رواية وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم و ياسمين عادل
المحتويات
مالك للطريق أمامه في محاولة منه لعدم الأكتراث ثم عبر البهو الخاص بالبناية بسرعة ليكون خارجها بلمح البصر .
_ كانت إيثار بداخل حجرتها تجلس منكبة على مكتبها الصغير وتجاهد لكي تتحصل على قدر كبير من المعرفة والمعلومات والدراسة حتي تتمكن من خوض الأمتحانات بتحد سافر لنفسها وللآخرين من حولها .. ولكن من الحين والآخر كانت تشرد وتذهب لعالما آخر غير عالمها وواقعها الذي لا يروق لها تبتسم حينا ويختنق صدرها حينا آخر .. حتي تفاجئت بأخيها يقتحم عليها حجرتها دون أستئذان فرمقته بحنق ثم صبت بصرها في المراجع المتكدسة أمامها بينما بادر هو قائلا بحزم..
إيثار بلهجة مضجرة أنا بذاكر مش بدلع انت عارف ان عندي امتحانات الأسبوع ده
عمرو ساخرا منها وانتي ماشاءالله مركزة اوي قومي اعملي شاي ولا اي حاجة لمحسن صاحبي عشان جه يطمن على ماما
إيثار وهي تلقي بالقلم الحبري على سطح المكتب بإنفعال والله مش مسؤليتي صاحبك تضايفه بنفسك انا ماليش علاقة بالموضوع ده
عمرو ماشي يا إيثار خليكي فاكراها
إيثار بنبره أشبه للهمس مبنساش ويا ريتني بنسي
_ قام عمرو بنفسه بإعداد أكواب العصير الطازج للضيف كما حضرت تحية لكي تشكر محسن على مجيئه إليها .. لمح محسن ظل الأم من بعيد فظن أنها إيثار .. تأهب لرؤيتها وإرتسم شبح البسمة علي ثغره إلا أنه أختفى فجأة عندما علم بأنها الأم وليست الأبنة لاحظ عمرو إمتعاض وجه صديقه فجأة فتسائل عن سبب ذلك و...
إي
محسن وهو يكبح غيظه لا ياعمرو سلامتك عايز شوية ميا بس أبل بيهم ريقي
_ تقدمت تحية حياله بخطى بطيئة ثم هتفت بنبرة رخيمة
تحية اهلا وسهلا يابني شرفتنا
محسن وهو ينهض عن مكانه الشرف ليا ياحجة الف سلامةعليكي
تحية بلهجة راضية الله يسلمك من كل سوء أتفضل أستريح
محسن مشيرا لها للمقعد المقابل لها ميصحش ياحجة أتفضلي أنتي الأول
_ جلست تحية قبالته في حين جلس هو يفرك أصابعه بتوتر جلي .. وظل ينظر من الحين للآخر للرواق المؤدي لحجرات المنزل ولكن دون جدوى فلم تظهر له أبدأ
_ قام مالك بتنفيذ المهام التي وكلت إليه على الوجه الأكمل حيث أنه لم يترك الفرصة لحزنه وهمومه أن تكون هي المنتصرة وتصرفه عن تحقيق الذات التي يحلم بها وبناء الكيان المنفرد الذي عاهد نفسه على بناءه .. وعقب أن أنتهى من عمله بأحد البنوك لصرف مستحقات الموظفين توجه صوب مكتب المحاسبة الذي يعمل به كمتدرب لمقابلة رئيسه والمشرف على تدريبه فايق
مالك وقد أتسعت حدقتيه مكافأة !! حضرتك صرفتلي انا مكافأة!
مالك ببسمة عذبة يارب أكون عند حسن ظن حضرتك
مالك وهو يهز رأسه بعدم أعتراض ان شاء الله يافندم.. أكيد يشرفني الشغل مع شخصية زي حضرتك
_ وبالرغم من إطراء رئيسه بالعمل عليه حيث أنه لا يتفانى في عمله .. إلا أنه لم يشعر بالفرحة بل شعر بالنقص .. هناك شيئا ناقصا يعلمه جيدا.. فجوة بداخله يجاهد لسدها ومع ذلك فهو يحتاج لعمله لإثبات مدى جدارته وقدرته على تحمل المسؤلية
_ مر العديد من الأيام المشحونة والمملؤة بالكبت حيث كانت جهود الأثنين مالك إيثار تنصب عليها أنه سينتظرها بالخارج ولن يتهاون معها في حالة تأخيرها عن الحضور إليه .. فقد حاول كثيرا عبور بوابات الجامعة ولكن رفض الأمن بشدة فأضطر للأنتظار خارجا...
