قصه بقلم شامه الشعراوى
المحتويات
هى شعرت بخفقان قلبها فور رؤيته التى تسعدها لا تعلم لما هذا الارتباك الذى أصابها فجأة لكنها تشعر بشعور رائع يمتلكها كلما مر طيفه من أمامها تشعر وكأن الفراشات أتت لترفرف فوقها بسعادة فأبتسم ثغرها برقة عندما تذكرت أول لقاء بينهما لتتسأل بداخلها هل ما تشعر به حب أم مجرد إعجاب ..تلاشت أبتسامتها و قطبت جبينها بأستعجاب لرؤية عيناه تشع بالاحمرار دليلا على أنفعاله وغضبه فقالت بصوت رقيق عمران أنت رايح فين أنا عملتلك القهوة.
أردف عمران بحزن أنا كويس يافيروزة.
فيروزة شكلك مش مطمنى وبعدين أنت لحقت تخلص شغل مع بابا.
نظرت إلى فنجان القهوة ثم إليه فقالت بحزن يعنى هتمشى وتسبني طب القهوة اللى عملتها علشانك.
أقترب منها أكثر ونظر إلى فيروزتها المطفيه ولكنها مازالت جميلة كما هى ليلمح تلك الدمعة اللامعة بداخلها فقال بحنان
أوعدك أننا هنقعد قريب مع بعض وكتير أوى ونشرب قهوة من أيدك الحلوة دى وسعتها مش هسيبك .. صمت لوهلة ثم أضاف قائلا بهدوء فيروزة هو جوزك بيعملك حلو يعني قصدى بيحبك وأنتى بتحبيه .
حدقت به بدهشة من سؤاله الصريح فقالت بتوتر
اه ..لكن ليه بتسأل السؤال ده.
أؤمات رأسها إليه بهدوء ليتركها بمفردها تنظر لأثره بحزن..سارت بخطوات مثقلة إلى غرفة المكتب فطرقت الباب عدة طرقات فأذن لها والدها بالدخول..
أقتربت منه فرأته يهم على الخروج تقدمت منه بضع خطوات وهى عازمة على أن تخبره بأمر ذاك المدعو رائف زوجها فقالت بتوتر
بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شوية.
كان يقلب بين تلك الدفاتر التى بين يديه فقال متسرعا معلش ياروزا أنا مشغول دلوقتى نبقى نتكلم بعدين.
وضع الأوراق على المكتب واقترب منها ثم قبل رأسها وقال بأبتسامة حبيبة بابا موضوعك يتأجل لبعدين علشان أنا حرفيا مش فاضي وأول لما أفضى نبقى نتكلم مع بعض زى ما أنتى عاوزه.
نظرت إليه بعيون يأسه فقالت بحزن أرجوك أسمعني لازم تعرف ايه اللى بيحصل معايا.
أبتعد عنها عامر وهو يفتح باب المكتب فقال
وبعدين معاكى بقا ياروزا أنا قولتلك مشغول مش بتفهمي كلامي ليه وبعدين أختك محتاجانى دلوقتى ضرورى هروح ليها علشان أشوفها عايزة ايه وبعدين نبقى نشوف حكايتك.
فيروزة بس يابابا ...لم يدعها تكمل حديثها ليقول بحزم فيروزة خلاص خلصنا مش ناقص عطله هى..ثم خرج من الغرفة ليتجه إلى غرفة أبنته الصغيرة لارين..أدمعت عينياها بحزن لما هى عليه ولرفض والدها بأن يسمعها ولج إليها ذاك السمج بعد ما أستمع إلى حديثها وهو يبتسم لها ويرمقها بنظرات لا تبشر على خير بينما هى شعرت بأختناق رئتيها عندما وجدته ينظر إليها هكذا .
زى الشاطرة كدا قوليلى الحلوة كانت ناوية تقول ايه لأبوها.
ابتلعت ريقها پخوف فقالت بتوتر أبدا مكنتش هقول حاجة يارائف وبعدين أنا كنت بتكلم مع بابا عادى أصله وحشنى الكلام معاه مش أكتر.
تحدث رائف پحده ياسلام والمفروض بقا أصدق الكلام ده صح.
أبتعدت عنه پخوف وأتجهت إلى باب الغرفة وقالت
صدقني والله ما قولت حاجة.
رائف ماشى يافيروزة أتفضلى يلا قدامى خلينا نروح ونبقى نشوف الموضوع ده فى البيت ياهانم..يلااااا.
فزعت من مكانها لتفر هاربة من أمامه.
بعد مرور ساعتين فى شقة رائف..
كانت تجلس فيروزة على طرف الفراش وهى تهز قدميها پخوف فسمعته يقول پغضب عارفة يافيروزة المرادي مش هضربك زى كل مرة لا أنا هعمل حاجة أوحش تخليكي بقية عمرك تفكري مية مرة قبل ماتنطقي بحرف واحد عني.
