حي المغربلي بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز


جوا...
ألقى بها على الفراش و عينيه تفيض بالنيران قائلا 
_ انطقي يا روح أمك...
حركت رأسها بكل الاتجاهات مردفة 
_ كنت عند أختي و الله العظيم صدقني أنا مش بكذب و هدومي باظت لبست حاجة من عندها يا كارم... أنا نجوى حبيبتك معقول أهون عليك بالشكل ده...
رغم قوله أنه لا يريد أحد بالداخل إلا أن السيدة أم كارم فتحت الباب على حديث نجوى قائلة هي الأخرى 
_ أيوة يا ابني مراتك كانت خارجة بعباية...
أخذ هاتفه و قام بالاتصال على شقيقتها قائلا بهدوء 
_ الو يا إحسان هي نجوى خرجت من عندك و الا لسة...
شعرت نجوى بالارتياح مع سماع صوت شقيقتها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ أيوة.. مشيت من شوية في حاجة و الا إيه يا كارم يا اخويا...
ألقى عليها نظرة أخيرة كلها شك قبل أن يترك لها المنزل بالكامل لتقول هي بهمس.
_ في ستين داهية تاخدك أنت و أمك يا تور...
______شيماء سعيد_____
هل هي الآن بالفعل
أصبحت تحمل اسم فاروق المسيري أم هذا مجرد وهم تعيش بداخله!.. رحل المأذون و معه الشهود و الوكيل الخاص بها لتبقي معه وحيدة..
لم تكن تلك المرة الأولى التي تبقي أزهار مع فاروق بمفردهما إلا أن تلك المرة لها إحساس خاص ربما رائع يحرك
المشاعر و ربما مريب لسبب مجهول.
تركته يأخذها من يدها مثل الطفلة الصغيرة إلى جناحه و مع إغلاق الباب عليهما.... أخذ نفسه براحة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
و كأنه حقق انتصار عظيم بحرب بها حياته أو مۏته..
لا يصدق أنه حصل عليها و أصبحت ملكه بكامل إرادتها أبتسم لها بتلاعب مقتربا منها أكثر لتعود خطوة سريعة للخلف مشيرة إليه بعدم الاقتراب مردفة بحدة 
_ اثبت مكانك يا ابن المسيري أحسن لك أنا ممكن أخليك تقابل وجه رب كريم..
حرك كتفه بلا مبالاة متقدما منها أكثر اليوم يوم عيده و يستحيل أن يتركها تنام الليلة كما هي جذب خصرها إليه ليقيد حركتها هامسا و عينيه على الشوكولاتة خاصته 
_ انسي يا شوكلاته إنك تنامي عادي كدة... سيبك من البدلة و الفيلا أنا أساسا من المغربلين زيي زيك صايع مش فاروق المسيري إلا مراته تنام جانبه آنسة ده إحنا مش بنلعب يا شوكلاته...
وضعت كفها على صدره حائلا بينهما نظرات عينيه لا تبشر بالخير على الإطلاق يبدو و كأنه فقد عقله و يقولها بكل صراحة أنا و من بعدي الطوفان جزت على أسنانها قائلة 
_ إحنا في بنا إتفاق مش قولت حماية ليا من فوزي يبقى احترم نفسك السايحة دي و ابعد
عني يا ابن الناس أنا خاېفة عليك من رد فعلي ده على چثتي إنك تقرب مني...
شعرت بدقات قلبه تتعالى مع كل كلمة تخرج منها و التصميم واضح بعينه مثل الشمس بدأ الخۏف يدلف إلى قلبها رويدا رويدا مع جملته الحاسمة 
_ أنا عرضت عليكي الجواز أكتر من مرة قبل ما فوزي يعرفك أصلا و بعدين ده على چثتي إن الليلة دي تعدي على خير بقولك إيه أنا على آخري منك..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ شكلك فاكر إني عيلة في إعدادي عاملة شعري قطتين
لا صحصح ده أنا ممكن انشرك هنا مستحيل تاخد مني حاجة ڠصب يا فاروق...
غمز لها قائلا بعبث 
_ مين جاب سيرة الڠصب دلوقتي كله على مزاجك يا شوكلاته دي عينك هتطلع عليا من اليوم المكسرات اطلعي من دول يا بت...
اتسعت عينيها بذهول مردفة بدفاع عن نفسها 
_ انت بتقول إيه يا قليل الأدب يا ساڤل أنت! أنت عايز تدبسني في مصېبة يا جدع إيه البلاوي دي يا عالم...