_ بينما ولجت إيثار للداخل ومرت بطريقها على مبنى كلية التجارة وأدارة الأعمال فنظرت للمبني بيأس ثم أطرقت رأسها وأستةملت طريقها صوب المدرجات الخاصة بالأمتحانات وعلى حين غره تفاجئت بظهور مالك أمامها ليسد عنها الطريق .. وبعينيه لمعة تعرفها جيدا لنعة مشتاقة متلهفة لرؤيتها كان الظمأ للنظر إليها ينهش بأغواره گالحيوان المفترس وهاهي أمامه الآن ليروي ذلك الظمأ .. توقفت عقارب الساعة وتعطل الزمن من حولهم عدة لحظات وهم يتعمقون بالنظر لبعضهم البعض حتى أفيقت إيثار على مشهد ضړب أبيها وهمجية أخيها عليها فهزت رأسها پعنف وكأنه الکابوس .. ثم رددت ب....
إيثار عن أذنك عندي امتحان
مالك بلهجة معاتبة يغزوها الحنو مكنتيش بتيجي ليه
إيثار مجاهدة لتمالك فيضان المشاعر التي بدأت في تبدو عليها اا... م مكنتش فاضية قصدي كنت بذاكر
مالك وهو يزفر بضيق
مبتعرفيش تكدبي أكيد هما اللي كانوا منعينك صح !
إيثار وهي تتحاشى النظر إليه ..........
مالك وقد شعر بالندم لما تسبب به إليها انا أسف والله ما كان قصدي يحصلك إي حاجة ولا كنت أعرف أنهم ممكن يتعاملو مع كائن زيك بالشكل ده
مالك أوعدك اني هعمل المستحيل عشان أصلح اللي حصل وانا قد كلمتي .. وقريب مش هنقف الوقفة دي وأحنا باصين على عيون الناس اللي مبترحمش ولسانهم اللي
مبيسكتش هقف بيكي قدامهم وأنا بقول أن دي اللي ربنا عوضني بيها وبعتهالي هدية
_ استشعرت الأمان على أثر كلماته وإزداد تأملها في الحياة الوردية التي ستبنيها معه فإبتسمت بهدوء ثم سحبت كفها وهي تردد ...
إيثار عن أذنك بقى
مالك خلي بالك من نفسك وركزي في الأمتحان
إيثار وهي تومئ رأسها بحركة خفيفة حاضر
ياالله أنت الأقدر والأعلم وعلى تبديل الظروف وحدك تقدر وتعلم
_ بعد مرور أسبوعين كاملين أنهمك فيهما بطلانا للتخلص من عبئ هذه السنة الدراسية.. كان أخر أمتحان تخوضه إيثار وقد شعرت بالراحة أثناء عودتها للمنزل وبينما هي في طريقها لعبور البوابة الخاصة بصحبة أخيها بالعقار تفاجئت بهبوط سارة للدرج ثم رمقتها بنظرات شامتة والسعادة تتقافذ من عينيها .. فبادرتها بلهجة ساخرة
سارة ازيكوا عاملين إي
إيثار بجمود الحمد لله
عمرو بإيجاز كويسين انتوا عاملين إي وعمي عامل اي
سارة وهي تنظر لإيثار بمغزي الحمدلله كلهم بخير إلا قوليلي ياإيثار .. انتي ليه مبقتيش تنزلي غير مع عمرو في حاجة لاقدر الله وأنا معرفش!
_ علقت الكلمات بفمها ولم تقوى على التفوه في حين شعر عمرو بما أصاب شقيقته فقرر تدارك الموقف لأخراجها من هذا الذي تتعمده إبنة عمهم ولا يعلم له تسمية و...
عمرو بلهجة حازمة المواصلات بقت زي الزفت ياسارة وإيثار بتضايق من الزحمة عشان كده طلبت مني أوصلها وأجيبها .. انا عارف انك واخده على الزحمة والناس الكتير عشان كده مش هتفهمي كلامي انما إيثار غيرك
_ أشار عمرو لشقيقته التي عادت الحيوية لملامحها لكي تتقدم هي الدرج في حين وقفت سارة بمكانها والنيران تشتعل بأم رأسها غيظا .. وعندما وصل عمرو وإيثار أمام باب المنزل نظرت له إيثار نظرة شاكرة ممتنة ثم هتفت....
إيثار شكرا ياعمرو
عمرو وقد أنعقد مابين حاجبيه على اي! إيثار انتي اختي .. يعني دمي ولحمي لو بقسى عليكي يبقى عشان مصلحتك ولأني خاېف عليكي.. بس ده مش معناه اني مش في ضهرك
إيثار وقد أطرقت رأسها بحرج ...........
