رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل

موقع أيام نيوز


موضوع زي ده ومش يقول عنه !
نظر لها بنظرات خاوية وهتف ببرود 
هيفرق معاكي في حاجة 
ابتسمت له وهي تجيبه بمكر 
لأ .. بس دي برضوه إيثار
حذرها مالك قائلا بجدية وهو يتناول لقيمات من طعامه 
روان خدي بالك الشغل حاجة والمسائل الشخصية حاجة تانية كمان هي عندها بيت وأسرة وأطفال وآآ...
قاطعته روان قائلة بمرح 

لأ هي مش مخلفة أقصد هي قالتلي إنه محصلش نصيب راح منها
أثارت عبارتها الأخيرة إهتمامه فسألها بفضول 
ايه وانتي عرفتي ده ازاي 
ردت عليه بهدوء 
يعني .. دردشنا شوية !
سألها مهتما وهو ينظر لها بجدية 
وقالتلك ايه تاني 
ردت عليه وهي تهز كتفيها 
مافيش هي مش بتتكلم كتير .. بس شكلها كده مش مبسوطة في حياتها !
تنهد مالك بعمق وحافظ على هدوء مشاعره المتأججة بداخله .. فأي شيء يتعلق بمعذبته يدفعه إلى الجنون ولكنه يجاهد للثبات أمام غيره لا يريد لأحاسيسه أن تفضحه وتكشف أمره ولهذ تعمد أن يقول بعدم اكتراث 
مالناش دعوة هي حرة في اللي يخصها ومافيش داعي إنك تدخلي في حياتها
ردت عليه روان معترضة 
هي صاحبتي !!!!!!
.......................................
خفق قلب إيثار بقوة وأدمعت عيناها حسرة حينما
سمعت ما قالته سارة في حضور العائلتين ..
إنهارت جالسة على الأريكة وهزت رأسها مستنكرة وهي تردد بصوت أقرب للنحيب 
ليه عملتي فيا كده ليه 
تعذر على سارة الرد عليها فهي مذنبة في حقها .. فأطرقت رأسها خجلا منها ..
اقترب عمرو منها وصاح بها بصوت منفعل 
منك لله يا سارة إنتي مش عارفة كلامك ده خلانا نعمل ايه فيها
خشى مدحت على ابنته من تهور ابن أخيه فوقف حائلا بجسده بينهما وهتف متوسلا 
اهدى يا بني هو الغلط راكبها من ساسها لراسها !
بينما أضافت سارة بصوت نادم 
أنا .. أنا أسفة وربنا خدلك حقك مني سامحيني ..!
نظرت لها إيثار بعتاب شديد .. فهي بنواياها الخبيثة شاركت في معاناتها وحرمتها من سعادتها البسيطة مع من اختاره قلبها وجنت عليها مع شخص مقيت بغيض يسعى فقط لإشباع رغباته الحيوانية ..
بكت في صمت ونهضت عن الأريكة لتختلي بنفسها في غرفتها ...
ضړبت تحية فخذيها بكفيها وتمتمت مستنكرة 
ليه يا ربي بقى انتي يا سارة تعملي كده وفي بنت عمك ! لحمك ودمك دي بنتي غلبانة وفي حالها لا عمرها بصتلك ولا اتمنيتلك غير كل خير !
ثم أدارت وجهها في إتجاه أمها وتابعت بلوم
وإنتي يا ايمان تشجعيها على ده حتى لو بتكرهيني تعملي في بنتي كده !!!!
وضعت يدها على كتفها وربتت عليها وهي تقول بأسف 
حقك عليا أنا محقوقالك إنتي وبنتك !
أكملت تحية بتحسر 
لله الأمر من قبل ومن بعد والراجل الغلبان اللي ماټ وفاكر بنته آآ.....
قاطعتها إيمان قائلة بندم 
متقوليش كده بنتك نضيفة وطاهرة وست البنات كلهم وربنا هيكرمها ويعوضها سامحينا يا تحية ربنا غفور رحيم وبيسامح !
..................................
استندت إيثار بظهرها على باب غرفتها بعد أن أوصدته عليها وإنهارت جالسة على الأرضية ...
أغمضت عيناها قهرا ودفنت وجهها في راحتي يدها ..
تكرر في مخيلتها الإعتداءات بالضړب والإهانة لإتهامات باطلة لم تتجرأ على فعلها بسبب أقاويل كاذبة ..
لم تكن تتصور أن تأتي الطعڼة من الأقرب إليها .. من ابنة عمها ..
تركت لنفسها العنان لتبكي بحړقة حسرة على ما مضى ..
ليت الزمان يعود للوراء يوما فأمحو ذكرياته قبل أن تبدأ 
......................................
لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهي جالسة على تلك الحالة ولكنها أفاقت من حالة الجمود المسيطرة عليها على صوت دقات خاڤتة ..
