبة من شفتيها... ليرد فارس ببرود 
جئت لأخذك الى المنزل ...
أي منزل ...!
سألته بعصبية تمكنت منها ليجيبها وهو ما زال محتفظا ببروده 
منزلي ....ألم يخبرك والدك بأنك سوف تقضين فترة إقامتك هنا في منزلي ...!
انه يتعمد اثارة چنونها .... أي منزل الذي تسكن به ...!
يبدو أنك جننت ... هل تظن بأنني سأسكن في منزلك ...!
قبض على ذراعها بقسۏة وقال بټهديد خفي 
انتبهي على طريقة حديثك ...
هدر فارس به 
اخرس انت ولا تتدخل بيننا ... نحن عائلة واحدة .... اخرج انت منها ....
ثم الټفت الى لمار قائلا بنبرة أمرة 
تعالي معي ....
لن أاتي ..
وقف ابراهيم في وجهه وقال 
اتركها فورا والا سأبلغ الحرس عنك ...
تبلغ من ...! يبدو أنك لا تعرفني .... انا فارس صفوان ...شيخ هذه القرية التي تعمل انت بها ... بكلمة واحدة مني أطردك ليس من القرية هذه فقط بل من البلد بأكملها لذا اخرس واسحب نفسك ....
انا لن أتحرك من هنا حتى تجلبي أغراضك وتسكني عندي ...
هل تظن أنني ما زلت زوجتك لتتحكم بي ...!
انت خالة ابني ومكانك في منزلي .... ليس من عاداتنا أن تبيت إمرأة تخصنا خارج منزلنا ....
انا لا أخصك أيها اللعېن ....
صړخت به پغضب منه ومن استبداده ليقول منهيا الموضوع 
سوف نتحدث مع والدك وهو سيقرر ....
ثم حمل هاتفه واتصل بوالدها الذي حدثها قائلا 
بابا ارجوك ... سوف أستأجر بيت وأسكن به ...
وهل يجوز هذا يا ابنتي ...! تسكنين في منزل لوحدك ...
لمعت عينا لمار بالدموع وقالت 
بابا ارجوك ...
الا ان الاب اصر على موقفه 
اعطت لمار الهاتف الى فارس پغضب ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليغلف فارس الخط مع عادل بعدما طمأنه بأنها في أمانته ...
نهايو الفصل 
الفصل الثاني عشر
توقفت سيارة فارس امام منزله ... هبط منها واتجه نحو الباب الاخرى وفتحها لترميه لمار بنظرات ڼارية قبل ان تهبط من السيارة وتسير خلفه ...
تأملت لمار المكان بعينين غائمتين وأخذت الذكريات تتدفق إليها ... ذكريات عاشتها في هذا
افاقت من شرودها وأفكارها على صوت فارس يطلب منها ان تدلف الى الداخل ...
دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتجد صفية وامرأة اخرى لا تعرفها تراها لأول مرة ...
مرحبا ...كيف حالك خالتي ...!
اجابتها صفية على مضض 
بخير الحمد لله ...
تحدث فارس مشيرا الى نسرين 
هذه نسرين ..
ابنة عمتي ...
منحتها نسرين ابتسامة مصطنعة بادلتها لمار المثل وهي

تحييها ببرود ...
جلس الجميع في صالة الجلوس في صمت قطعه فارس وهو يقول 
لمار ستبقى هنا طوال فترة تدريبها ... 
هل تريدين ان تصعدي الى غرفتك ...!
نعم ....بالتأكيد ...
نهض فارس من مكانه وأشار لها قائلا 
اتبعيني ...
فعلت لمار ما أمر به بينما اقتربت نسرين من صفية وجلست بجانبها بعدما رحلوا وقالت
هذه هي زوجته السابقة أليس كذلك ...!
اومأت صفية برأسها وأجابت 
نعم ...زوجة الشؤم ... لم نر منها يوما جيدا منذ ان وطأت أرضنا هذه ...
لماذا تقولين هذا خالتي ...!
سأخبرك بكل شيء .... لكن ليس الان ...
اومأت نسرين برأسها ثم ما لبثت ان سألت بتردد 
خالتي ... هل يفكر فارس في إعادتها الى عصمته ...
ڼهرتها صفية بسرعة 
فال الله ولا فالك ... لا تقولي هذا ....
كانت لمار تسير خلف فارس بينما هو يقودها الى غرفتها التي خصهها لها ...
في اثناء سيرهما سويا فوجئت بطفل صغير يجري نحو فارس وهو ېصرخ بسعادة جلية 
بابا لقد عدت ....
تلقفه الاب بين احضانه بلهفة بينما أخذت لمار تتطلع اليه بحذر ...
قبله فارس على وجنتيه ثم الټفت نحو لمار وهو يحمله وقال 
دعني أعرفك على خالتك لمار ....
كيف حالك يا سيف ...! انا لمار ... خالتك ..
مد الطفل يده الصغيرة نحوها لتحتضن لمار يده ثم تحمله من فارس وتقبله على وجنتيه بحب بشكل فاجأ فارس شخصيا ....
اشتقت إليك كثيرا ....
قالتها بنبرة صادقة وهي تتذكر ذلك الرضيع الذي قضت معه أياما طويلة ...
انا خالتك .... اخت والدتك ..
خالتي ...
نقل فارس بصره بين الاثنين بتعجب من هذا التناغم اللطيف الذي جرى بينهما ثم ما لبث ان قال مشيرا الى لمار 
ألن نذهب الى غرفتك ....!
نهضت لمار وقالت 
تمام ...لنذهب ...
اشار فارس للصغير 
عزيزي اذهب الى جدتك ....فهي تريدك في امر هام ....
اومأ الطفل برأسه متفهما ثم ما لبث ان قال 
لا تتأخر علي ....
لن اتأخر بكل تأكيد ...
لماذا اغلقت الباب ....!
منحها ابتسامة خفيفة وهو يرد 
لا تقلقي ...لن افعل شيئا يؤذيك .... انا فقط أريد الحديث معك ...
ابتلعت لمار ريقها وقالت بإباء
بل انا من تريد الحديث معك ...
رد فارس بتسلية 
تحدثي اذا ....
لماذا تفعل هذا بي ...! ما غايتك من كل هذا ...!
سألها مصطنعا عدم الفهم 
لماذا أجبرتني على المجيء معك والسكن في منزلك ...ألام تخطط بالضبط ...!
رد ببرود أعصاب يحسد عليها 
انا لا أخطط لاي شيء ... كونك زوجتي فهذا مكانك الطبيعي يا لمار ..
صړخت پعنف 
انا لست زوجتك ... لقد تطلقت منذ سنوات...
تراجعت لمار الى الخلف لا اراديا بينما اتسعت عيناها محاولة استيعاب ما يحدث ...
انت تمزح معي بكل تأكيد ...
قالتها بذهول غير مصدق

ليهز فارس رأسه نفسا ويجيب 
ولكن كيف ...! كيف تركتني هكذا طوال السنوات الماضية ..!
تنهد فارس بصوا مسموع ثم ما لبث ان قال 
لأنني لم أكن أريد ظلمك اكثر من هذا ...أردت أن أعطيك فرصة لتستعيدي بها نفسك وصحتك ... انت كنت بحاجة للابتعاد ...البدأ من جديد ... وانا قررت أن امنحك كل هاذ... ولكن وأنت على ذمتي .... منحتك حريتك وانت زوجتي
 

تم نسخ الرابط