ملكة على عرش الشيطان بقلم إسراء علي
المحتويات
مقابل شقتها أخرى ألقت عليها نظرة خاطفة ولكنها لم تعيرها أدنى إهتمام فتحت سمية الباب ودلفت وسديم خلفها
الشقة مساحتها متوسطة صالة وساحة إستقبال صغيرة تحتوي الأولى على أريكتين عصريتين متقابلتين وتلفاز موضوع ب مسافة ليست ببعيدة عن الاريكيتين والثانية بها صالون عتيق ولكنه أنيق وشرفة طولها لا يتعدى الخمس أمتار ولكن عرضها واسع بها طاولة مستديرة وحولها مقعدين خشبيين من اللون الأبيض
أعجبت سديم ب الشقة ولكنها قالت ب مرح
كل دي وصغيرة! أومال لو كبيرة كانت هتبقى أد إيه!
ضحكت سمية وقالتأومال لو شوفتي الشقة اللي قصادك! دي كلها متجيش حمام جنبها والله يا ست سديم لولا إنها متسكنة مكنتش تتعز عليك
نفت سديم قائلةلالا دي حلوة أوي
عادت تنفيلا ملوش لزوم أنا هقوم ب الواجب قوليلي بقى الإيجار كام!
تحولت معالم سمية ب ضيق وقالتعيب كدا أنت بتشتميني يا عروسة ولا إيه! أنت جاية من طرف المعلم وميصحش اللي بتقوليه
أصرت سديم قائلةوبرضو ميصحش أقعد من غير فلوس
ربتت سمية على ذراعها وقالتمش هنختلف بس نتفق بعدين السفر أكيد تعبك يلا فتك ب عافية
أمسكت سديم ب حقائها وجرتها إلى الغرفة لتنتقي بعض الثياب الملائمة لعملية التنظيف ولكن بعد تناول وجبة خفيفة كانت قد إبتاعتها أثناء السفر
خرج من المرحاض بعدما أخذ حماما هادئ دلك مؤخرة عنقه لإزالة تلك التشنجات إلتقط الفرشاة وبدأ ب تمشيط خصلاته السوداء ثم وضعها وإتجه إلى المطبخ لإعداد كوبا من الشاي الأسود
لوى شدقه ب عدم إكتراث ثم إتجه إلى الصالة إلتقط هاتفه عندما صدح ب نغمته ليضعه على أذنه و يقول ب صوت عميق
أتاه صوتا من الجانب الآخرإيه يا بني أنت فين!
أجاب دون إكتراث وهو يتجه إلى الشرفةكنت باخد دش لسه راجع من القسم دلوقتي
طيب عمتن هتعمل إيه!
جلس على المقعد الأسود وقالف إيه!!
زفر الآخر وقاليا بني ركز في دكتورة جاية عندك ولازم تخلي بالك منها هي منقولة غلط أصلا
ضړب على سطح الطاولة وهدر ب ڠضبقولت ستات لأ مفيش ست تدخل المكان دا ولا هو عند وخلاص
حك جبهته ب عڼف وقال من بين أسنانه
والمفروض بكل
اللي بيحصل هنا أبقى مسئول عن واحدة ست كمان صح!
أتاه صوت الآخر يقول ب تهدئةمعلش يا قصي تعال على نفسك كام شهر لحد أما المستشفى هنا تتصرف
زفر ب حنق قائلاأوووف طيب يلا أقفل
أغلق الهاتف ثم ألقاه ب ڠضب فوق الطاولة ليحك خصلاته السوداء التي تصل إلى عنقه ليتمتم ب حنق
ناقص أنا ستات وقرف
إرتشف من كوبه الساخن ليستمتع ب نسمات الهواء الهادئة عند الغروب قبل أن يتجه إلى نومه حتى يتجه إلى عمله صباحا
وعلى الجانب الآخر كانت سديم قد إتجهت إلى الشرفة لتفتحها ثم وقفت بها تتطلع بها إبتسمت ب إعجاب ف هي تشبه شرفة منزلهم ب مدينتها مدينة الإسماعيلية
وقفت تلك الخادمة أمام
الغرفة
المحرمة مترددة ب الطرق لا أحد يقترب لا أحد يجوز له ب الإقتراب لا أحد ينجو من بطشه
لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ولكن الأمر هام و زوجته المړيضة تطلبه وتتألم إبتلعت ريقها ب تردد وهى تقول ب داخلها
أهي مۏتة والسلام
طرقت ب خفة ولسان حالها يردد الشهادتين دقائق وسمعت صوت خطواته تقترب إستشعرت غضبه وإستشعرت نهايتها تلوح لها من بعيد
فتح الباب على مصرعيه لترتد عدة خطوات والړعب يجتاح جسدها ف إرتعشت عيناه السوداء ترسل نظرات تخبرها ألم أحذر ب الإقتراب!
