ساكن الضريح ميادة مأمون
المحتويات
منهمرة على وجنتيها
عشان كنت حمارة و فاهمة انك بتحبني بس للأسف طلعت مش بس مش عايزني دانت پتكرهني كمان
في حد بيكره مراته بيعقابها العقاپ ده يا متخلفة انت
سئل مالك هذا السؤال بعين كالجمر و صوت جاهور.
جلست على الاريكة تبكي بحرارة وتصرخ له.
و مافيش واحد بيحب مراته يقوم يجيب لأمها عريس يا دكتور.
كلمه واحده هاقولهلاك جوازنا دلوقتي متوقف على موافقتك بجواز امك لو انت وافقتي مش هاطلقك
لكن لو رفضتي اعرفي انك كده نهيتي كل حاجه بينا يا شذى.
رفعت رأسها له بعين جاحظه
انت بتحط دي قصاد دي يا مالك.
اومئ لها برأسه معاندا لها
اه مش انا مش را.. في نظرك قابلي بقى اللى جاى يا شذى ويكون في علمك احنا هانرجع الحسين على اخر الاسبوع وهاتعتزري لأمي ولأمك على كل اللي عملتيه ده
ثم تركها تجلس كما هي تفكر فيما القاه في جعبتها.
اليوم عادت اليهم بعد أن أعطته رأيها بالموافقة
لكن مازالت متحفزه على خصامها له ولم تتحدث مع أي منهم أيضا عبر الهاتف.
دلف بها إليهم و هم جالسون ليجذب من علي عينيها نقابها و يهتف.
رمقته بنظرة غاضبة ثم التفتت إليهم واحنت رأسها ولم تتفوه بأي كلمه.
زفر مالك معنفا لها بنظرة عينه
يلا يا شذى انت وافقتي على اتفاقنا و عشان كده جبتك لهنا تاني.
عيناها امتلئت بالدموع وتسمرت مكانها و اردفت له بهمس
انا ماغلطش فيهم ليه عايزني اعتذر عن حاجة معملتهاش.
كبريائها يمنعها عن الاعتذار و مع ذلك هو يريد أن تتخلى عن عنادها.
ظلت متماسكة لم تنظر اليه لتجد يد من انجبتها تنتشلها من هذا المأزق و تغمرها بحنانها تجذبها إليها متكئه على كتفها قبل أن تسقط.
ماجدة محتضناها و رافعه نقابها
وحشتي ماما اوي يا قلب ماما كده برضو يا شذى هونت عليكي تسيبيني وانا في الوضع ده و تمشي.
شذي بدموع
ربتت ماجده على كتفها وهمت لتحثها على الجلوس
اسيبك واروح فين بس وانا متجبسه كده تعالي اقعدي جانبي هنا.
جلست مقابل خالتها التي كان وجهها جامد وكأنها تقول لها انت غير مرحب بكى.
التفتت شذى الي زوجها الغاضب أيضا و تحدثت
مش قولت هنطلع نجيب الشنط ونروح البيت التاني.
انا قولت بس انت ماعملتيش.
رفعت عيناها لتقابل عين خالتها لتعاود النظر الى والدتها تحاول أن تغير الحوار.
عاملة ايه دلوقتي يا ماما لسة رجلك بټوجعك.
تفهمت عليها والدتها التي ربتها على عزة النفس و عدم التخلي عن كبريائها..
يعني شوية ابتديت اخد على الجبس بس بقى اللى تعبانة معايا بجد هي اختي حبيبتي خالتك تقريبا مابتسبنيش يا شذى.
ابتسمت لها شقيقتها وهتفت توبخها على ما تقوله
بس يا هبله هو احنا في بينا شكر برضو.
انتهزت شذى هذه الفرصة وتدخلت في الحديث
ربنا يخليكم لبعض خالتو مجيدة دي امنا كلنا اصلا.
لم تردف بكلمة فقط اصتنعت لها ابتسامة صفراء و اومئت برأسها.
تنهدت شذى لتصبر نفسها و وقفت بتجاهها بقلة حيلة
طيب انت تكسبي ثم همست بصوت خفيض حتى لا تسمعها انا اسفه يا خالتو.
لكنها إنتبهت لما تقول لتصيح فيها
اسفه! هو انت دوستي على رجلي من غير ما تقصدي يا بنت اختي قال اسفة قال.
تدخل مالك جالسا بجوارها بعد أن تنفس الصعداء حين قالتها
خلاص بقى يا أمي شذى عرفت انها غلطانه واعتذرت على غلطها مش عايزين نفتح الموضوع ده تاني لو سمحتي.
ربتت الحجة مجيدة على فخذه موافقاه الرأي وسألته
خلاص يا حبيبي بس قولي رديت على الدكتور ولا لسه.
