ساكن الضريح ميادة مأمون
المحتويات
ماما
مجيدة ساخره منها ضاممه اياها الي صدرها
احمدي ربنا انه راح شغله و ماشفكيش وانت نازله كده و الا كان زمانه ماطلع جننوته عليكي.
ليصيح الشيخ حسان و هو يرحل خارج البيت قاصدا ټعنيفها
و لا كان هيتأثر مالك طول عمره مايعجبهوش الحال المايل و خلاص فاق من الغومه اللي كان فيها.
لم يفهمو ما يقوله و بالأصح لم يهتمو بما يقوله كثيرا لكنها تفهمت عليه
انا عايزة مالك عايزاه يجي.
وقفت والدتها تحاول تهدئتها بينما فتحت خالتها الاتصال بينها و بين ابنها.
أجاب مالك الاتصال و هو بزي العمليات مستعد لإجراء جراحه عاجله.
الو ايوه يا امي
السيدة مجيدة برجاء
مالك سيب اللي في ايدك و تعالى بسرعه شذى من ساعة ما صحيت من النوم و هي عماله تصرخ وتنادي عليك
مالك باندهاش
دا على اساس اني قاعد في البيت اللي جنبكم اقفلي يا أمي و قولي للهانم اني مش هاسيب شغلي و اشتغل دادة ليها.
مجيدة محاوله استعطافه
طب حتى قولها كلمتين هديها بيهم يا بني عشان خاطرها يا مالك دي شذى برضو يا ولاا.
اه يا شذى يا من يرى الجميع كيف احبك لكن انتي تغلقي عينك و تطلبيه دائما.
افتحي الكاميرا زي ما علمتك و اديها الموبايل يا أمي.
مجيدة بموافقة
حاضر يا حبيبي فعلت مثلما قال و اقتربت منها ليراها على وضعها هذا و يستمع الي والدته التي تحاول تهدئتها
بس يا حبيبتي امسكي التليفون بصي مالك اهو يا شذى.
صمتت عن صړاخها ملتفته الي ما في يدها لترى حبيبها عبر شاشة الهاتف
مالك.
اغمض مالك عينيه يحاول الا يثور عليها
ممكن افهم ايه اللي انت عاملاه في نفسك ده هو انا مت يا شذى.
شذي ببراءه
لاء انت سيبتني.
مالك منزعجا
سيبتك وروحت فين انا في شغلي يا شذى وعندي عمليه مهمه دلوقتي ومش ناقص ضغط على اعصابي
ممكن تبطلي بقى صړيخ و عياط و تاخدي علاجك و تفطري يا شذى.
تعالى يا مالك انا خاېفه ماتسبنيش لوحدي.
مالك مهدئا لها و لنفسه
هاخلص شغلي و اجي بس يا ريت انت بقى تسمعي الكلام و تاخدي العلاج بتاعك.
ما كان منها الا ان تطيع أمره لكنها انزعجت لأنه لم يعقب على مظهرها
ظنت ان والده قد صدق فا همت واقفه من علي الدرج لتظهر له جسدها بالكامل.
مالك بصوت مرتفع
ثانية واحده كده انت نازله لحد تحت بالبيجامه و بشعرك كمان يا شذى.
الان تهطل دموعها على وجنتيها لا لأنزعاجها بل فرحا لألتماسها بغيرته عليها.
مالك بزمجره
انت لسه واقفه مكانك يا هانم طب اقسم بالله يا شذى لما اجيلك لأكسر دماغك الناشفه دي.
انفزعت أثر صراخه عليها والقت الهاتف لوالدتها و جرت صاعده للأعلي سريعا.
أدارت والدتها الهاتف ليراها هو تصعد الدرج بسرعه فائقة.
ليبتسم هو على حب صغيرته و خۏفها منه و يغلق الهاتف دون الحديث مع احد.
كانت عيون صديقه المندهش تماما متعلقة به ليستفهم قائلا
بتبص ليا كده ليه
حسام بعدم تصديق
هي دي شذى مش كده اللي انت لسه كنت بتقولي هاتكتب البيت بتاعي بعد ماتشتريه بأسمها و هطلقها
مالك متنهدا بقلة حيلة
انا عارف بقى يا حسام هاتجنني معاها لا قادر ابعد عنها ولا قادر أقرب ليها و انسى اهانتها ليا
انا حكيتلك انت عشان كنت حاسس اني لو ماتكلمتش هايحصلي حاجه و خۏفت من كتر مانا ضاغط نفسي اني اخد
قرار غلط.
