روايه كامله بقلم شيماء النعمانى
الحلقة الاولى
نحن الان فى احدى قرى محافظة قنا اجتمع مجموعة من الشباب يلعبون لعبة الكوتشينة ولكن ليس فقط وانما على المال ايضا بدا الضجر من احدهم وهو ينهر الاخر
اما انك حرامى صحيح
الاخر
مين اللى حرامى .....انت اتجنيت ولا ايه يا مسعود
مسعود
لاياسليمان انا مش مچنون انت اللى حرامى
احتد بينهم الخلاف وحاولوا الجميع ابعادهم عن بعضهم ولكن مسعود كان غاضبا بشدة فتناول عصا كانت ملقاة على الارض ليهبط بها على راس سليمان ليلقى حتفه فى حينها
التف الجميع حوله وصړخ احدهم ابن سليم جتل ابن عوف يا رجالة
ارتفعت اصوات عويل النساء وصراخهم على المفقود وتوعد من عائلة عوف پقتل سليمان اخذا بالثار وترقب له احد رجال عائلة عوف وقتل بعدها بايام قليلة ليخيم الحزن والبكاء على هذه القرية الصغيرة ولكن كبار االبلدة لم يرضيهم ان يشتد الثار بين اكبر عائلتين فى هذه البلدة بعدما تخلصوا منه قريبا وعادت العلاقات بينهم منذ اعوام اجتمع كبار القرية فى مجلس عرب كما يقال ويتوسطهم الشيخ سلامة هذا الرجل الحكيم الذى يتجه اليه الجميع اخذا برايه فى كل امورهم وجه حديثه الى عائلة سليم الى كبيرهم الحاج علوان
وانتوا اخدتوا تاركم وجتلتم سليمان باب الډم اتفتح من جديد بعد ما جفلناه من سنين يرضيكم ايه ونقفل باب التار اللى لو اتفتح مش هيتسد ويروح فيها شباب كتير ملهمش ذنب كفاية عيلة الهوارى اللى لحد دلوجت رافضة الصلح مع عيلة سليم هنزود الډم بينا ليه يارجالة ايه رايكم كل واحد فيكم يجدم الفدية اللى ترضى التانى
الحاج محمد
احنا مش محتاجين فلوس ياشيخ سلامة وانت عارف احنا مين وامالكنا جد ايه
الحاج علوان بندية
سلامة
يعنى ايه ....ايه الحل اللى يرضيكم يا رجالة دلوجت
قال احد الرجال من عائلة سليم
ابن عوف يتجتل كيف مسعود ما اتجتل ياشيخ سلامة
قال رجل اخر من عائلة عوف
انتوا اللى بداتوا يا ولاد سليم مش احنا يبجى ابنكم الدور عليه
صړخ فيهم الشيخ سلامة
اسكت ساكت منك له مفيش كبار ليهم احترام وسطيكم ولا ايه
صمت الجميع وظل مترددا ان يقترح عليهم الاقتراح الاخر ولكنه كان يرى انه الانسب لهم جميعا
سلامة
جولى يا حاج علوان اولادك كلتهم مجوزين مش اجده
ايوه يا حاج الحمد لله ....ليه
سلامة
مين عنديكم من غير جواز
علوان
اللى عليه الدور سيف ولد اخوى حسين بس انت عارف دول جاعدين فى مصر بجالهم سنين طوال
سلامة للحاج محمد
وانت يا حاج محمد مش بناتك متجوزين كلتهم صوح
محمد
اه الحمد لله
سلامة
مين عنديكم من غير جواز
محمد
اللى عندنا من غير جواز فرح بنت اخوى كمال هى الصغيرة واللى فاضلة
سلامة مبتسما
يبجى اتحلت ابن سليم يتجوز بنت عوف
محمد
كيف يعنى يا حاج انا بنت اخوى زينة البنات كيف تتجوز اجده من ابن سليم
علوان بكبرياء
وانت متعرفش ولد اخويا الباشمهندس سيف اللى كل بنات مصر بيجروا وراه ولا ايه
وانا بنت اخوى مهندسة جد الدنيا الف من يتمنى تراب رجليها
سلامة
يا رجالة كده مينفعش الجواز هيحل الخلاف بينتكم وكفاية يا حاج علوان عيلة الهوارى اللى لسه مصممين على التار منيكم ورافضين اى صلح يبجى نلم الموضوع نجوز الواد للبت وربنا يكفينا شړ القتال هتروح ارواح كتير من الطرفين احنا فى غنى عن كده ولا ايه يا رجالة
علوان
انا موافج يا حاج بكره اسافر لاخويا ونتمم الجواز
محمد
وانا كمان هسافر بكره لكمال اخوى ونتفج على كل حاجة
سلامة
يبجى على بركة الله خلال اسبوعين تتم الجوازة بدل ما حد تانى يجع ساعتها ربنا وحده خابر الله اللى هيجرى