تحدثت بخفوت يكاد يسمع فقالت خائڤة هتعمل ايه يارائف حرام عليك بقا يااخى أنت ايه معندكش ډم ما بتحسش.
أردف رائف ببرود ايه ده هو أنتى مكنتيش تعرفى أني بارد ومعنديش ډم .
فيروزة بدموع أنت ليه بتعمل معايا كدا أنا عمري مااذيت حد ولا أذيتك ليه بټنتقم مني ليه .
رائف بجمود ليا تار قديم عند أبوكى ولازم أخده منه.
نظرت إليه بعيون مجهدة فقالت تار ايه اللى بتتكلم
عنه .
الټفت ينظر إلى عينيها پألم مرير قائلا پغضب
عايزة تعرفى تار ايه أبوكى ياهانم قتل أخويا وهو فى عز شبابه وحرمه أنه يعيش حياته ويتجوز حبيبته بسبب أبوكى أخويا ماټ وأتحرمت منه وأنا عمري ما هسيب حقه مهما حصل واڼتقامي منه هيكون فيكي أنتي يامراتي الغالية أوعدك لخلى أبوكى يعيش أيام سودة وېموت بحسرته عليكى .
فيروزة وأنا ايه ذنبي بده كله .
رائف پغضب ذنبك أنك بنته يافيروزة بنته عرفتى ايه ذنبك.
أبتسمت بۏجع والتمعت عينيها بالدموع مرة أخرى فقالت بنته ومين قالك أنى بنته أنا مجرد أبنه بالتبنى أنت ماخدتش بالك أن هو أصلا رامى طوبتى ومش فارقة معاه يعنى مهما تعمل فيا وتأذيني مش هيتهز شعره واحدة منه متهيألي لو مت محدش هيزعل ولا هيفرق معاه مۏتي يارائف فياريت تبعد عني وكفاية أوى لحد كدا.
رائف بهدوء ومين قال أنك مش بنته على العموم كلامك ده مايفرقش معايا بأى حاجة.
وقف أمام المرآه لينثر عطره وعدل خصلات شعره ثم أستدار لها قائلا أنا خارج ولو فكرتي تعملي حاجة كدا ولا كدا يبقى متلوميش إلا نفسك.
أول ماخرج من الغرفة بصقت عليه بضيق ثم وضعت يديها على معدتها التى تؤلمها وتشعرها بالغثيان فهى لم تتحمل رائحة عطره التى تكرهها بشدة لم تستطيع التحمل أكثر من ذلك لتركض إلى الحمام وهى على وشك الغثيان بعد ثوان غسلت وجهها بالماء البارد وهى تشعر بالارهاق والتعب حدقت بالمرآه وهى تنظر إلى أنعكاس صورتها لتجد نفسها أصحبت أقل وژنا عن ذى قبل وعينيها اللامعة أصحبت مطفيه ووجهها شاحب يميل إلى اللون الأصفر صعقټ من هيئتها المخزية...خرجت من المرحاض وهى تفكر فى شيئ ما أقتربت من حقيبتها الصغيرة لتخرج منها أختبار حمل فقد أستغلت وجودها عند أهلها واشترته من الصيدلية فهى لاحظت تعبها كثيرا فى تلك الفترة وشكت بوجود حمل بسبب الأعراض التى تشعر بها لكنها خائڤة أن يكون هناك حملا ثم أتجهت إلى المرحاض مرة أخرى بعد مرور بضع دقائق كانت جالسة على أرضية المرحاض تمسك بيديه ذاك الاختبار الذى أكد لها حملها.
أخذت تبكي بشدة حتى ألمتها حنجرتها ومازالت عينيها تنهمر بالدموع الهسيتيرية وكأنها قدر يغلى بداخلها.
كان يجلس وحيدا حزينا فى حديقة القصر يفكر فى تلك التى سلبت عقله وكيانه يشعر بالحزن يفتك بقلبه لعلمه بأنها زوجه لغيره أستغفر ربه فى سره على تفكيره بها وهى لا تحل له رفع رأسه ليجد أخته الصغيرة تقترب منه أبتسم بخفه على هيئتها التى تبدو طفولية قليلا فكانت تجمع شعرها البني على هيئة قطتين .
تحدثت روفيدة بأبتسامة وهى تجلس بجواره قائلة أبيه عمران قاعد لوحدك كدا ليه.
أجابها الأخر قائلا عادى يافوفه وبعدين أنتى ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى مش عندك جامعة بكرا.
نظرت إليه بملل فقالت مش جايلي نوم ياأبيه .