حسام موضحا له
القرارين غلط يا مالك
مالك ناظرا الي صديقه
مالهاش قرار تالت يا حسام يأما اتغاضى عن اهانتي و اسامحها.
يأما أطلقها و ابعدها عني بس لازم تكون تحت عنيا برضو.
اردف حسام
و في الحالتين ده هيكون عقاپ ليك انت مش ليها يا مالك تقدر تقولي عايز تطلقها ازاي و انت بتحبها كل الحب ده.
هاتقدر تشوفها رايحه جايه قصاد عينك و تغض بصرك عنها يا مالك.
بلاش دي حتى لو ده حصل و طلقتها جيبت منين فكرة انها هاتقبل تعيش في البيت اللي انت شاريه ليها.
مالك مؤكدا له مانا لو ماعملتش كده و اخترت اني اكمل معاها عمرها ما هاتحترمني يا حسام هافضل في نظرها طول عمري الإنسان الجبان اللي ماقدرش يحميها و اتكل على غيره عشان يحميه هو و هي.
يقولون ان مريض الاكتئاب دائم العزله منطويا على حاله لكن أميرتنا الجميلة عاندت حتى في هذا و أن كان الاكتئاب يسجن صاحبه في قفص الحزن ستبدل هي هذه القاعدة وتفتح لنفسها باب القفص لتطير بحثا عن السعادة.
صعدت مهرولة الي غرفتها بعد أن ألقت الهاتف بين يدي والدتها اغلقت الباب خلفها و استندت بظهرها عليه ضمت كفيها الي صدرها لتحاول ضبط شهيقها
تبتسم بحب و سماء عيناها تمطر دمعا نظرت الي فراشهم و اتجهت اليه تمددت في مكانه تستنشق رائحته العالقة في وسادته بالأساس لم يتركها منذ الكثير لكن هي تشعر انه غائب عنها ضهر من الزمن
تريده هو لا غيره و ستغير تلك الفكرة التي امتلكت عقله لن تتركه يفعل بها هذا يقول انه
سيعطيها حريتها لا هي تريد أن تظل سجينته هو.
اعتدلت من مخضعها فاجئه و لمعت عيناها بفكره ابتسمت و انطلقت الي المراءه تنظر لنفسها فيها وتتحدث بصوت مسموع....
برافو عليكي يلا جهزي نفسك بسرعه عشان تقدري تجهزي كل حاجه قبل ما يجي.
أمسكت فرشاتها وبدئت تمشت شعرها جمعته بالكامل في كعكه كبيرة و جذبت اول شئ أهداها زوجها به إسدال الصلاة ارتدته على عجاله و التفتت لتتجه للخارج سريعا.
دلفت الي غرفة والدتها و فعلت مثلما طلب منها تماما جذبت حقيبة دوائها و بدئت تبتلعه حبه ورا الاخري كما هو مدون عليه ثم جرت للخارج سريعا.
هاتان الشقيقتان لا يهدأن ابدا حيث جلست كل منهن تشغل نفسها بأعداد شئ معين من الطعام و هن يثرثرن كعادتهم.
الحجه مجيدة بضحك طب و النبي هما الاتنين عاملين زي القط و الفار.
ماجدة تاركة السکين من يدها و الله ياختي انا
اللي زهقت منهم هما الاتنين شويه يبقو عاملين زي عصفورين الكناري لذاذ كده وهما مع بعض
و تحبي تملي عنيكي منهم و شوية بقى اجارك الله يبقو مش طيقين بعض و يقلبو على بعض لما جننوني.
ماهو الحب كده يا بت انت نسيتي و لا هو محمد العسال مكانش قط معاكي
قال علي رأي الست.... الحب كده وصال و دلال
الله الله يا حجة مجيدة يا عسل اعد يا ست اعد.
كان هذا صوت المشاغبة الصغيرة التي ولجت عليهم و هي تتمايل من علي صوت دندنة خالتها.
اردفت ماجدة بنظرة ضاجرة
بقى دي اللي كانت عاملة تصرخ و تشد في شعرها من شوية.
شذي بدلع
الله بقى يا ماما هو انت يعني عجباكي رقدتي في السرير قوي.
تدخلت الحجة مجيدة نافية
لاء يا روح خالتك احنا مش عايزين غير سعادتك و ان ضحكتك الحلوه دي ماتفارقش وشك ابدا.
شذي ضاممه حاجبيها
تصنعت مجيدة الڠضب و علا صوتها بزمجرة خفيفة
جرت عليها تقبل رأسها و هي تضحك بمرح.
بهزر معاكي يا مجودة هو انت علطول خلقك ضيق و نرفوزه كده.
