روايه وصمه ۏجع بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز

الفصل_الأول
مد يده اليمني ممسكا بكفها المتدلي من الفراش مقبلا إياها بحب ورافعا يده اليسرى يمسح على شعرها بحنان... شعرت به ففتحت عينيها بتمهل وقالت بصوت ناعس ياسر أنت جيت
رد بإبتسامة وحشتيني يا صبا
ابتسمت له بمجاملة ثم أغمضت عينيها مرة أخرى بإرهاق.
تنهد بيأس ثم نهض يجلس 
قالت بيأس وهي تنظر لنقطة في الفراغ مش هروح تاني يا ياسر قولتلك ملوش لزوم وأنت كل مرة تصمم
اعتدل في جلسته تاركا يدها ناظرا إليها بتأمل وقال أنا بصمم عشان أنتي مبتساعديش نفسك ياصبا بنضطر نلجأ للدكتور عشان يساعدنا ياصبا

ابتلعت صبا ريقها پقهر وحبست دمعتين لمعتا في مقلتيها وقالت بصوت متحشرج ڠصب عني يا ياسر مش قادرة 
أمسك بيدها مرة أخرى وضغط عليها بلطف يتوسلها لازم تقدري.. لازم ياصبا البيت محتاجك يزيد ويزن محتاجينك أنا ياصبا أنا محتاجك محتاجك أوي ياصبا 
سقطت من عينيها دمعتين سرعان ما أزالتهما بيدها وقالت بصوت مخټنق بالبكاء عارفة إني مقصرة في حقك انت والولاد يا ياسر بس صدقني حاولت حاولت كتير وفشلت مش قادرة أواجهه الحياة تاني مش قادرة 
رفع يديه ماسحا بهما على ذراعيها بحنان يدعمها بحب لا ياصبا تقدري وهتقدري وأنا جمبك ومعاكي لآخر نفس في عمري عشان خاطر ولادنا عاجبك الحال اللي وصلنا له مش عارفين نشوفهم ولا نعيش معاهم ثلاث شهور وعيالنا في حياتنا ضيوف ذنبهم إيه ياصبا 
نهضت واقفة تعاتبه بصوت متعب أنت السبب يا ياسر أنت اللي رافض نجيب مربية لهم تاخد بالها منهم وتهتم بهم ويبقوا معانا هنا ثم تنهدت بإرهاق مترنحة تمسك رأسها بكلتا يديها.
نهض يزفر بيأس وأمسكها مجلسا إياها على الفراش قائلا بإستنكار أجيب لولادي واحدة غريبة تتحكم فيهم في غيابي ومعرفش بتعمل فيهم إيه ولا بتعلمهم إيه ولا تهملهم لما أخسر حد فيهم مستحيل طبعا
تشوشت الرؤية ليها وأحست أنها ستغيب في عالمها فردت بكلمات تخرج منها بثقل ما نا هكون موجودة معاهم يا ياسر
رد بإستنكار موجودة فين ياصبا!!... أنتي مش عايشة معانا أنتي طول الوقت يا إما نايمة يا إما مغيبة عن الوعي بسبب المهدئات والمنومات اللي بتاخديها

فراقهم بس هما أكيد مش راضيين عن حالتك دي أنتي بتدمري نفسك وتدمرينا 
ردت بدموع صامتة وصوت موجوع تنعي فقدان أغلى الناس على قلبها لا يا ياسر الحياة وقفت بالنسبة لي على فقدانهم
وسحبت نفسها من بين يديه ثم استلقت على الفراش تسحب عليها الغطاء وتضم نفسها تستلم لنوم عميق هاربة من الحياة لعالم آخر يفصلها عن واقعها المؤلم.
وقف يشاهدها بيأس وقلة حيلة ثم تنهد وخرج
 

تم نسخ الرابط