اشرق الصباح على هذا الشاب الذى قام مبكرا كعادته ينظر الى قرص الشمس الذى تجلى لينير الكون وهو يبتسم بعدما تذكر حلمه بالامس مع فتاة احلامه التى دائما ما تزوره فى منامه بوجهها الجميل وشعرها الاسود البراق وعيناها التى اخذتا من انهار العسل لونه الجميل ومن الزهور رحيقها العطر ينتظرها دائما عسى ان يجدها دائما ما تتهافت عليه الفتيات للقرب منه ولكنه دائما ما يرى انها فقط من تستحق القرب منه ومن تستحق ان يحجم حبه فى قلبه حتى تاتى اليه وهو يرى انه بذلك يحفظها قبل ان تاتيه يوما ما وبداخله امل كبير انه قريب جدا
انه سيف حسين سليم هو الابن الاكبر لحسين سليم هو شاب تعدى الخامسة والثلاثين من عمره طويل عريض المنكبين ببشرته القمحية بلون المصريين ولكن يمتلك عيون خضراء وشعر كستنائى يجعله محط اعجاب الفتيات
يمتلك شركة للمقاولات مع اثنين من اعز اصدقاءه واخيه الاصغر ياسين منذ اكثر من ثلاث اعوام واستطاعوا ان يحفروا لانفسهم اسما فى سوق البناء والتعمير بجهدهم وعملهم
اتجه الى حمام غرفته توضا ليصلى وماان انهى فرضه ارتدى ملابسه وهو
يحمل حقيبته ويخرج من غرفته ليجد والده حسين ووالدته امل وعمته زهيرة وابنتها مريم وبجوارهم اخته الصغرى ارؤى وبجوارها ياسين اخاه
سيف
ياصباح الخيرات
الجميع
صباح النور
امل
يلا يا حبيبى تعالى افطر قبل ما تنزل
سيف
مليش نفس يا ماما يدوب الحق ......يا باشمهندس مش وراك شغل ولا ايه خف شوية عشان تعرف تتحرك
ياسين وهو يلوك الطعام فى فمه
اصطبح وقول يا صبح يا سيف
يضربه والده بخفة على راسه
كلم اخوك الكبير عدل احسنلك
ياسين
اه ماانا عارف ماانا المفترى اللى فى البيت ده وهو الطيب مش كده
اشار اليه سيف بلسانه
اهو كده بقى
اعطت امل لسيف قطعة من الخبز فى فمه
حبيبى مينفعش تنزل من غير ما تفطر
ياسين
اديله الرضعة بالمرة يا امولتى
سيف
بقولك ايه يا خفيف الډم ما تخلص بقى هسيبك وامشى وابقى لف على تاكسى
ياسين
حبيبى يا سيف ده انت كبير العيلة
ارؤى
يا لهوى على النفاق كل ده عشان توصيلة
ياسين
خليكى فى حالك انتى
ارتفع صوت الباب ياسين
اه اكيد ده زومى زى كل يوم المدام نايمة مرضتش تفطره
امل
ياسين بس بقى حازم بيزعل من كلامك ده
ياسين
يعنى هو انا تجوز عشان اروح افطر عند امى والله عيبة فى حقى يا رجالة
زهيرة
عندك حج يا ولدى المفروض تجوم تشوف طلبات جوزها
ياسين
حبيبتى يا زوزو انتى اللى فهمانى
دخل اليهم حازم الشقيق الاوسط والذى يعمل طبيبا فى مشفى حكومى صباحا وليلا فى عيادته الخاصة التى تعلو شقة والده
حازم
صباح الخير على الحلوين
الجميع صباح النور
امل
اقعد افطر يا حبيبى
حازم
اه والله جعان اوى
زهيرة
وينها مرتك متجومش ليه تجهزلك فطارك يا ولدى
حازم
معلش بقى يا عمتو اصلها نايمة متاخر امبارح عروسة بقى
زهيرة
عروسة ايه ده انتوا بجالكم اكتر من اربع شهور متجوزين مش عارفة طلبات بيتها وجوزها ولا ايه
اشارت اليها امل
خلاص بقى ياام صالح حازم بيفطر عشان رايح المستشفى .....افطر يا حبيبى عشان متتاخرش
ياسين
انا كده تمام .....يلا يا سيف .....هو فين سيف
ضحكت ارؤى بشدة
اداك زومبة وخلع
ياسين
بقى كده ماشى وراه وراه ....سلام يا حلوين
جرى سريعا ليلحق بسيف وجده يقف امام سيارته ينتظره
ياسين
حبيبى يا اخويا لتكون واقف مستنى الموزة بتاعتك
نظر اليه من اعلى الى اسفل
مش شايف موزة يعنى ...شايف نسناس
ياسين
انا ده انا عسل شهد .......يلا يلا اركب
بلاش لكعالة هنتاخر
سيف
ده على اساس ان انا اللى ماخرك مش كده