فكفكفت بقايا عبراتها ونهضت بتثاقل من مكانها ..
فتحت باب
غرفتها لتجد أخيها عمرو أمامها ..
نظر لها بندم وبخزي وبلا أي مقدمات مد ذراعه ليسحبها من كتفها لترتمي في أحضانه ومسح على ظهرها برفق وهو يقول بصوت خاڤت 
حقك عليا يا إيثار مكانش لازم أصدق اللي اتقال من الأول أنا غلطان أكتر منهم سامحيني يا أختي أنا أسف !
تأثرت هي بكلمات أخيها النادمة على ظلمه لها وبكت على صدره فشعرت بعبراتها الدافئة وكأنها جمرات تلهبه فزاد من ضمھ لها واعتذر مجددا بأسف أشد 
أنا عمري ما هأذيكي تاني وربنا يقدرني وأعوضك عن اللي فات إنتي اختي وكل حاجة في دنيتي !
لم تجد ما تجبه فإكتفت بهز رأسها فقبلها من أعلى جبينها ..
ابتسم لها وهو يقول 
مش عاوزة عسلية تاني 
ضحكت لعبارته من بين بكائها وردت عليه بصوت خاڤت 
ايوه هاتلي
مسح عبراتها من على وجنتيها بكفيه وهمس بعذوبة 
يا حبيبتي إنتي بس أؤمري وأنا أجيب اللي تشاوري عليه على طول
ابتسمت له قائلة بصوت خفيض 
ربنا يخليك ليا
أمسك بطرف ذقنها بإصبعيها وتابع بصوت رخيم 
ويباركلي فيكي يا قمر
ضغط عمرو على شفتيه بتوتر قبل أن يتساءل بإرتباك 
إيثار ينفع أتكلم معاكي في حاجة كده
نظرت له إيثار وهي تردد 
خير
رد عليها بتلعثم وهو يحاول البحث عن طريقة للتمهيد عن مسألة إرتباطه بروان 
أنا .. هو .. بصي هو الموضوع ليه علاقة بحاجة كانت تخصك زمان
شعرت بالقلق من جملته وخشيت أن يكون للأمر صلة بزواجها السابق من محسن فهتفت پخوف 
مش فاهمة كلامك وضحلي يا عمرو !
رد عليها بجدية وهو يبتلع ريقه 
أنا هاقولك
سرد لها عمرو بهدوء وحذر شديدين عما يشعر به تجاه روان شقيقة مالك وأنه يود أن يرتبط بها ولكنه يخشى إن أقدم على هذا أن يثير في نفسها الحنق لأنه حرمها مما كانت ترغب فيه ..
ازدردت إيثار ريقها المرير وتعمدت الحفاظ على جمود ملامحها أمامه .. فلا داعي لأن يشعر بحزنها مما جرى .. هي ترى الأمل والفرحة في عينيه .. هو يستحق فرصة جديدة ليعيش حياته .. وهي واثقة من وجود مشاعر نحوه من روان ..
كذلك هو أبدى ندمه وهي متأكدة أنه سيفعل المستحيل لإسعادها ..
طال صمتها وطال انتظاره وترقب پخوف ردة فعلها ..
نعم لقد خاف أن يسألها عن رأيها فيسمع منها ما لا يسره ولكنه تفاجيء بها تبتسم له وهي تقول 
ربنا يسعدك يا عمرو إنت مش هتلاقي أحسن من روان تتجوزها
تسارعت أنفاسه وخفق قلبه بقوة وهو يسألها بفرحة ظهرت على تعابيره 
بجد .. انتي بتقولي ده من قلبك
ردت عليها بإبتسامتها الناعمة قائلة بهدوء 
أكيد طبعا
احتضنها مجددا وهتف بحماس 
حبيبتي يا إيثار ربنا يفرحك ويسعدك دايما
تابعت تحية من على بعد ما يدور بين الأخ وأخته وأدمعت حدقتيها فرحا لهما .. 
كانت تخاف من إنفعال ابنتها حينما يعرض اخيها عليها مسألة إرتباطه لكنها صدمت من دعمها وتشجيعها له .. 
كم هي نقية القلب وطاهرة الروح ..
هي حقا جوهرة ثمينة تستحق الأفضل ..
.............................................
توطدت صداقة روان مع إيثار وعادت مثل الأيام الخوالي تشاركان كل شيء خلال فترة عملها .. واستشفت الأخيرة من رفيقتها بحرص ما تكنه لأخيها عمرو من مشاعر رقيقة كي تتأكد من صدق إحساسها نحوه حتى يتقدم لخطبتها بثقة حينما يحين الوقت لهذا ..
.....................................
أغلقت تحية هاتفها وهي تتنهد بإرتياح بعد ذلك الخبر السار الذي تلقته من إحدى قريباتها التي جاءت لتعزيتها في ۏفاة زوجها ..