نظر مالك إلى خالته و ابنتها التي التفتت لما يقولونه و قرر ان يفتح الحديث امامها.
ايوة رديت عليه زي ما ماجدة قالت بالظبط
قولتله انه ينتظر لما تفك الجبس و هو في الحقيقة وافق بس طلب انه يجي يكشف على رجلها ويشرب معانا كوباية شاي.
التفتت ماجدة الي ابنتها پخوف همست لها
ماتخفيش هطفشه.
ابتسمت شذى لها وقررت ان تداعبها هي الاخري
شكله كده لزقه و مش هايطفش بالساهل ده باينه واقع من اول نظره.
تفاخرت ماجدة بنفسها مجارية ابنتها في هذا الحديث الخاص بهم.
طبعا يا بنتي هو هيلاقي في جمالي فين
اعتلت ضحكتهم سويا و بدئت شذى تداعبها بيديها و هي تهامسها.
ايوا يا جوجو يا اسرة قلوب الرجال ههههههه
ربنا يبسطكم و بلاش انا.
كانت هذه كلمة الحجة مجيدة الصاخبة.
لتلوي شذى ثغرها لوالدتها بعلامة الخۏف
كتمت ماجدة ضحكتها على ابنتها وهتفت ا..
طيب يلا شذى تعالي شوفي البيت الجديد.
ضمت شذى حاجبيها بعدم فهم
مش قولت هانجيب الشنط من فوق.
مالك ضاحكا شنط ايه يا بنتي الشنط راحت هناك من زمان.
رتب البيت بأكمله ليصبح بيت يليق بالحياة الزوجيه فعل لها ما تريد دون أن يحرم نفسه من المكان الوحيد الذي يعشقه و يرتبط به جدا.
فعل كل هذا بعد أن أخبرته بموافقتها على ماقاله بعد حديثها مع والدتها عبر الهاتف.
ف
ي الماضي القريب
قررت الاتصال بها للمرة التي لا تعرف كم عددها الان
ليأتيها صوت رنين أخيرا.
اتاها صوتها الهادئ الباكي من الجهه الاخري. شذى بهدوء حزين
الو ايوه يا ماما.
تهللت اساريرها واجابت بلهفة
أخيرا فتحتي تليفونك كده برضو يا شذى هانت عليكي ماما.
و اشمعني انا هونت عليكي عايزة تتجوزي وتسبيني يا ماما.
اسيبك! انت مش واخدة بالك انك اتجوزتي قبلي ليه يا شذى
بصي انت فين دلوقتي و انا فين يا حبيبتي انت قاعدة في بيتك و مع جوزك و انا بقى كل اللي بعمله اني قاعدة عالة على اختي.
لاء يا ماما انا مش هخليكي عالة على حد هاخدك تقعدي معايا في البيت الجديد بس و النبي اوعي تتجوزي يا ماما.
يعني انت عايزانى بدل ما اكون عاله على اختي ابقى عالة على ابنها مش كده يا شذى.
انت ليه بتفهميها كده ليه مش تقولي اني محتاجة ليكي اكتر من اي حد تاني.
يا حبيبتي يا بنتي انت بټعيطي يا شذى خلاص يا حبيبتي انا شيلت الموضوع ده من دماغي ومش هافكر فيه.
انت بتاخديني على قد عقلي يا ماجدة منين بتقولي لي كده وانتي قولتي لمالك انك موافقة.
هاه بصي بصراحه انا قولتله كده عشان يبطل يزن عليا بس ماتخفيش اكيد هنلاقي حجه نلغي بيها الموضوع ده قبل من يبدء.
فرحت شذى من كلام والدتها و هتفت
يا رب يا ماما ونرجع نقعد مع بعض تاني و مافيش حاجة تفرق ما بينا ابدا.
اغلقت معها الهاتف و ترجلت من الغرفه لتخبره بموافقتها.
كان منهمك في عمله و يمضي بعض الاوراق الخاصة بالمشفى وقفت بجانبه منحنية الرأس صامته حتى لاحظ هو وقفتها.
مالك بانزعاج
خير واقفه كده ليه
شذى بتنهيدة
عايزة اتكلم معاك.
مش فاضيلك دلوقتي.
مالك لو سمحت
قفذف القلم من يده ليسقط على الأوراق المرصوصة على الطاوله و هتف.
افندم في ايه.
جلست بجانبه على الاريكة و همست له..
انا موافقة.
اعتدل في جلسته حتى يشملها بنظرته القوية.
موافقه على ايه بالظبط.
على جواز ماما من صاحبك الدكتور ده.
وليه دلوقتي اتنازلتي و وافقتي.