جلس سيف خلف عجلة القيادة وانطلقا الى شركته الصغيرة صعدا درجات السلم بخفة وخلفه ياسين يصعد ببط وضعف
حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا سيف يااخويا يا ابن امى وابويا فى اختراع اسمه اسناسير ياابنى
ضحك سيف بقوة
قلتلك خف فى الاكل عشان تبقى خفيف كده انتى اللى قاعد تحش وتاكل
ياسين
احش يا شيخ روح ده اسلوب مهندس محترم
سيف
بقولك ايه بلاش ۏجع دماغ على مكتبك يلا ورانا شغل كتير
دخل سيف مكتبه خلفه سكرتيرته علياء المتيمة به ولكنه لايرى فيها شئ مختلف عن اى فتاة او امراة راها فيتعامل معها باسلوب جاد فى حدود عمله فقط
علياء
تحب اعمل لحضرتك القهوة دلوقتى
خلع سيف سترته ووضعها خلف كرسيه
اه ياريت يا علياء وشوفى كده يوسف وباسم وصلوا ولا لسه
فتح الباب ليدخل منه صديقه يوسف
انا هنا من بدرى ياباشا
سيف
طيب روحى انتى هاتى القهوة
علياء بدلال
تحت امر حضرتك
نظر لها يوسف وهى تغادر
البت ھتموت نفسها عليك وانت فى الطناش
سيف
بت مين
يوسف
عليا انا علياء طبعا
سيف
والله انت فاضى يا جو.....اومال فين الاستاذ باسم متاخر زى كل يوم
يوسف
ده العادى بتاعه .....تلاقيه كان سهران مع واحدة ولا حاجة
وضع سيف قلمه بحدة
انا مش عارف هيفضل كده لحد امتى يتقى ربنا ده عنده اخوات بنات يرضى حد يعمل فيهم كده
يوسف
والله يا سيف انا تعبت معاه وانت نفسك كلمته كتير بس يظهر كلامنا معاه زى قلته
سيف
طيب انا كمان شوية ونازل ورايا شغل ولما حضرته يشرف خليه يسافر اسكندرية عشان الشغل اللى متعطل هناك ده
انا جيت
نظروا الى الباب ليجدوا باسم يدخل عليهم
ازيكم يا رجالة
سيف
ما لسه بدرى يا سى باسم
القى بجسده على الكرسى بتعب
اعمل ايه بس يا سيف يا اخويا البت مكنتش راضية تسبنى
يوسف
تصدق انك ژبالة ما تتلم بقى افرض واحدة قالتك اتجوزنى هتعمل ايه ساعتها
ضحك باسم بشدة
يا حبيبى انا بختارهم على الفرازة ويا سلام لو متجوزة اموت انا لا تقولى جواز ولا نيلة
سيف پغضب
باسم بطل القرف ده يا شيخ اتقى ربنا انا مش عارف هتفضل كده لحد امتى ترضى تتجوز واحدة غيرك يبصلها ولا يعكاسها ولا اخواتك البنات ترضلهم كده
باسم
اه نفس المحاضرة بتاعت كل يوم
سيف
لا محاضرة ولا غيره انت خلاص الكلام ملوش فايدة معاك بس لو سمحت مش عايز حد يدخل الشركة احنا ما صدقنا الشركة تقف على رجليها مش عايزين حاجة تاثر على سمعتها
باسم
يعنىى انا اللى هبوظ سمعتها يا سيف
سيف
بعمايلك دى يا باسم اكيد عايز تمشى تتسرمح يبقى بره مدخلش عليك الاقى واحدة فى مكتبك افرض حد من العملاء شاف المنظر ده يقول ايه
باسم
طيب تصدق البت كانت ھتموت عليك لما شافت عينيك الخضراء وشعرك ده كانت عايزة تتعرف عليك
سيف بنفاذ صبر
اقول ايه يقولى
ايه .....امشى يا باسم على مكتبك بدل ما ارتكب فيك جناية
نعود مرة اخرى للبيت تجرى ارؤى بسرعة على والدها الذى يتصفح الجريدة
بابا انا هخرج النهاردة انا ويحيى ممكن
حسين
تخرجوا تروحوا فين انتوا يدوب مخطوبين ومفيش كتب كتاب يعنى مينفعش
ارؤى
معلش يا بابا يا حبيبى اصلنا هنروح مكتب الديكور اللى هيعملنا الشقة
حسين
ولازمته ايه افرشيها انتى وخلاص ليه مكتب ديكور والكلام ده مش لازم يعنى
ارؤى
يابابا ما احنا اتكلمنا قبل كده فى الموضوع ده ......عشان خاطرى يابابا
حسين
خدى حد معاكى .....خدى مريم
ارؤى
مريم فى الكلية وماما رايحة تزور خالتو سناء.....ثم يعنى مش هنتاخر ساعتين زمن نروح نتفق ونرجع على طول
تخرج امل من مطبخها وهى تجفف يدها
مالكم فى ايه
حسين
بنتك اللى عايزة تخرج مع خطيبها تروح المكتب بتاع الديكور