_ قضت ماتبقى من ساعات اليوم في راحة للتخلص من آلام جسدها وأرهاقه وعندما حل الظلام بحالكه أستمعت إيثار لطرقات على باب المنزل فقامت بسحب الوشاح الحريري ولثمت به رأسها ثم تقدمت لفتح الباب وإذ بها تقف مصډومة برؤيته أمامها ألتفتت يمينا ويسارا لترى هل من أحد غيرها قد رأه ثم ألتفتت إليه لتردد بلهجة مرتبكة يشوبها التوتر.....
إيثار أنت جاي تعمل إيه هنا!!
مالك بلهجة مصره جاي أقابل أستاذ رحيم هو جوه
إيثار أمشي من هنا حالا احسن اا ا......
_ لم تستكمل عبارتها حتى أستمعت لصوت والدتها وهي تهتف بأسمها فصفقت الباب بوجهه دون أنذار ثم دلفت إليها ولكن قام مالك بطرق الباب مرة أخري ولكنها كانت طرقة أعلى من السابقة حضر على أثرها عمرو من الداخل وما أن فتح له الباب حتى أنقبضت عضلات وجهه ونطق بسفور
عمرو جاي هنا ليه يابجح
مالك بغلظة طفيفة انا جاي أقابل أستاذ رحيم صاحب البيت مش جاي عشانك أنت
عمرو بنظرات مستحقرة ميشرفناش واحد زيك يدخل ب...
_ أنقطع صوته عندما
أستمع للهجة أبية الآمره وهو يأتي من الداخل نحوهم و يقول
رحيم ميصحش ياعمرو الراجل على عتبة بيتنا وان جالك عدوك لباب دارك قولو مرحبابك
عمرو وهو يكز على أسنانه بغيظ أيوة بس....
رحيم مفيش بس أتفضل ياأستاذ
_ أشار له رحيم للداخل ثم قاده للمقعد التابع للصالون وجلسا قبالة بعضهم في الحين الذي أرتسمت فيه الجدية والحزم علي وجه رحيم كان عمرو قد رسم الحنق والأنزعاج على عكس مالك الذي وضع قناع الهدوء والرزانة على تقاسيمه .. تردد في بادئ الأمر ولكنه عزم على الحديث فلا وقت يهدره.......
مالك بثبات يمكن حضرتك متعرفنيش كويس أو متعرفش عني غير تفاصيل قليلة أوي بس الأكيد ان حضرتك متعرفش اني راجل وقد كلمتي .. وعمري ما هلعب ببنات الناس على الأقل لأن عندي زيهم روان
رحيم بنبرة حادة لو صحيح كنت راجل وبتراعي ربنا في بنات الناس مكنتش عملت اللي عملته مع بنتي كنت جيت خبطت على باب بيتي مش من ورايا
عمرو بتهكم مثير للڠضب شكله واخد على الشبابيك
مالك مبتلعا أهانته على مضض من فضلك أنا بكلم صاحب
البيت واللي ليه كلمة هنا
رحيم مشيرا بيده لأبنه أستني انت ياعمرو .. هات اللي عندك ومتضيعش الوقت
مالك بصوت جامد انا جاي أطلب أيد بنتك إيثار
رحيم متهكما وانت حيلتك اي عشان أديك بنتي!
مالك بثقة زائدة عندي شقتي في القاهرة ممكن ابيعها وأجيب شقة هنا بكل سهولة وخلصت سنة رابعه ومستني شهادة البكالوريوس وبشتغل في مكتب محاسبة كمتدرب وأول ما شهادتي تطلع وتعتمد من الهيئة العليا للجامعات هتثبت في شغلي .. وكمان بحضر نفسي عشان أقدم في معهد الكونسرفتوار متقلقش حضرتك أنا جاهز للأرتباط ده
عمرو وقد تخالج الرفض القاطع بلهجته بس معندكش أخلاق يبقى مالهوش لزوم كل اللي رصيته ده
مالك وقد هب واقفا من مكانه أنا مسمحلكش تهيني اعمل حساب اني في بيتك وقاعد مع والدك
رحيم وهو يلجم زمام الأمر عمرو سيبي مع مالك لوحدنا
عمرو ......
_ انصرف عمرو ليجد والدته تستمع لحديثهم وشقيقته تقف بوسط الرواق والقلق يسيطر على كيانها فحدجها پعنف ثم لكزها بكتفها
متابعة القراءة