صمت عم المكان لمدة دقيقة كامله يعلم انها وافقت حتى تتم باقي الاتفاق بينهم ولكنه أراد أن يسمعها منها.
اردفت شذى وهي ناظرة في عينه
عشان مش عايزة اطلق يا مالك.
ثم اجهشت في البكاء وجرت من أمامه لتختبئ في غرفتها مره اخرى.
مالك معاتبا لها و لسه لما تكملي باقي الاتفاق يا شذى.
وقفت في بهو البيت المكون من طابقان معجبة جدا بديكوره و بطرازه.
من يشاهده من الخارج يراه كأي بيت من بيوت الحي العتيقة لكنه حرص ان يكون من الداخل على أحدث طراز عصري بلمسه هادئة.
اردفت شذى بأعجاب
الله البيت حلو قوي يا مالك.
استند مالك بجزعه على حافة المقعد و عقد ذراعيه في بعضهم
طب الحمد لله انه عجبك.
ابتسمت له واقتربت منه واضعه يدها على رسغه
بصراحة زوقه حلو اوي من بره حاجة و من جوه حاجه تانيه خالص.
ماحبتش اعمله كله على الطراز القديم بصراحه خۏفت لا تزهقي منه اصل انت قلابه و بتزهقي بسرعه.
ضمت شذى حاجبيها واغمضت عيناها بتفكير
قصدك تقول عليا اني ماليش امان مش كده.
كويس انك قولتيها دا معناه انك متصالحه مع نفسك جدا
يا شذى.
ابتعدت عنه و تنهدت هذه المره بزهق لتهتف بضجر مما يفعله بها زوجها
بص انا مش هاخد كلامك ده على أنه جد أو أنه زم فيا بس انا هاقولك حاجه انا يمكن اكون متهوره ومندفعه في كلامي بس انا مش خبيثة ولا كدابه يا مالك.
مالك پغضب متهورة ومندفعه ومتردده و انانية يا شذى
ايوه انت أنانية وطماعه كمان. عايزة كل حاجه ليكي مش مهم اي حد تاني المهم انت و بس
ماشيه على المنهج اللي بيقول نفسي ثم نفسي ثم يأتي الطوفان مش كدة يا شذى هانم.
ادمعت عيناها و زفرت بحزن
انا ابسط من كده بكتير انا مش عايزه حاجه من حد كل اللي انا عايزاه اني اعيش حياة بسيطة في هدوء معاك و وسط عيلتي مش طالبة حاجة اكتر من كده.
حتى في طلبك ده انت أنانية يا شذى.
ليه بتقول كده.
لأنك عايزه تملكينا بتربطي امك بيكي مع انك بقى ليكي حياتك الخاصة و مع ذلك مش عايزها تفارقك ثانية دي مش اسمها انانيه يا شذى.
و انا!
انت انت ايه يا مالك! هو انت مش جوزي.
جوزك! اللي قولتي عليه مش را.. واول ما قولتلك هاننفصل قولتي لاء انا مش عايزة اطلق تبقى أنانية و لا لاء يا شذى
دا انت حتى مافكرتيش تعرفي رأيي انا ايه
هو انت ليك رأي تاني يا مالك.
صمت ولم يجيبها لتنفزع في وقفتها وتجري عليه تفك حصار يديه من حول صدره رغم عنه معلنه تملكها له.
لاء يا مالك اوعي يكون ليك اي رأي تاني قول عليا أنانية قول طماعه لكن ماتسيبنيش عشان خاطري
مالك انا اتعودت على احساس الأمان حتى لما كنت لوحدي في الشقة كنت ببقى مطمنة ومبسوطه وانا شامه ريحتك في كل مكان فيها.
وضع مالك يديه في جيوب بنطاله و وقف صامدا كجبل من جليد...
وعندما طال الصمت بينهم رفعت عيناها الدامعه له تحاول أن تطلب منه السماح
طب لو عايز تفضل زعلان انا موافقة لكن ماتبعدش عني ماتحولش تسيبني يا مالك
هتف مالك بأمر مغيرا مجري هذا الحديث بينهم
اثبتيلي انك بتحبيني و عايزاني بالفعل مش بالكلام والعياط كل شويه يا شذى.
شذي بحب واضح عليها
اعمل ايه كل اللي هتقولي عليه هاعمله.
مالك بصبر
اطلعي غيري هدومك وحضري نفسك عشان تروحي الدرس.
ابتسمت له و اومئت برأسها
حاضر هاعمل كل اللي انت عايزه.
جرت من أمامه صاعده للأعلي لتفعل ما طلبه منها
ليهمس هو لنفسه. عارف انك
متابعة القراءة