رواية رائعة كاملة
المحتويات
عليا يا يونس لأ مش هنقعد اكتر مش هينفع طب طالما أنت مصمم خلاص هنقعد كام يوم تاني!
فتعالت ضحكاتهم سويا ويونس يحتضنه بحب اخوي رابتا على كتفه ليميل يونس نحوه متشدقا بحروف كانت مفتاح لضړب الحب الاخوي الكبير المشترك بين كلاهما
والله يا بدر انتوا ماليين علينا البيت بدل الفراغ اللي كنا عايشين فيه وبعدين ده انا مش بشوفك غير كل فين وفين يا راجل!
بس أنت متأكد إن خالها هيقدر يسيب اشغاله ويرجع القاهرة عشان يبقى معاها يا بدر
تنهد بدر بقوة ثم اومأ برأسه وقال
متأمل كده والله يا يونس في واحد المفروض هيجبلي رقمه النهارده
وهتصل بيه وأشوف رد فعله
ان شاء الله خير
الووو السلام عليكم
وعليكم السلام أنا جبتلك رقم الحاج عبد الرحمن اهوه
فأشرق وجه بدر كالبدر بابتسامة أمل وهو يسأله في لهفة
والله ما عارف أقولك إيه تعبتك معايا كتر الف خيرك مليهوني بقا
ولا تعب ولا حاجة بص اهوه
دون بدر الرقم بلهفة كبيرة ومن ثم أغلق ذلك الاتصال لينظر ليونس قائلا بابتسامة واسعة
اومأ يونس برأسه موافقا ثم نهض ليغادر بعد أن أخبره بهدوء
طب انا هروح أشوف ليال عقبال ما أنت تكلمه وهرجعلك نشوف اللي حصل وبأذن الله خير والموضوع ده يخلص على خير
يارب
تمتم بها بدر وهو يكتب ذلك الرقم ليتصل به ومع كل رنة تصدح مخترقة اذنيه كانت نبضة هادرة تفلت من بين زمامه بقلق... والأفكار التي زاحمت عقله تلتهمه التهاما...!
السلام عليكم مين معايا
وعليكم السلام أنا بدر الجمال ابن عم مريم بنت اختك يا حاج عبدالرحمن ازي حضرتك
الحمدلله بخير يا بدر ازيك انت وازي مريم
الحمدلله احنا كويسين
صمت برهه ثم عاد يكمل وهو يستعير كافة تركيزه ليوازن بين حروفه
كان في مشكلة بس كنت محتاج مساعدة حضرتك فيها
مشكلة إيه ربنا ما يجيب مشاكل
بدأ بدر يقص عليه كل شيء من البداية منذ من كان سبب بشكل غير مباشر في دخول مريم السچن حتى محاولاتها ليومنا هذا....
وكان الآخر يستمع له مذهولا مصډوما يحاول إستيعاب ما يقوله لم يتوقع ابدا أن تصل مريم لخط اللاعودة..!
نعم كان يعلم بشكل ما أن مريم ليست هينة ولكن أن يصبح الحقد كقطعة بالية تغلق عيناها عن أي شيء سواه هذا ما لم يتوقعه ابدا....!!!!
حضرتك معايا
فابتلع الاخر تلك الغصة المريرة بحلقه وهو يجيبه
معاك يا بدر أنا هاجي على طول يا بدر متقلقش وبأذنك يارب كل حاجة هتتصلح
حينها تنفس بدر بصوت مسموع وهو يدرك أن أخيرا ذلك العبء الثقيل قد سقط عن كاحليه ليعطه حريته دون تأنيب قاسې من ضميره..!
بينما في الأسفل في نفس الوقت في احد أركان الحديقة المنعزل بشكل ما عن الرؤية...
كانت أيسل تضحك وهي ټضرب كفا على كف على طفولية ليال الغير متناهية التي جعلت الجنايني يصنع لها أرجوحة في حديقة المنزل إنتهت ليال من تثبيت الاسفنجة على الأرجوحة لتقفز جالسة عليها وهي تهتف بانشكاح طفولي وابتسامة حلوة
اخيرا... يلا زوقيني بقا يا أيسل
حاضر ياستي
وقفت أيسل
خلفها وبالفعل بدأت تدفعها برفق بينما ليال تحرك قدماها موازية حركة الارجوحة وتطلق ضحكات عالية سعيدة... سعيدة هي جدا.... تشعر أنها بين يونس تجدد جلد طفولتها المشوهه بالقسۏة لتخفي تلك الحروق الضارية أسفله.. وإلى الأبد..!
ثم نهضت وهي تشير برأسها لأيسل
يلا يا أيسل اقعدي وهزقك
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وبتوتر ردت ب
لأ بلاش افرضي حد جه وشافنا شكلنا هيبقى وحش اوي
فهزت ليال كتفاها بلامبالاة
فكك اللي ليه عندنا فلوس يجي ياخدها !
لم تكن أيسل يوما تلقائية متهورة تفعل ما يقفز لعقلها لحظيا... بل كانت تحسب خطواتها دائما حتى إذا تقدمت خطوة لا تجد الجمر تحت اقدامها في الخطوة القادمة..!
بينما ليال شخصية شفافة... ما يقفز لعقلها يترجم في تصرفاتها دون التعمق في التفكير لا تفكر كثيرا في الغد بل تحاول جاهدة في رسم اليوم بأفضل شكل فقط ليمر دون عناء...!
جلست أيسل بالفعل وهي تلملم خصلاتها الحمراء على جانب واحد لتقف ليال خلفها تلك المرة وتبدأ في دفعها وهي تخبرها بابتسامة مرحة
غمضي عينيكي بقا وسيبي نفسك خالص واستمتعي هتحسي بشعور جميل اوي
اومأت أيسل برأسها وقد بدأت تفعل ما تمليه عليها ليال.... تستمتع بذلك الشعور دون أي تدخل للعقل... فقط تحسه وتعيشه.....!
وبعد قليل نهضت أيسل لتعود ليال وتجلس مرة اخرى ثم خرج صوتها هادئ يميل للألم الذي رن في نبرتها بخفاء
تعرفي إني طول طفولتي تقريبا وأنا نفسي أعمل مرجيحة في بيتنا وكل ما اكون مضايقة او حاسه بملل أركبها
فتنهدت أيسل بابتسامة خاڤتة ولم تجد
متابعة القراءة