روايه كامله بقلم ندى
المحتويات
الأمر ! عادت بنظرها له من جديد عندما وجدته يهتف بخفوت وكأنه يقول الكلمات بصعوبة
_ يلا قومي البسي عشان لما نروح ماما ورهف هيفهموكي السبب التاني اللي خلاني آجي أخدك !
أطالت النظر في وجهه بريبة حقيقية للحظات ثم هبت واقفة واتجهت لغرفتها لترتدي ملابسها وتستعد والتساؤلات تتناطح في عقلها ماهو السبب الثاني ولما بدا عليه التوتر البسيط وهو يتحدث عنه ! ولم يهدأ عقلها لثانية واحدة وكانت طوال الطريق صامتة تتابع الطريق والفضول ينهشها نهش وتتساءل ترى ماهو السبب ! ... !!!
مدت يدها وجففت دموعها بظاهر كفها ولكنها لا تزال تنهمر بغزارة لتنتابه الشكوك السيئة بأن مكروه قد أصاب أحدهم أو أصابها هي واقترب منها أكثر حتى وضع كفه على ذراعها اليسار هاتفا
_ في إيه ياملاذ مالك !
_ حلمت بكابوس وحش علطول بيجيلي
ضيق عيناه وهو يستمع لكلامها وفور انتهائها أصدر هو تنهيدة طويلة بارتياح وابعدها عنه برفق متشدقا بنظرة معاتبة
رفعت عيناها الدامعة له وقالت بخفوت
_ دايما بحلم بالجاسوم وكان بيجيلي من أنا وفي الثانوي ولغاية دلوقتي بيجيلي وكل ما بيجيلي بخاف أوي وبفضل أعيط زي كدا .. عارفه
هز رأسه بالإيجاب وغمغم في حنو
جذبها من كفها بلطف وأجلسها على الفراش ثم جلس بجوارها لتقول هي بهدوء
_ بحس نفسي متكتفة في السرير ومش بقدر أتحرك ولا أتكلم وببقى عايزة أفوق مبعرفش وبحس كأني بغرق وكل ما بقاومه بيزيد أكتر مش بفوق منه غير لما افضل أقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبصحى مخضۏضة مش قادرة أخد نفسي وأنا بطبيعتي أساسا خوافة فمبالك لما أحلم بكابوس زي ده وغالبا بسمع أصوات مرعبة وأحيانا بشوف خيالات والنهردا شوفت أيد مخيفة ماسكة في إيدي ومكتفاها وصوت حواليا بيضحك وأصوات كتير متداخلة ومرعبة ولما بفوق منه وبعد كدا بنام تاني بيجيلي تاني يعني ممكن يجيلي أربع أو خمس مرات ورا بعض وفي كل مرة بصحى مخضۏضة
_ طيب اهدى أنا سمعت إنه بيبقى صعب فعلا واللي أعرفه والله أعلم إن العلماء بيقولوا إنه بيبقى بسبب الضغوط والحالة النفسية والتوتر والمشايخ بيقولوا إنه من الشيطان فإنتي التزمي بأذكار الصباح والمساء والحمدلله إنتي ملتزمة في الصلاة يعني فبإذن الله مش هيجيلك تاني
_ ممكن تخليني أنام معاك النهردا لإني خاېفة ما أنام وحدي ويجيلي تاني !
أخفى ابتسامته بصعوبة وتمتم في دفء
_ نامي ياملاذ السرير قدامك كله أهو
ترددت قليلا قبل أن تسأل سؤالها القادم وهيمن عليها الصمت للحظات قبل أن تستجمع شجاعتها وتسأل باضطراب
_ هتنام جمبي
رفع حاجبه وهو يبتسم بلؤم لسؤالها المتوقع وكذلك الإجابة المتوقعة التي ترغب في سماعها فلم يحرمها مما ترغب فيه حيث تمتم بنظرات ثابتة
_ اممممم !!!
كتمت سعادتها في الأعماق واكتفت بالإماءة الصغيرة ثم تمدد بجسدها على الفراش وتدثرت بالغطاء لينهض هو ويجلب هاتفه ثم يقوم بتشغليه على سورة البقرة ويضعه على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش ويهتف في نظرات حانية لا تشهدها منه كثيرا بسبب إضطراب علاقتهم
_ اقري المعوذتين وآية الكرسي قبل ماتنامي وأهو شغلت سورة البقرة جمبك
ابتسمت له بحب وهي توميء بالموافقة وطرحت سؤالها الثالث عندما وجدته يتجه نحو باب الغرفة
_ رايح فين !
الټفت لها برأسه وغمغم باسما
_ رايح اشرب ياملاذ وراجع نامي ملكيش دعوة بيا أنا ممكن منامش دلوقتي
هزت رأسها بالموافقة وأغمضت عيناها محاولة النوم من جديد أما هو فعاد بعد ثلاث دقائق وجلس يكمل القرآءة
حتى ينهي ورده اليومي وبعد مايقارب النصف ساعة انتهى واتجه نحو الفراش ليتسطح بجوارها على الجهة المقابلة لوجهها يحدق فيها بإمعان شديد ليلتقط كفها الناعم ويطبع قبلة رقيقة على ظاهره ويقترب برأسه ناحيتها يخطف قبلة سريعة من جانب ثغرها خشية من أن تستيقظ نتيجة للمساته ثم يرجع برأسه لوضعها الطبيعي ويغمض عيناه متهربا عن طريق النوم من الأفكار المنحرفة التي تعصف برأسه
متابعة القراءة