إبتلعت ريقها الجاف وأردفت ب تلعثم وكل عضلة ب جسدها ترتعد
آآ آسفة بس بس
توقف لسانها عن التحرك وتقطعت أحبالها الصوتية وهي ترى عيناه تشتد قسۏة ولكنها أردفت سريعا عندما شعرت ب قدرتها على تحريك لسانها
الست هانم تعبانة وطلبت تشوف حضرتك
ما أردفت به شفع لها ف قد تركها وتحرك سريعا إلى غرفة زوجته دون أن ينظر إلى الخادمة التي وضعت يدها على صدرها تتنفس ب إرتياح ف قد ظنت أن رئتيها إنكمشتا وفقدت القدرة على إدخال الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون لتركض بعدها إلى الأسفل ف قد كتب لها الحياة
إرتدى بنطاله الأسود وعليه كنزته البيضاء وإضجع فوق الفراش حاول النوم عبثا وتلك الأصوات الصادرة عن الشقة المقابلة له تقلق راحته
زفر ب ضيق ليستدير على جانبه الأيسر ليضع الوسادة فوق رأسه ولكن صوت تحريك الأثاث يصدر إحتكاك قوي يخترق أذنيه
إنتفض جالسا على الفراش يسب ويلعن ذلك الجار المزعج هز ساقه ب عصبية و هو يتكئ ب مرفقه على ركبتيه يتسول النوم بعد يوما طويل من العمل الشاق والمرهق وذلك الأربعيني اللزج يسرق راحته
إنتظر طويلا حتى هدأت الأصوات ليتأفف ب ضيق هامسا من بين أسنانه
حسبي الله ونعم الوكيل الله يسامحك يا سمية على مجايبك اللي تكفر
عاد يضجع فوق الفراش يضع يده فوق عينيه وأغلق الإضاءة
دقائق فقط دقائق قبل أن يعود وتصدح الأصوات ب شكل أعنف ف نافذة غرفته تطل على الغرفة المقابلة للشقة الأخرى وصوت الإحتكاك يصله ب وضوح بل يكاد يشعر أنه يحدث ب غرفته
إنتفض ب عڼف هادرا
لأ بقى دي قلة ذوق
إرتدى خفه المنزلي وفتح باب غرفته خطواته تكاد تلتهم الأرض وصل إلى باب شقته ليفتحه ب قوة تاركا إياه مفتوح على مصرعيه
إتجه إلى الباب المقابل له وبدأ الطرق ب عڼف يد تطرق الباب وأخرى تدق الجرس والعڼف يجتاح أوصاله
وب الداخل إنتفضت سديم لتسقط من يدها القنينة ملوثة الأرضية ب سائل التنظيف زفرت ب ڠضب وألقت القطعة القماشية البالية ب عڼف أكبر وهى تتمتم ب غيظ
مين عديم الذوق اللي بره دا!
فتحت هي الأخرى بابها ب عڼف ليهدر الأثنان ب ڠضب ب الوقت ذاته
إيه قلة الذوق دي!
خلي عندك شوية ډم الناس مش عارفة تنام!!
والدهشة تعتلي الإثنين ف الجار لم يكن سوى فتاة جميلة ترتدي ثياب بالية وشاح رأس بسيط على هيئة مثلث تعقد به خصلاتها حتى تستطيع العمل وعينين زرقاوين صافيتين تطالعه ب ڠضب شديد ف جعلت عينيها تلمع ك قطة شرسة وهذا بعيد كل البعد عن جار أربعيني لزج
وهو لم يكن سوى جارها الوقح صاحب المنشفة القصيرة تعالت أنفاسها وهى ترى ملامحه الرجولية الغاضبة عينين سوداوتين عميقتين ك عمق المحيط و لحية تحيط فكه القوي المتشنج
أشاحت ب نظرها عن تفاحة آدم الظاهرة ب وضوح لتعقد ذراعيها أمام صدرها مغمغمة ب حدة
أفندم!!
إستفاق قصي من تحديقه المذهول بها ليحمحم ب ضيق ثم أردف
مش عارف أنام
إرتفع حاجبها الأيسر ب ذهول متشدقةأفندم!
زفر ب
غيظ وزعقصوت تحريك
متابعة القراءة