فالسيدة قد رأت إيثار في العزاء وأعجبت بها رغم حالة الحزن التي كانت عليها لكنها لفتت أنظارها وقررت أن تتقصى عنها فسألت عنها من أقارب أخرين وعلمت بظروفها الخاصة وتوسمت خيرا أن تكون هي العروس الأنسب لابن أخيها المطلق .. فكلاهما تتناسب ظروفهما معا والاثنين ربما يكونا أكثر حرصا على انجاح تلك الزيجة ..
رقص قلبها طربا بعد تلقيها لتلك البشارة السعيدة وتعشمت في الله أن يعوض ابنتها خيرا ...
عادت إيثار من عملها وهي تتنهد قائلة بتعب 
طابخة ايه يا ماما لأحسن عصافير بطني بتصوصو 
ردت عليها والدتها بسعادة وهي تجذبها من ذراعها لتجلس إلى جوارها 
سيبك من الأكل دلوقتي أنا عندي ليكي حاجة هتفرحك !
تساءلت إيثار بفضول 
ايه هي 
أجابتها أمها بتلهف 
جايلك عريس يا حبيبتي
صعقټ إيثار مما قالته والدتها وهتفت مصډومة 
ايه !!
تابعت والدتها قائلة بحماس 
ربنا جبر بخاطرك يا ضنايا وعوضك خير وآآ...
قاطعتها إيثار بحدة وقد تشنجت قسمات وجهها 
وأنا مش عاوزة أتجوز تاني !
عاتبتها والدتها قائلة بحزن 
هو في واحدة تقول كده !
ردت عليها بصوت غاضب يحمل المرارة 
أنا يا ماما جواز تاني مش هايحصل كفاية أوي اللي شوفته في جوازتي الأولى !
حزنت والدتها لقرارها الصاډم واكتسى وجهها بتعابير واجمة وأخفضت نبرتها وهي تقول 
بس يا بنتي مش هاتفضلي كده
تعصبت إيثار وهي تضيف بإصرار 
أنا مبسوطة وأنا لوحدي !
ثم اختنقت نبرتها وهي تتابع بمرارة 
عاوزاني أتجوز
واحد يبهدلني ويضربني وېموت ابني قبل ما يشوف النور
ردت عليها والدتها بحزن 
صوابعك مش زي بعضها
توسلتها إيثار بجمود 
عشان خاطري يا ماما قفلي على السيرة دي
هتفت تحية بنبرة راجية 
يا ايثار اسمعيني للأخر وآآآ...
قاطعتها قائلة بعبوس 
عن اذنك يا ماما أنا داخلة أرتاح !
اعتصر قلبها حزنا على حال ابنتها البائس وعاتبت نفسها لتسرعها في فتح ذلك الموضوع معها دون التمهيد مسبقا ..
تساءلت هي بتلهف وهي ترى ابنتها تتجه لغرفتها 
طب والأكل
أجابتها بإقتضاب شديد 
ماليش نفس !!!!!
ثم اتجهت نحو غرفتها وصفقت الباب خلفها پعنف وهي تتمتم بكلمات غاضبة ..
هي لا تريد تكرار تلك التجربة الفاشلة من جديد 
لا تود خوض معارك ستخسر فيها ما تبقى من روحها ..
ألا يكفيها ما ذاقته على يد محسن لتعاني على يد شخص غريب عنها .. 
حاولت أن تلتقط أنفاسها لتسيطر على ڠضبها قبل أن يتفاقم .. 
هي اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه ..
لاح طيف مالك أمامها فتنهدت بيأس وهي تقول لنفسها 
حتى ده مش هايحصل ! 
......................................
في اليوم التالي 
كانت إيثار بمفردها في الفيلا مع الصغيرة ريفان ترعاها كالعادة وتلهو معها ..
هي تعلقت بها كثيرا وأصبح وقتها المفضل هو ذاك الذي تقضيه معها ..
أرادت أن تستغل فرصة غياب روان لمفاتحة مالك في مسألة ارتباط أخيها بها ..
هي تعلم أنه سيعارض هذا الموضوع وبشدة ففضلت أن تتحدث معه على انفراد حتى تتجنب توتر الأجواء معه ومع روان إن أصر على رفضه ..
وبالفعل حدث ما تمنت وعاد مالك مبكرا من عمله لينهي بعض الملفات العالقة قبل أن ينطلق مجددا للقاء عمل بالخارج ..
ألقى التحية عليها وهو يتحرك بعجالة للداخل دون أن يقبل ابنته فلا وقت ليضيعه وهو أمامه الكثير لينجزه في وقت قليل ..
نظرت هي له بإستغراب وردت عليه برقة 
وعليكم السلام
حملت الصغيرة وسارت خلفه بخطوات سريعة محاولة اللحاق به ولكنه كان الأسرع في التحرك لذلك اضطرت أن تنادي عليه بنبرة مرتفعة نسبيا 
مالك ..
 

تم نسخ الرابط