عمران عارف أن دى أول سنه ليكي وهتكون صعبية شوية بس أنتى قدها وقدود.
روفيدة ولا صعبة ولا حاجة وبعدين أنا صحبت بناااات كتيييير أوى ومنهم بنتين حلوين ومحترمين أرتحت ليهم أكتر ودا غير أن هما عزموني على فرح أخواتهم وأنا حابه أروح.
عمران خلى بالك ياروفيدة مش أى حد تصحبيه وبعدين فرح ايه اللى هتروحيه وأنتى أصلا لسه متعرفيش طبع البنات دى ايه ولا أهلهم مين عشان تديهم الأمان بالشكل ده.
رددت عليه بحماس متقلقش ياحبيبي أنا بردو مش بصاحب أى حد والبنتين دول واحدة أبوها لواء والتانية بنت عمها.
نظر إليها عمران ثم قال متسائلا ممكن حضرتك تقوليلى أسمائهم ايه عشان أسأل عليهم وأعرف ولاد مين و اطمن عليكي وأبقى عارف مين البنات اللى مصاحبهم .
روفيدة لارين وسهر.
عمران على أساس أنا كدا عرفتهم ماتقولى يابنتي اسمهم كامل .
روفيدة لارين عامر الجارحى وسهر أحمد الجارحى هما دول اللى بقوا أقرب أتنين ليا فى الجامعة عشان بحسهم شبهنا.
أبتسم بخفة قائلا زين ما أخترتى من الصحبة أنا عارف اللواء عامر كويس وهو بيكون مديري فى الشغل.
رفيدة بسعادة بجد ياابية يعنى كدا هقدر أروح الفرح صح.
عمران صح ودا لأن ياأستاذة روفيدة أنا كمان معزوم.
مدت يديها بحماس قائلة طب شخشخ أيدك بقا على مبلغ محترم علشان أجيب فستان حلو وشيك يلايق بروفيدة المنشاوي.
رفع حاجبه الأيسر ثم قال شخشخ ألفاظك يافوفه وبعدين يابت أنتي مش لسه من يومين واخدة منى الفين جنية علشان تجيبي فستان لعيد ميلاد صحبتك هو أنتى كل ما تلاقى مناسبة تستغليني بالشكل ده.
نظرت إليه روفيدة بحزن مصطنع ومتقن
امال أطلب من مين أنا وبابا مېت وماليش حد غيرك أطلب منه ولو ياأبيه أنا و مصاريفي تقال عليك مش هطلب منك تانى وهنزل أشتغل.
ضربها بخفه على رأسها وقال بنبرة
حزينة بقا أنتى تقيلة عليا ياريت حمل الدنيا بتقلك ياروفيدة وبعدين أنتى بنتي اللى مربيها مش أختى و متنسيش أنك أول مااتولدى وأنا اللى شيلتك بين أيديا وسميتك ومن وقتها بقيتي مسؤلة مني وأى حاجة نفسك فيها ياحبيبتي أجبهالك بدون تردد أنا معنديش أغلى منكم أنتى وهدى وماما وأبنى سفيان...وأنا هنا مكان بابا الله يرحمه ومن بكرا يكون عندك أحلى فستان ولو محتاجة أى حاجة تانية أنا تحت أمرك بس متقوليش الكلام ده تانى بلاش تزعليني منك.
ضمته روفيدة بحب أخوي قائلة أنت أحسن أخ فى الدنيا ياعمران بجد أنا فعلا بعتبرك أبويا ويوم ماعيني أتفتحت تشوف الدنيا كنت أنت أول واحد شوفته فى حياتي كنت دايما ليا الأب والأخ والسند .
رفعت رأسها ورمقته بتسأل وأنت مش هتنام.
عمران هقوم أنام أنا كمان عشان عندى شغل بكرا.
روفيدة طب يلا خلينا نطلع سوا.
عمران يلا يافوفه هانم.
الفصل الثانى عشر
فى مكان أخر
نشعر أحيانا برغبة في الكلام لكننا نخاف نخاف من ردة الفعل نخاف أن نسمع كلمات باردة تضاعف أوجاعنا نخاف أن يخبروننا بتهون نخاف من بحة أصواتنا ورجفة أيدينا ونخاف من وصول الدمعة عند أطراف أعيننا نخاف أن يساء فهمنا أو أن نفهم بطريقة بشعة أو يعجزون عن فهمنا حتى.. نود أن نتكلم لكن الخۏف يسيطر علينا وبشدة لذلك نصمت ونصمت طويلا..
دخلت هدى إلى غرفتها بعد أن أطمئنت على أطفالها فهى فتاة فى الثامن والعشرون من عمرها والأخت الثانية لعمران المنشاوي فهى متوسطة الطول بجسد متناسق وذات شعر أسود
متابعة القراءة