رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي
وهو يقول بأمل ... واصعب منها مېت مره ...الحمد لله الظروف خدمت فريده ...انا وعمر كنا موجودين والمستشفي قريبه وعمر وفر الډم في وقت قياسي ... صدقينى يا امى في الحالات الخطيره اللي بيقلل نسبة نجاحها بطىء الاجراءات ... والحمد لله فريده دخلت العمليات بعد ساعه تقريبا من طعنها...وهى في العمليات دلوقتى وفريده قويه وحامل ...هتناضل عشان خاطرنا ...عشان جنينها ..عشان عارفه ان عمر بيحبها وروحه فيها ولو استسلمت كلنا هنروح معاها ... اصمدى انتى كمان واتفائلي بالخير ...
ۏفاة والده كانت اول ازمه حقيقيه يمرون بها ثم مرض احمد والان طعن فريده ...السنوات الاخيره حملت الكثير من الالم والكثير من الامل ...لابد وان ينتهى الالم يوما ما وتمنى ان ينتهى اليوم ...ما يحدث هو تدابير الهيه لما فعلته نور امر ستسامحها عليه قبل ان تستيقظ يوما ما ولا تجدها ...الحياه اثمن من ان نضيع أي ثانيه منها في البعاد وندا التى كانت تتحامل علي فريده بكت من قلبها وتمنت لو يعود الزمن للوراء لتعطيها فرصه اخري ...كانت تعلم جيدا ان ۏفاة فريده ستعنى ۏفاة عمر فهما متحدين في الارواح ...الصمت كان السائد في الصاله الصغيره التى تجمعوا فيها في انتظار خروج فريده ...لم يقوى احدهم علي الكلام حتى الدعاء كانت القلوب هى التى تتحرك به وليست الشفاة...راقبوا جميعا عمر وهو يضع رأسه علي ركبتيه وهو يجلس ارضا في ركن قصى ...كانوا يعلمون انه يبكى وانه ېموت تدريجيا معها ولم يجرؤ احدهم علي مواساته ..
فتح الباب المؤدى الي غرفة العمليات ببطء وتوجهت انظارهم جميعا للممر المؤدى الي الداخل ...تمنوا لو تخرج منه فريده تركض في اتجاهم لتخبرهم بنفسها انها بخير لكن للاسف التى غادرت من الباب لم تكن فريده بل ممرضه ترتدى زى العمليات الاخضر المميز ...بذكائها الفطري علمت ان احدهم لن يجرؤ علي سؤالها عن مريضه بين يدى الرحمن وان أي ثانيه تمثل لهم حياه او مۏت فلم تنتظر ان يسألوها عنها بل قالت فورا ... المريضه خرجت من العمليات ...وحالتها مازالت حرجه ...هى حاليا في الافاقه ولما تستقر
شويه هتتنقل علي العنايه ...والخبر الكويس انها
ذكيه تلك الممرضه ...سكنت جراحهم ولم تطمئنهم بالكامل ...فتحت باب الامل لكنها لم تدخلهم منه وتعمدت ذكر الحمل لالهائهم ...لكنهم لن يهدأ بالهم ويطمئنوا حتى يروها بأنفسهم وتتحدث اليهم ...
عمر كان مازال يجلس علي الارض ونهض فورا يترجاها ان تسمح له برؤيتها حتى من بعيد ..الممرضه اجابته بإشفاق وتفهم ... ممنوع صدقنى هى لسه داخل حرم العمليات...اول ما تتنقل العنايه هنسمح ليكم برؤيتها واحد واحد من بعيد ...
هو لن يتحمل الانتظار اكثر من ذلك ...وخصوصا وهو يعلم انها تحتاج اليه.. ليتهم يسمحون له برؤيتها ..هو ايضا يحتاج اليها بنفس مقدار احتياجها اليه ..اصوات بكاء تصاعدت مجددا اصابته بالكآبه فالټفت پحده ليستكشف ...فوجىء بعدد من رجال الشرطه يتحدثون مع عائلته الباكيه .. هو يعلم جيدا انهم لا يحتملون اعادة ما حدث ولكنهم يجب عليهم ذلك من اجل ان تجحم تلك اللعينه في الچحيم الابدى... منذ الحاډث لم يفكر الا في السبب الذى جعلها تحمل كل هذا الغل والكره لفريده التى لم تعاملها يوما الا بكل حب ..انتظر حتى اخبرت خالته وجدته الشرطه عن الجزء الذى لم يحضره وتولي هو اخبارهم بالباقي...بالتأكيد اعادة صياغة ما حدث في كلمات تقولها خالته ستؤلمها بنفس مقدار المها وقت ...لذلك تحمل هو الالم وجنبها هى ذلك..
ولما عملنا له زياره بعد اذن النيابه طبعا بلغنا انها مريضته وبتتعالج عنده من زمان ...طبعا رفض يعطينا أي تفاصيل لكن لما سألناه عن تشخيصه لحالة المتهمه قال انه كان بيعالجها من سنوات طويله علي انها شخصيه معاديه للمجتمع anti social personality وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عڼيف ...وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عڼيفه او تحاول القټل لان