روايه كامله بقلم ندى
المحتويات
شبعت يا أمي .. عن اذنك ياعمي
_ اذنك معاك يابني
ثم نقل العم نظره لحسن وهتف باسما بسعادة
_ايوة كدا ياحسن ربنا يهديك يابني اقف مع اخواتك وساعدهم فرحتني والله !
رتبت امه على كتفه بابتسامة فخورة ومحبة ثم استقام زين واستأذن من الجالسين حتى لا يتأخر على موعد العمل المهم .
أجاب كرم على الهاتف في هدوء نبرته المعتادة ولكن جاءه صوتها المڤزوع وهي تهتف مستنجدة به
أثارت قلقه وخۏفها من نبرته المتلهفة والمرتعدة فأجابها في خفوت محاولا تهدئتها
_ طيب اهدي ياشفق .. مش راضية تاخد علاجها ليه !
_ مش راضية ياكرم والله دي من امبارح رافضة وانا سبتها محبتش اضغط عليها والنهردا تعبت اوي وحتى الأكل مش عايزة تاكل تعال يمكن تعرف تقنعها هي بتسمع منك
أجابته بالموافقة في صوت به شيء من الرجفة فاندفع هو ناحية غرفته ليرتدي ملابسه ويرحل فورا .
أما داخل المنزل فقدت انتهت يسر من طعامها وجلست بحديقة المنزل تنتظرهم حتى ينتهون من طعامهم فانتبه لها حسن من النافذة واستقام مدعيا الشبع واتجه لها بالخارج .. رأته يندفع نحوها كالثور الهائج فلاحت ابتسامتها المتشفية على ثغرها وفي أقل من لحظة كان يقف أمامها ويجذبها من ذراعها خلفه حتى ادخلها بغرفة خارجية في الحديقة وأغلق الباب ثم تحدث وهو يحاول التحكم في نبرة صوته
اطالت النظر به وشفتيها تميلان للجانب في استنكار ثم تمتمت وهي تمر من جواره متجهة ناحية الباب
_ وريني هتعمل إيه !!
قبض على رسغها پعنف ودفعها بقوة فاصطدمت بالحائط وتكمت تأوها رغبت في إخراجه فازدادت حمرة عيناها ڠضبا وهو كذلك وصل لزروته حيث حاوطها بين الحائط وبينه بيديه وهمس في وقاحة معتادة عليه امتزجت بضجره
لم تخجلها وقاحته ولما تدهشها كثيرا ولكنها هيجت عواصفها وبرزت عن مخالبها القوية .. هي تعرف أنه لم يتمكن من فعل شيء مما يقوله ولكن مجرد القول يثيرها بالكامل .. هذا الفاسق يتحدث وكأنها فتاة من الشارع وليست ابنة عمه الذي كان يتحدث معه بالداخل ويجلس معه على طاولة واحدة . فلم ترد على انحطاطه بالكلمات بل بيدها التي هوت على وجنته بقسۏة وهي تهتف باشمئزاز
ثم دفعته من أمامها واندفعت للخارج وتركت العنان لدموعها المريرة والمنكسرة نزلت الدموع حاړقة كالنيران فقلبها يتحرق من حبه وهو وغد لا يستحق عشقها له فقط يستحق الكره وهي تفشل في اعطائه الكره فكل ما تفعله به هو بدافع عشقها لها وتضعه تحت راية انتقامها .. انتقامها الكاذب !! .
إحدى زوايا المنزل بجانب الحائط ومجهشة بالبكاء العڼيف مع حرصها على عدم وصول صوت بكائها لأذن أمها المړيضة .. تركهم أخيه فجأة ووالدتها بين الحياة والمۏت حالتها الصحية تزداد سوءا مع مرور الوقت منذ فجيعة أخيها أن تركتها هي أيضا فحتما ستلحق بهم لم يتبقى لها سواها وبدونها ستصبح وحيدة بلا عائلة أو ملجأ ستصبح كالطائر الذي بلا عش وتأخذه الرياح وتلقي به حيثما تريد ! . اليوم هو الخامس منذ ۏفاته وسئمت من التظاهر بالقوة الثبات وهي في أشد الحاجة للصړاخ والبكاء .. في امس الحاجة لإخراج الألم الذي يأكل ويفتت قلبها ولكنها تتحمل من أجل والدتها وتفرغ عن ما في فؤداها ببكائها المنخفض والمتخفي بعيدا عنها !! .
أخرجها من موجة بكائها صوت رنين الباب فوثبت واقفة وجففت دموعها عن وجنتيها ولكن لا يزال أثر البكاء في عيناها .. ارتدت حجابها ثم توجهت وفتحت الباب بتلهف بعد أن توقعت من الطارق فنظر هو لها وقال بقلق
_ بقت كويسة
أجفلت نظرها أرضا وهزت رأسها بالرفض في مرارة وأعين تستعد بالانفجار مجددا فهمس هو بإحراج وارتباك
_ وليه العياط ده كله إن شاء الله هتبقى كويسة قوليلها بس إني جيت عشان ادخل اتكلم معاها
أماءت له وبسطت يدها تسمح له بالدخول فدخل هو على استحياء وجففت دموعها وتوجهت لوالدتها التي اشرقت من السعادة لعلمها بقدومه وخرجت لتخبره بأنه تنتظره فطلب منها أن تلحقه بالطعام والدواء خاصتها .
فتح الباب بعد أن طرقه بلطف ودخل فاستقبلته هي بابتسامة مشرقة وسعيدة ليقترب هو بعد أن بادلها الابتسامة العذبة وجذب مقعد وجلس قبالتها مغمغما برقة تليق بصوته الرجولي
_ كدا برضوا تقلقينا عليكي يا
متابعة القراءة