شهقت بړعب مع سقوطها على الفراش بفعل جذب يده لساقيها ليختل توازنها و يسقط هو فوقها بكل رحابة صدر تعالى صدرها و صدره من فرط المشاعر الغير معترف بها...
لفحت أنفاسه بشرتها السمراء اللامعة بسخونة بدأ يلعب بشكل جيد على الوتر الحساس لديها برائحته و يده التي تمر على ملامح وجهها بحرية هامسا بنبرة مٹيرة بالقرب من أذنيها 
_ سيبي نفسك تحس بالحب و إنك ست حلوة أوي يا شوكولاته على إيد فاروق المسيري كله بالحلال يا روح قلبي غمضي عينيك و حسي بالمكسرات لما ټغرق في الشوكولاته...
من الأنثى التي تستطيع السيطرة على مشاعرها و جسدها بين أحضان فاروق المسيري!...
______شيماء سعيد______
الفصل الخامس عشر 
بداية_الرياح_نسمة 
حي_المغربلين 
الفراشة_شيماء_سعيد
على كورنيش النيل الهاديء كانت تقف فتون بجوار عابد و تحمل بين يديها كوب من حمص الشام اللذيذ مكان مخصص للعشاق به الكثير و الكثير من قصص الحب منها من استمرت و منها من إنتهت هنا بنفس المكان كما بدأت..
شعورها بالسعادة و الإستمتاع بقربه ينقصه الأمان ليس منه و لكن من نفسها تعلم أن علاقتها به على حافة الهاوية بلحظة واحدة ستكون رماد ېحترق أمامها...
أخذ القليل من كوبه مقربا لها بين يحثها على الطعام من يده فتحت فمها إليه تستقبل دلاله لها بمتعة العشق..
ابتلعت ما بفمها قائلة بتوتر 
_ بلاش تعمل كدة تاني الناس بتبص علينا...
أخذ القليل من كوبه ثم وضعه بداخل فمها عنوة و هو يردف بلا مبالاة 
_ مفيش حد له عندنا حاجة حبيبتي و بتاكل من أيدي سيبك من الناس و خلينا مع بعض أحسن...
اتسعت إبتسامتها على كلمة حبيبتي الرائعة من بين شفتيه الرجولية ثم عادت خطوة للخلف متصنعة الحدة قائلة 
_ لا طبعا احنا لازم نحترم وجود اللي حولينا و بعدين يا سيدي لما
نبقى نتجوز هاكل كل حاجة من ايدك زي ما أنت هتاكل كل حاجة برضو من أيدي...
اقتنع بحديثها فخور بها و باختياره لفتاة مثلها يشكر القدر الذي يجعله يحبها هي فقط لا غيرها ستكون خير الزوجة و الحبيبة و الأكثر من هذا و ذاك ستكون خير الأم.
ابتعد عنها هو الآخر خطوة للخلف ليجعل المسافة بينهما مسموح بها
أخذ المعلقة من موضع طعامها يأكل هو منها متذوق نعيم بالفعل يرسمه بخياله لطالما رآها
أو وصل إليه صوتها الناعم أغلق عينيه لدقيقة
مستمتعا ثم أردف
_ جنة..أنتي جنة نفسي أقرب منها تعرفي يا فريدة بحب شخصيتك و هدوءك بسيطة في كل حاجة مش زي أختك بحسها بتاعت مشاكل حتى جليلة مش شبهك أنتي فعلا إسم على مسمى فريدة من نوعك..
لماذا دائما يضغط على تلك النقطة لديها بكل بساطة! أهو أحب شخصيتها التي أخذت إسم شقيقتها للهروب منها! تصنعت الإبتسامة قائلة بهدوء تحاول تغيير الموضوع 
_ تعرف إني عرضت العمل بتاعي على دار نشر كبيرة و قبلته فعلا..
ظهرت معالم السعادة على وجهه مردفا بحماس 
_ بجد يا فريدة ده أحلى خبر في الدنيا أنتي تستحقي النجاح و يلا يا ستي مش خسارة فيكي أول نسخة هشتريها عشان يبقى معايا من ريحتك...
أومأت إليه قائلة هي الأخرى بحماس 
_ بجد يا عابد أنت مبسوط طيب اشتري خمسين نسخة و الا حاجة.. واحدة ايه بس بلاش بخل..