ماجدة مصدقة على كلامها
اه اختي مجيدة طول عمرها عصبية و نرفوزه و ياه بقى لو حد وقف قصادها و ماعملش اللي هي عايزاه.
شذي جالسه على مقعد بجوارهم ناظرة الي خالتها
انت هاتقوليلي يا مامتي دانا من ساعة ما جينا هنا و انا واخده بالي من الموضوع ده كويس اوي.
الحجة مجيدة بحزم
انتو هاتلأفوني لبعض ياختي انت و هي و لا ايه يلا يا ماجدة اخلصي خلينا نخلص الاكل و انت ناوية تساعدينا و لا هاتطلعي تجهزي نفسك لحد ما نخلص الاكلو بعدين نروح الدرس سوي.
شذى بابتهاج
لاء انا عايزه اعمل حاجه تانية غير اللي انتو بتعملوه ده و بعدها هاجهز و اروح معاكم.
ماجدة
حاجة ايه دي اللي عايزة تعمليها يا شذى.
شذي بمرح و عين براقة
عايزة اعمل رز بلبن.
وضعت الحاجة مجيدة قبضتها تحت ذقنها مبتسمة لها مردفة
بت يا شذى انت بطبقي المثل اياه.
شذي بمكر
مثل ايه دا يا خالتو.
المثل اللي بيقول ان اقصر طريق لقلب الراجل معدته يا روح خالتك.
حضرت معهم تلك الجلسه الذي يطلقون عليها بالدرس هي عبارة عن جلسة تفسير و تحفيظ للأيات يتضمنها بعض النساء و من تعطيهم هذا الدرس وتحفظهم سيدة ذو وجه بشوش.
و بعد أن انتهو و عادوا سويا اعدو طعام الغذاء على الطاوله لتجلس ماجدة و مجيدة و الشيخ
حسان على مقاعدهم يستعدون لتناول طعامهم
بينما جلست هي على الاريكة الخشبية عيناها على الباب الكبير.
حزنت والدتها من أجلها علمت ما يدور بعقلها و اردفت....
شذي تعالي يا حبيبتي كلي انت مافطرتيش و اخدتي علاجك على معده فاضية.
شذي مؤكدة
هاستني مالك لما يجي يا ماما.
لتحدثها خالتها
طب اتصلي بيه وشوفيه خرج من المستشفى ولا لسه ولو لسه هناك يبقى تيجي تاكلي و لما يجي ابقى كلي تاني معاه.
شذى و قد ادمعت عيناها
كلمته كتير و مش بيرد عليا.
يبقى ماتتصليش بيه تاني.
كان هذا صوت الشيخ حسان الذي افزعها و نفضها عن جلستها لتهب واقفه و تنول عنها خالتها حق الرد
تتحدى زوجها أمامهم.
اومال تتصل بمين يا شيخ حسان دا جوزها وليها حق عليه تتصل بيه وقت ما تحب يا أخويا.
الشيخ حسان معنفا
و هو جوزها ده ص... و لا بلطجي ماورهوش حد غيرها ده
دكتور جراح قد الدنيا بيداوي قلوب الناس مش فاضي للعب العيال ده.
لقد ظهر كرهه لها أمام الجميع ولا تعلم ما السبب كيف لذلك الكهل المحبب للجميع و الذي يحبه الجميع أن يحمل لفتاه صغيرة مثلها في قلبه ضغينة.
نظرت اليه تلومه بدموعها و تطلق سراح قدميها صاعده الي مخبأها هاربه من أمامهم جميعا.
عاد حبيبها إلي البيت في تمام الرابعة فتح باب غرفته ليجدها جالسة على الأرض مستنده بظهرها على خزانة ملابسهم ضاممه ركبتيها الي صدرها و وجهها احمر أثر الډماء المحتقنه به.
انقبض قلبه عليها جلس على الفرش في مقابلها سائلا.
قاعده لوحدك كده ليه.
لم تلتفت اليه و همست
مش عايزه اقعد مع حد.
طب ليه حصل حاجة ضايقتك هذه المره تولت هي لغة الإمارة لتقول كلمتها ناظرة له بتحدي و امر
انا عايزة ارجع بيتي مش عايزة اقعد هنا.
بمجرد ان تفوهت بتلك الكلمه علم انها اصتدمت في الحوار مع والده.
برضو ليه يا شذى.
وقفت امامه صاړخه تنهمر الدموع من عيناها بشدة منفعله بطريقه هسترية لدرجة انها بدئت تخدش وجنتيها بأظافرها.
كده مش عايزه اقعد هنا و خلاص انا اصلا مافيش حد بيحبني هنا حتى انت
متابعة القراءة