حدق بها لحظات مذهول من ردها ثم اڼفجر بالضحك دارت بعينيها بالمكان بخجل تحول إلى ڠضب من نظرات الفتيات إليه و إلى وسامته..
ضړبته على صدره حاول كتم ضحكاته إلا أنه لم يستطع السيطرة عليها واضعا يده على بطنه جزت على أسنانها بغيظ قائلة 
_ أسكت بقى بلاش فضايح أقفل بوقك و الا فرحان بنظرات البنات ليك يا محترم!
توقف عن الضحك لأول مرة يشعر بغيرتها الواضح عليها أبتسم إليها بهيام مردفا 
_ إيه ده أنتي غيرانة يا روح قلبي!
حمقاء و تستحق القټل ماذا فعلت بنفسها ها هي تقف أمامه بخجل شديد لا تعرف كيف تتصرف بعدما كشف غيرتها عليه حمحمت قائلة بتقطع 
_ ط طبعا مهو أنا معايا سيد الرجالة و لازم أغير عليه أكتر من روحي...
_ لا بقولك ايه عايزني أكون محترم لحد الجواز بلاش كلامك ده أنا لحم و ډم برضو أقولك يلا بينا نروح من هنا...
_______شيماء سعيد______
دلفت إلى مكتبها بالقناة اليوم أول يوم عمل لها لا تعلم ما دورها إلى الآن إلا أنها ترفض الذهاب إليه جلست على مكتبها الخاص وسط زملائها صامتة فقط تشاهد ما يحدث أمامها..
حياتها تنتهي أمامها و هي عاجزة عن توقف الزمن أو حتى العودة
به للخلف تشعر و كأن الجميع يعرف ما حدث معها نظراته تشكل لها حالة من الرهبة..
رغم أنهم صامتين إلا أن عينيها ترى العكس جسدها أصبح مثل لوح الثلج... فريدة أصبحت عاړية بشهر ديسمبر أنفاسها مسلوبة قلبها يطلب منها الرحيل و عقلها يأمرها بالاستمرار فهي دلفت إلى طريق مغلق بكامل إرادتها...
صوت السكرتير الخاص بفارس أتى إليها بإحترام قائلا 
_ آنسة فريدة فارس باشا طالب حضرتك في مكتبه...
لا لا لا الشخص الوحيد الذي لا تود رؤيته اليوم أو على الأقل الآن حالتها لا تسمح بمواجهة جديدة بعدما جعلها مجرد عا أخذ منها ما أراد و أعطى لها التعويض...
ابتلعت لعابها ثم أومأت له برأسها ذهبت خلفه إلى مكتب عدوها اللدود و بداخلها نيران تحثها على قټله و الٹأر لنفسها منه لعلها ترتاح قليلا..
دقت الباب عدة مرات حتى أذن لها بالدخول فتحت الباب و دلفت لتجده يجلس على الأريكة الموضوعة بجوار المكتب و بجواره ستار بذلته أكمام القميص مرفوعة إلى منتصف ذراعيه و مقدمة صدره بشعره الأسود ظاهر من القميص المفتوح
إلى المنتصف..
توترت من مظهره هذا و منعت قدميها من التقدم إلى الأمام خطوة واحدة ابتسم لها بحبور مشيرا إليها بالجلوس قائلا 
_ أقعدي يا فريدة..
حركت رأسها رافضة ليضع ساق على الآخر محركا كتفه بلا مبالاة مردفا بهدوء 
_ إنتي حرة النهاردة طبعا
أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة 
_ حابة أعرف أنا دوري إيه هنا طبيعة الشغل عشان مش فاهمة حاجة...
ابتسم بخبث قائلا 
_ برضو مش عايزة تقعدي!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة 
_ لا أنا مرتاحة كدة شكرا لحضرتك يا فندم..
أومأ إليها قائلا
_ طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول...
ساعة و نص مروا عليها و هي تكاد تصرخ من شدة الألم ساقيها و كرامتها تأبى الخضوع و الجلوس بين الحين و الآخر يخطف نظرة لها باستمتاع لأقصى درجة يكفي أنها أمامه عينيه تضمها قبل روحه الهائمة بقربها...
أغلق الملف ثم وضع القلم بجواره مردفا بجدية 
_ أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة..
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر 
_ يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي...
أصر عليها مع رؤية الرفض على معالم وجهها لتأخذ نفس عميق و تجلس على آخر الأريكة مردفة بوجه أحمر من شدة الڠضب 
_ يا ريت ندخل في الموضوع
 

تم نسخ الرابط